29 مارس، 2024 12:41 م
Search
Close this search box.

سوس ينخر عظام المجتمع الإسرائيلي .. المعلمون يستغيثون من عنف الطلاب

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز محمد :

نشر الموقع الإسرائيلي “واللا” مؤخراً مقالاً لرئيس نقابة معلمي المدارس الثانوية “ران إيريز”، تعرض خلاله لظاهرة العنف المتصاعدة ضد المعلمين، كما تطرق للمشكلات المزمنة التي يواجهونها والتي تنذر بمستقبل مظلم ما لم تستفق وزارة التعليم الإسرائيلية.

فيقول رئيس النقابة: “كثيراً ما يفتخر وزير التعليم “نفتالي بينيت” بما قام به من إصلاحات ستؤدي إلى زيادة دراسة مادة الرياضيات وزيادة أعداد الطلاب الذين سيجتازون المرحلة الثانوية بعد دراستهم لخمسة مقررات في تلك المادة. وتحقيقاً لهذه الغاية أنفقت وزارة التعليم أموالاً طائلة. في الوقت نفسه فضلت الوزارة تجاهل مشكلة أساسية وخطيرة تضر بالمنظومة التعليمية الإسرائيلية على نحو بالغ. إن هذه المشكلة لا تقف عند حدود اضطرابات تؤثر على الحصص المدرسية وتتسبب في ضياع الوقت وعدم الانضباط، ولكنها تتخطى ذلك لتصل إلى عنف مفرط ضد المعلمين والطلاب والموظفين”.

ما بين الاعتداء علي سيارات المعلمين واعتداءات الجسدية

مضيفاً نقيب المعلمين ران أيريز قائلاً: “تماماً كما تتلقى وزارة الصحة في إسرائيل تقارير شبه يومية عن حوادث الطرق وسقوط الضحايا، فإننا في غرفة المتابعة في نقابة المعلمين نتلقى تقارير كثيرة تفيد بوقوع أعمال عنف يومية ضد المعلمين من جانب الطلاب أو أولياء الأمور أو حتى من جانب بعض الأقارب المتهورين، حيث تتراوح أعمال العنف ما بين الاعتداء على سيارات المعلمين كحد أدنى، والاعتداء الجسدي على المعلمين كحد أقصى. ولا يكاد يمر أسبوع إلا ونسمع عن معلم جديد يلجأ إلى تقديم بلاغ إلى الشرطة عن اعتداء تعرض له، أو معلم آخر يضطر إلى الذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج، كل ذلك لا لجرم ارتكبه المعلم سوى أنه يؤدي عمله”.

وقد أكد النقيب على أن نقابته تُجري استطلاعاً سنوياً شاملاً لآراء المعلمين لقياس مستوى العنف في المدارس الإسرائيلية. وقد كشفت النتائج المتعاقبة في السنوات الأخيرة عن صورة قاتمة تفيد بأن معدل العنف ضد المعلمين لم يطرأ عليه تغيير يذكر، بحيث أنه لم ينخفض منذ أكثر من عشر سنوات. فهناك كثير من المعلمين يخشون على سلامتهم، وليس كل المعلمين مطمئنون أنهم سيجدون سيارتهم سليمة لم تُثقب إطاراتها، أو يُحطم زجاجها، أو تتعرض للتخريب المتعمد. كما تظهر الاستطلاعات أنه لا يوجد معلم في إسرائيل إلا وقد تعرض لإساءة لفظية.

بيئة تعليمية تفتقد الحد الادنى من الامن للمعلمين والطلاب

يشير ران أيريز إلى أن “المجتمع الإسرائيلي يشهد حالياً زيادة متصاعدة في ظاهرة العنف في المدارس، فالبيئة التعليمية في المدارس الإسرائيلية لا توفر الحد الأدنى من الأمن للمعلمين والطلاب. ولا عجب في ظل وضع كهذا أن يفضل كثير من المعلمين ترك المهنة. فلا يكفي المعلمين أن عقود عملهم مجحفة، وأن التدريس مهنة قاسية ولها كثير من المتطلبات، وأن وعود الإصلاح التي لا يعرف أحد متى تتحقق، وبعد كل ذلك لا ينقص المعلمين إلا أن يكون الحد الأدنى من كرامتهم غير مُصانٍ في إسرائيل. ثم يأتي دور المجتمع الذي يرى إهمال وزارة التعليم لمشكلات التعليم، وتدني أجور المعلمين، وظروف عملهم السيئة، فيختار المجتمع أن يفرغ شحنات غضبه في أولئك المعلمين، الذين هم في الواقع الحلقة الأخيرة الباقية في منظومة تعليم أبنائهم من جيل المستقبل”.

وفي رؤيته لحل هذه الأزمة الخطيرة، يقول النقيب: “لقد طلبنا من وزارة التعليم أمرين لا ثالث لهما، ولكنها لم تستجب حتى الآن. المطلب الأول هو نقل الطالب الذي يعتدي على معلم إلى مدرسة أخرى بشكل دائم ونهائي. وقد أردنا من ذلك أن نُجنِّب المعلم المعتدى عليه أن يتعرض لإهانة أخرى باستمرار الطالب المعتدي في نفس المدرسة ليكون أسوة سيئة لزملائه. كما أن تجربة استمرار المعلم المعتدى عليه في التدريس للطالب المتصف بالعنف هي تجربة محكوم عليها بالفشل”.

متابعاً: “أما مطلبنا الثاني من وزارة التعليم فهو الدفع بقانون يَعتبِر المعلم موظفاً عاماً. فمن غير المقبول أن يكون في إسرائيل قانون خاص بمناهضة الاعتداء على موظف عام كالشرطي، وقانون آخر مستقل لمناهضة الاعتداء على المعلم. إن تغيير الوصف القانوني للمعلم من شأنه أن يؤدي إلى زيادة في ردع أولئك الذين قد تسول لهم أنفسهم أن يعتدوا على المعلمين. إنه لمن المؤسف أن وزارة التعليم لم تكن عند حسن الظن حتى الآن، فلم تقدم هذا القانون الذي سيكون سيُسهم في القضاء على العنف داخل المدارس الإسرائيلية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب