26 أبريل، 2024 3:51 ص
Search
Close this search box.

سوريا وإسرائيل .. هل سيدفعهما التصعيد إلى أحضان “بوتين” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، مقالاً تحليلياً للكاتب “إيال زيسر”، تناول فيه كيفة تعامل روسيا مع كل من سوريا وإسرائيل في ظل التصعيد العسكري بينهما.. وكيف تحقق روسيا مصالحها الاستراتيجية من خلال سياستها المتوازنة تجاه أعداء الأمس واليوم, “دمشق وتل أبيب” ؟

موسكو وتل أبيب: علاقات متطورة..

يستهل “زيسر” تحليله لافتاً إلى: “إن الزيارة التي أجراها وزير الدفاع الروسي (سيرغي شويغو) إلى إسرائيل، في الأسبوع الماضي، تعكس متانة العلاقات التي تزداد قوة يوماً بعد يوم بين تل أبيب وموسكو, فهى أول زيارة يقوم بها وزير دفاع روسي لإسرائيل, كما أنها تؤكد على رغبة الجانبين لتعزيز العلاقات المتبادلة وإضافة البُعد الأمني والاستراتيجي لتلك العلاقات السياسية والثقافية والتجارية بين موسكو وتل أبيب”.

الوضع مرشح للتصعيد العسكري..

يضيف “زيسر” أنه في الوقت الذي كان فيه وزير الدفاع الروسي متوجهاً لإسرائيل؛ وقع حادث آخر خطير في الجبهة الشمالية لإسرائيل. حيث قام السوريون بإطلاق صاروخ نحو طائرة إسرائيلية كانت تنفذ طلعة استطلاعية “روتينية” في سماء لبنان. ورداً على ذلك شنت إسرائيل هجوماً فدمرت بطارية الصواريخ التي انطلق منها الصاروخ السوري. ما يعني أن الاحتكاك القادم في المناطق الحدودية هي فقط مسألة وقت.

وتشير التصريحات السورية, وكذلك تصريح رئيس الأركان الإيراني الذي كان في زيارة لدمشق, بأن إيران وسوريا لن تسمحا لإسرائيل بالاستمرار في ضرب أهداف سورية.

موسكو تتفهم المتطلبات الإسرائيلية..

بحسب الكاتب الإسرائيلي, فإن السوريين لم يطلبوا بالضرورة الإذن من الروس لإطلاق الصواريخ باستهداف الطائرات الإسرائيلية. ولكن إذا افترضنا أن موسكو على علم بذلك, وعلى استعداد لقبول السياسة الجديدة التي تنتهجها دمشق لرفع سقف الرد ومحاولة استفزاز إسرائيل في كل مرة يجوب طيرانها سماء سوريا, فإن موسكو على علم أيضاً بكيفية الرد الإسرائيلي؛ بل وهي على استعداد لتقبل سياسة إسرائيلية أكثر حزماً تجاه سوريا.

وعموماً فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” أكد أكثر من مرة على أن الرئيس الروسي “فيلاديمير بوتين” أصغى جيداً لتوضيحاته بشأن ضرورة التحرك الإسرائيلي ضد التواجد الإيراني في سوريا وضرب شحنات الصواريخ القادمة من إيران إلى تنظيم “حزب الله”. ولم يعترض “بوتين” على ما أوضحه “نتنياهو” في هذا الشأن, وكل ما طلبه الروس من إسرائيل هو الحرص على وجود التنسيق اللازم بين الجيش الإسرائيلي والجيش الروسي, لمنع أي صدام بين الطرفين داخل الأراضي السورية.

روسيا في حاجة إلى إيران..

يرى الكاتب الإسرائيلي أن روسيا ربما تُدرك محدودية تأثيرها على الطرفين، ولذلك فإنها تفضل عدم اقحام نفسها بين دولتين صديقتين لموسكو وهما سوريا وإسرائيل، ولهذا تتركهما تتناوشان.

وبالطبع فإن هذا الأمر ينطبق أيضاً على إيران، التي تُعد شريكاً استراتيجيا لروسيا في الشرق الأوسط, ولا زالت القيادة الروسية في حاجة لخدمات إيران، وتنظيم “حزب الله” كذلك, من أجل ضمان استكمال النصر لـ”بشار الأسد” وإنهاء الحرب الأهلية الدائرة في سوريا.

موسكو تلعب الدور الذي تخلت عنه واشنطن..

يشير “زيسر” إلى أن الروس ربما يركزون الآن, مثل الأميركيين تماماً, على تحقيق الهدف المُلح بالنسبة لهم. حيث تسعى واشنطن الآن للقضاء التام على تنظيم “داعش”, بينما تحاول موسكو تمكين الرئيس السوري من إحراز الانتصار  النهائي.

لذلك  فإن الروس ليس لديهم الرغبة، أو حتى  الوقت، للانشغال بما سيحدث لاحقاً. لكن ربما أن تبادل الاحتكاك والمناوشات بين إسرائيل وسوريا قد يكون في صالح روسيا, إذ أن الصدام بينهما والخوف من التصعيد يدفعان تل أبيب ودمشق إلى أحضان روسيا, وفي تلك الحالة سيبدو الرئيس “بوتين” وكأنه هو الرجل الرشيد, الذي سيتولى الدور الذي تخلى عنه الأميركيون منذ فترة طويلة.

وفي الختام يؤكد “زيسر” على أن الولايات المتحدة الأميركية هي أهم حليف لإسرائيل, لأنها تقدم لها الدعم السياسي غير المحدود وتضمن لها التفوق على كل أعدائها عسكرياً وتكنولوجياً.

ولكن يبدو أن موسكو هي العنوان حالياً فيما يخص ضرورة إيجاد صيغة لضمان التهدئة في الحدود الشمالية لإسرائيل. وكل ما تتمناه تل أبيب الآن هو ألا تغير موسكو سياستها التي تتسم بالتزام الصمت تجاه الاحتكاكات بين إسرائيل وسوريا, وألا تنتهج مزيداً من الحزم ووضع خطوط حمراء سواء للسوريين أو للإيرانيين أو بالأخص لإسرائيل, وهي الخطوط التي من شأنها أن تمنع الجيش الإسرائيلي من استغلال الفرص التي أتاحتها الحرب الأهلية السورية؛ بما في ذلك من شن هجمات لضرب أهداف داخل الحدود السورية للحد من التهديدات المستقبلية لإسرائيل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب