29 مارس، 2024 9:16 ص
Search
Close this search box.

سنجار .. هل يمكن أن يتحول لـ”منطقة آمنة” للأيزيديين ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في محاولة للحفاظ على الأمن في منطقة “سنجار”، طالب قائممقام قضاء سنجار، والنائب السابق، “محما خليل علي آغا”، الأربعاء الماضي، بحصر السلاح بيد الدولة في القضاء، فيما أشار إلى أن لو قامت الحكومة بتطبيق المادة (140) من الدستور؛ لما كانت كارثة عام 2014 أن تحدث.

وقال “آغا”، الذي ينتمي لـ”الحزب الديمقراطي الكُردستاني”، بزعامة؛ “مسعود برزاني”، في بيان له، إن: “بمناسبة الذكرى الـ 12 لفاجعة سيبا شيخدري، مجمع الجزيرة، في العزير، ناحية القحطانية، التي أودت بحياة أكثر من 400 شهيد و500 جريح، كلهم من المكون الديني الإيزيدي، هناك ضرورة ملحة بتوفير الحماية للأقليات الدينية وإعمار مناطقها؛ وخاصة في سنجار، التي تعرضت لأكثر من مرة إلى الإبادة الجماعية”.

وأضاف أن: “الإرهاب أقدم، في 14 آب/أغسطس عام 2007، على تفجير أربع سيارات مفخخة استهدفت مجمع الجزيرة، وإحداث مجزرة بحق المكون الإيزيدي”، لافتًا إلى أن: “هذه الحادثة المؤلمة هي بداية إبادة المكون الإيزيدي، قبل الفاجعة التي لم يعرف لها مثيل في التاريخ بقيام تنظيم (داعش) الإرهابي، في الثالث من آب/أغسطس عام 2014، بإقتحام المنطقة وفعل ما فعل بأهلها”.

وتابع أن: “إعطاء الحقوق الدستورية للمنطقة وتطبيق المادة (140)، أصبحت حاجة ضرورية”، مبينًا أن: “لو قامت الحكومة بتطبيق المادة (140) من الدستور في ذلك الحين، لما كانت كارثة عام 2014 أن تحدث”.

وأشار إلى أن: “كارثة مجمع الجزيرة ما زالت آثارها عالقة لحد الآن، متمثلة بوجود أعداد كثيرة من المفقودين الذين لم يتم العثور على جثثهم، وعدم حصول ذويهم على حقوقهم؛ وهذا بحد ذاته إهمال وتقصير بحق المكون الديني الإيزيدي”.

منطقة آمنة بإشراف التحالف الدولي..

وطالب، بـ”جعل سنجار منطقة آمنة؛ وفرض القانون فيها؛ وحصر السلاح بيد الدولة؛ وتوظيف أبنائها في مؤسسات الدولة الأمنية، لتكون قادرة على حماية منطقتها، وتشكيل قوة مشتركة من الجيش والبيشمركه لحمايتها، وبتسليح وإشراف من التحالف الدولي؛ لتكون دعامة للمنطقة الآمنة وخلق أرضية مناسبة لعودة النازحين ومحو آثار الإبادة الجماعية والبدء في إعمارها”.

تحولت لملاذ آمن لـ”العمال الكُردستاني”..

وكان قائمّقام “سنجار” قد أشتكى، في بيان أورده، في 13 آب/أغسطس الجاري، من تحول المدينة إلى “ملاذ آمن” لـ”حزب العمال الكُردستاني”؛ وممارسته “الخطف، وفرض الإتاوات، ومحاسبة المختطفين لديه بصورة تعسفية دون أية محاكمات، أمام مرأى ومسمع قوات الجيش العراقي وفصائل الحشد الشعبي، إضافة إلى تحول القضاء مصدر لتمويل وأسلحة الحزب”.

يُذكر أن مسلحو “العمال الكُردستاني” كانو قد دخلو إلى مدينة “سنجار”، لأول مرة، في العاشر من آب/أغسطس 2014، تحت غطاء قتال تنظيم (داعش)، وتحرير المختطفين الأيزيديين، قادمين من معاقلهم التقليدية في مرتفعات “الحسكة” السورية و”جبال قنديل” العراقية، وسط صمت حكومي؛ فُهم حينها على أنّه ترحيب بجهودهم في قتال تنظيم (داعش)، إلا أنّ الحزب إتخذ في ما بعد، المدينة وقرى تابعة لها، معقلاً جديدًا له.

وتقول “تركيا”، التي تُصنّف، “العمال الكُردستاني”، على لائحتها للإرهاب، إنّه يمارس أعمالاً عدائية ضدها إنطلاقًا من مدن عراقية، بينها “سنجار”.

توقعات بنشوب حرب أهلية لتعدد التنوع العرقي والطائفي..

عن هذا الموضوع؛ يقول الباحث في العلاقات الدولية، “حيدر غازي”، أن “حزب العمال الكُردستاني يعتبر منظمه إرهابية، لذا فإن وجوده داخل العراق يمثل خطرًا على العراق وعلى الدول المجاورة، وعلى هذا الأساس نجد أن الحكومة العراقية، وبعض الحكومات التي تؤثر في الداخل العراقي، تسعى للقضاء على هذا الحزب، وخصوصًا الحكومة التركية”.

وأضاف “غازي” أن: “قضاء سنجار وسهل نينوى وبعض المناطق الأخرى، تضم الكثير من التنوع العرقي والطائفي والإثني، وهذا التنوع يمثل تحديًا لإدارة هذه المناطق، فهي لم تصمد أمام المد (الداعشي)، وتضم حركات داخلية تمثل خطرًا على أمنها الداخلي، قد يؤدي معها إلى نشوب حرب أهلية، فهناك اختلاف كبير في توجهات تلك القوى داخل سنجار، كما أن إيران وتركيا والولايات المتحدة يتواجدون وبقوة على ساحة سنجار، فالولايات تدعم بعض الطوائف والحركات في المنطقة، عبر منظمات تدعم الكنيسة الإنجيلية، فهناك مخطط لإحداث تغيير شامل في بعض العقائد، مما يعني أن هناك صراع دولي في منطقة سنجار، التي باتت تشكل بوابة لتقسيم العراق أو لضمها إلى إقليم كُردستان، نظرًا لموقعها الاستراتيجي، والتي قد تكون معبرًا لنقل النفط إلى إسرائيل”.

موضحًا “غازي”؛ أنه: “لا يمكن تصور إقامة منطقة عازلة في قضاء سنجار وفق تصور الحكومة العراقية، فهو موضوع صعب، لكن تواجد قوات مشتركة لحماية المنطقة فهو موضوع وارد جدًا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب