17 يناير، 2025 11:38 م

“سما ليث”.. الإعدام بجريمة الحياة في الرمادي

“سما ليث”.. الإعدام بجريمة الحياة في الرمادي

كتب خالد بتال : تكن “سما ليث”، الطالبة في كلية الزراعة بجامعة الأنبار/ المرحلة الثانية، تدري أن صباح الأحد 1/6/2014، هو الأخير الذي ستشرق فيه الشمس على حياتها.. ذهبت “سما” صباح الأحد، الى مبنى الكلية، الواقع في منطقة الزراعة شرق الرمادي، لتخضع للامتحان النهائي، فجلست على كرسي الاختبار، وبدأت تكتب، وما هي إلا دقائق، حتى سقطت على الأرض، مضرجة بدمائها، بعد أن أصابتها رصاصة طائشة في رقبتها، قال الطلبة إنها جاءت من قناص في الجيش، فيما قالت مصادر أمنية إن القناص ينتمي الى “داعش”.
وبعيدا عن مصدر الرصاصة، يبدو أن جميع الكائنات المتحركة والساكنة، تحولت إلى “أهداف” في معركة الأنبار، وأيا كانت الأسباب، لا يمكن أن يتوفر تفسير ملائم لهذة الجريمة المأساوية، بحسب ما يقول جيمع الشهود الذين تحدثوا لـ “واي نيوز”، عن هذا الحادث، إذ أكدوا أن الضحية كانت تجلس على كرسيها، داخل قاعة الامتحان، عندما تلقت الرصاصة، ولم تكن تتجول في منطقة قتال.
ولم تكن “سما”، هي الضحية الوحيدة لهذا الحادث، فقد اصيب بعض اساتذها بالرصاص المجهول، الذي انهمر على مبنى كلية الزراعة، صباح أمس الأحد، لكنها كانت الوحيدة التي فارقت الحياة..
ويقول زملاء “سما” إن هذه الطالبة “تعرضت إلى الإعدام، بجريمة الحياة في مدينة الرمادي”. ويضيف هؤلاء، أن “الطريقة التي سقطت بها سما، تؤكد أن شيئا لم يعد آمنا في هذا المكان، فكل ما على الأرض أهداف”.
لكنهم يحملون القوات الأمنية مسؤولية “هذه الجريمة”. ويقول علاء، وهو طالب في كلية الزراعة بجامعة الأنبار، رفض الكشف عن اسمه الكامل، إن “قوات الأمن هي من تتحمل مسؤولية هذه الجريمة، فحفظ الحياة هو أهم ما يفترض أن تقوم به هذه القوات”.
لكن مصادر أمنية عديدة في مدينة الرمادي، أكدت لـ “واي نيوز”، أن “النيران التي قتلت سما مصدرها قناص ينتمي الى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)”.
وتقول هذه المصادر، إن “قوة أمنية، كانت تتمركز قرب مبنى وزارة الزراعة في مدينة الرمادي، لتأمينها خلال أداء الامتحانات النهائية، تعرضت لإطلاق نيران من قناص يعتقد أنه ينتمي لتنظيم داعش”، موضحة أن “إحدى الرصاصات اخترقت زجاج نافذة لقاعة امتحانية، واستقرت في رقبة الطالبة سما ليث، لتفارق الحياة على الفور”.
ولم يكن العام الدراسي، لطلبة جامعة الأنبار، مختلفا كثيرا، عن الأجواء التي أدت إلى “استشهاد” الطالبة “سما”، إذ قضى طلبة جامعة الأنبار هذا العام في دوام متقطع، وكثيرا ما حوصر عدد منهم، بسبب اندلاع اشتباكات مفاجئة أثناء ساعات الدوام. كما جرى تعليق الدراسة في الجامعة مرات عدة، حتى أن الكثير من أساتذة جامعة الأنبار، أقروا بأن الطلبة لم يتلقوا العدد الكافي من المحاضرات خلال العام، ولم يتم اكمال الا نحو 10% من المنهج الدراسي لبعض المواد.
وتتوزع كليات جامعة الأنبار في عدد من مناطق مدينة الرمادي، إذ تقع كليات المجموعة الطبية في منطقة الثيلة وسط المدينة، في ما يقع المجمع الرئيسي لجامعة الأنبار خارج منطقة الخمسة كيلو غربا، فيما تقع كليتا الزراعة والتربية للبنات شرق المدينة.
ونقل عشرات الطلبة في جامعة الأنبار دوامهم إلى جامعات خارج الأنبار، وبعضهم خارج البلاد، لكن من لم يتمكن من ذلك، اضطر الى عيش ظروف دراسية صعبة للغاية، تهدد الحياة في الكثير من الأحيان.
غادرت “سما ليث” الحياة، وبقيت أزمة الأنبار قائمة، ولا أحد يمكن له أن يتنبأ بموعد انقضائها، وكم من الأرواح الإضافية ستحصد..

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة