كتبت – آية حسين علي :
تمتلئ مدينة الموصل العراقية ومخيم اللاجئين القريب منها بالمواطنين الذين دمرت منازلهم في غارات جوية شنها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي.
اكتشاف أدلة تدين التحالف الدولي
تمكنت شبكة “آر. تي” التليفزيونية الروسية، أثناء استكشاف المناطق المدمرة في الموصل، من الحصول على أدلة تدعم تقرير “منظمة العفو الدولية” الذي اتهم التحالف الدولي بقصف منازل مدنيين دون تمييز خلال الهجمات الجوية على مواقع التنظيم الجهادي في الموصل، مركز محافظة نينوى شمالي العراق.
وتحولت ثاني أكبر مدينة عراقية إلى مقبرة حقيقية بفعل حطام المنازل والمدارس والمستشفيات التي دمرت منذ بدء عملية تحرير الموصل.
كان الصحافيون شهود عيان على قيام طائرة عراقية بإطلاق صواريخ ضد مواقع لـ”داعش”، وسمعوا دوي إطلاق نار على بُعد، ورأوا طائرات عسكرية تحلق كل 5 أو 10 دقائق. واستمعوا إلى روايات بعض سكان المدينة حول استغلال التنظيم للمدنيين كدروع بشرية خلال الهجمات الجوية.
الحكومة تطالب الأهالي بالبقاء في المنازل والأهالي يرفضون
بدلاً من عمل ممرات لعبور المدنيين الذين يغادرون المدينة، مثلما حدث في مدينة حلب السورية، تهيب الحكومة العراقية بسكان الموصل البقاء في منازلهم، وفقاً لما أعلنته العفو الدولية.
ولسوء الحظ تحول عدد كبير من المنازل، التي كان ينظر إليها باعتبارها آمنة، إلى مقابر جماعية، وأصبح سكانها ضحايا القصف المستمر الذي تطلقه القوات العراقية والأميركية على منازل المدينة.
دمرت منازل كثير من اللاجئين الذين أصروا على تركها ضاربين بمطالبات الحكومة لهم بالبقاء عرض الحائط.
وقالت إحدى السيدات المتضررات: “كنا في منزلنا عندما سقطت عليه فجأة قذيفة.. فذهبنا إلى منزل والدي لكننا وجدناه قد قصف بصاروخ.. لا نعلم أين يريدوننا أن نذهب إنهم يقصفوننا.. لقد رأيت بعيني منزلنا يدمره قصف بالطائرات”. ويعلق مواطن آخر من أهالي المنطقة يدعى أكرم: “هكذا هو القصف يدمر كل شئ”.
صرخات الأهالي
شكى مواطنون آخرون من استمرار استخدام تنظيم “داعش” للمواطنين كدروع بشرية خلال الهجمات الجوية التي تطلق كل يوم، وتسبب الرعب لهم وتجعل فرارهم من الجزء الغربي بالمدينة أمراً صعباً للغاية.
ويقول أحد اللاجئين ويدعى “عبد الرازق عبد الكريم قاسم”: إن “تنظيم داعش سبب لنا ضرراً كبيراً.. لقد تركونا بلا مأكل أو مشرب أو غاز”.
وأشار “باسم محمد”، الذي اضطر أيضاً إلى ترك المدينة لإنقاذ حياته، إلى أن “الجيش العراقي لا يزال يحارب لكنه لن يستطيع الانتصار على التنظيم الجهادي.. لأنه يستخدم عدد كبير من القناصة”.
جدير بالذكر أن هناك حوالي 400 ألف مدني لا يزالون محاصرين في الموصل، ويعانون من قلة المواد الغذائية والكهرباء.
وحذر مسئولو المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق من أن هناك ما يتراوح بين 8 و12 ألف شخص يفرون كل يوم من المدينة.
تؤكد الولايات المتحدة على أن 220 مدنياً فقط لقوا حتفهم خلال عمليات التحالف الدولي في العراق وسوريا، في حين ترجح منظمات حقوقية أن الرقم الحقيقي قد يكون عشرة أضعاف ما تعلنه واشنطن.