20 أبريل، 2024 8:12 ص
Search
Close this search box.

سليمان بيك : نزوح للاهالي ورفض للعسكريين تنفيذ الاوامر ‏

Facebook
Twitter
LinkedIn

دعت القوى السياسية في قضاء طوزخورماتو، (90 كلم شرق تكريت)، اليوم الخميس، إلى ضبط ‏النفس في خضم التداعيات المتلاحقة لاقتحام ساحة اعتصام الحويجة وفقدان سيطرة الدولة على ناحية ‏سليمان بيك، واتساع ترك عناصر القوات الأمنية في المنطقة لمواقعهم، ونزوح غالبية الأهالي، في ‏حين اعتبر محلل سياسي أن رئيس الحكومة نوري المالكي لجأ إلى “إعدام” العملية السياسية للتغطية ‏على “خسارته” الانتخابات المحلية، مرجحاً أن يسعى لخلق أزمات أخرى لحين ترتيب أوضاعه.‏
القوى السياسية بالطوز تدعو لضبط النفس

ويقول قائمقام طوزخورماتو، شلال عبدول، في حديث إلى (المدى برس)، إن “القوى السياسية في ‏القضاء اجتمعت اليوم وبحثت الأوضاع الراهنة في ناحية سليمان بيك ودعت إلى ضبط النفس ‏والسيطرة على الأمور لمنع اتساع انتشار الجماعات المسلحة”.‏
ويضيف عبدول، أن “ناحية سليمان بيك خالية حالياً من أي وجود حكومي بعد انسحاب القوات الامنية ‏من الجيش والشرطة”، مشدداً على أن “الأوضاع في الناحية لا تسر كونها تخضع حاليا للمسلحين ‏بشكل كامل ولا تتوافر معلومات عن الخسائر البشرية”.‏
ويلفت قائممقام  طوز خورماتو إلى أن “الوضع  الأمني متوتر بالقضاء لكن ما يزال تحت السيطرة ‏على الرغم من سقوط ناحية سليمان بيك”.‏
وسليمان بيك هي ناحية تابعة لقضاء طوز خورماتو (90 كلم شرق تكريت) وتقع بين جبل حميرن ‏ومدينة الطوز وتضم 28 قرية ويقطنها  أكثر من 35 ألف نسمة بينما يتركز فيها 10 الاف نسمة، ‏وهي خليط لعشائر (البيات) العربية والتركمانية وتعد معقلا  لمؤدي  القائمة العراقية بالانتخابات ‏السابق وحزب البعث السابق، كما تعد اليوم أول مدينة تسقط بين المسلحين منذ أن كان تنظيم القاعدة ‏يسيطر على بعض المناطق في العراق أبان الفترة الممتدة من 2004 حتى 2007 .‏
مكونات خائفة وأزمة وقود وأسعار تتضاعف
ولا يبدو وحده القائمقام غير مسرور إذ يبدو أهالي الطوز خائفين جدا من الأحداث التي تجري ‏على  تبعد نحو  10 كللم إلى الجنوب من مدينتهم، في حين تخشى مكونات المدينة على وجودها في ‏ظل اشتداد سيطرة جماعات مسلحة من لون واحد.‏
ويقول نائب رئيس الجبهة علي هاشم مختار اوغلو إن “الوضع  لا يخلو من التوتر فالطوز اساسا تشهد ‏استهدافا كبيرا  يستهدفها خصوصا ضد المكون التركماني”، موضحا أنه “في بقاء سيطرت تلك ‏الجماعات المسلحة على المناطق المحيطة سيزيد من احتمال الاعتداءات على المكونات في الطوز”.‏
من جانبه، يقول حسن باقر  عبد الله وهو صاحب مقهى بالطوز  ان القضاء مليء بالمشاكل اصلا ‏واليوم اضيفت مشكلة اكبر له وقطع الطريق الدولي بين بغداد والمناطق الشمالية مما أصاب مدينتنا ‏بالشلل اقتصاديا كونها موقعا تجاريا مليئا بالتجار والمسافرين والمطاعم”.‏
ويلفت عبدالله في حديث إلى (المدى برس)  إلى أن أزمة وقود أضيفت إلى تلك الأزمات بسبب قطع ‏الطرق بين كركوك وقضاء بيجي مرورا بالحويجة بسبب الاحداث هناك وحظر التجوال”، مؤكدا أن ‏‏”المواطنين بدأوا يتمونون تحسبا من تدهور الأوضاع أكثر مما ضاعف أسعرا المواد الغذائية ‏والوقود”.‏
الشرطة: عشرة قتلى و20 جريحاً
من جانبه، يقول مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين، في حديث إلى (المدى برس)، إن “حصيلة ‏أحداث سليمان بيك منذ صباح امس الأربعاء وحتى المساء عند سقوطها تماما بيد المسلحين بلغت ‏عشرة قتلى وهم سبعة مدنيين وجنديان وشرطي، في حين أصيب أكثر من 20 شخصاً بجروح متفاوتة ‏بينهم نساء وأطفال”.‏
ويؤكد المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “الضحايا سقطوا من جراء تبادل إطلاق النار ‏بين المسلحين والقوات الأمنية أو نتيجة القصف الجوي ورشاشات المروحيات”، مبيناً أن هذه ‏‏”الحصيلة اعتمدت على تقارير طبية بالرغم وجود خسائر بشرية لا يمكن حصرها حالياً بسبب سيطرة ‏الجماعات المسلحة على المنطقة”.‏
ويوضح المصدر، أن “ما تبقى من مظاهر الحكومة في سليمان بيك يتمثل بأربع طائرات تحلق في ‏الجو وتقوم بعمليات تمشيط ورشقات رشاشة”.‏

الجيش: اتساع ظاهرة ترك الضباط والجنود لمواضعهم
من جانبه، يقول مصدر عسكري في الفرقة الرابعة للجيش العراقي، إن “ضابطاً برتبة نقيب و20 ‏جندياً من الفوج الثاني التابع للواء الـ17 بالفرقة تركوا مواضعهم وأسلحتهم وامتنعوا عن تنفيذ الأوامر ‏التي صدرت لهم بمواجهة العشائر الثائرة”.‏
ويذكر المصدر، الذي طلب هو الآخر عدم الكشف عن اسمه أن “قيادة شرطة محافظة صلاح الدين ‏قررت محاسبة مدير مركز شرطة منطقة ينكجة في قضاء طوز خورماتو، العقيد حسين البياتي، بسبب ‏عدم اشتباكه مع المسلحين الذين تجاوز عددهم الـ60، ليلاً عندما طوقوا المركز وطلبوا منه وأفراد ‏الشرطة البالغ عددهم عشرة عناصر ترك العمل وتسليم السلاح مقابل أرواحهم”.‏

مواطن: فرار جماعي للأهالي
على صعيد متصل، يفيد محمد عبد العليم (48سنة)، من أهالي سليمان بيك، في حديث إلى (المدى ‏برس)، إن “أكثر من 90 بالمئة من أهالي سليمان بيك فروا إلى عدة جهات آمنة منها كركوك بعد ‏انسحاب القوات الأمنية وتزايد سيطرة المسلحين”، مضيفاً “تركت منزلي وأخذت عائلتي المكونة من ‏خمسة أطفال مع زوجتي لحمايتهم من الاشتباكات برغم القلق الذي يساورنا على ممتلكاتنا”.‏
محلل: المالكي يحاول التغطية على خسارة الانتخابات المحلية
بالمقابل يرى محلل سياسي أن “رئيس الحكومة نوري المالكي فتح جبهة الحويجة للتغطية على ‏خسارته الانتخابات المحلية”، متوقعاً أن “يحصد نتائجها السلبية”، مؤكدا أن خطر الجماعات المسلحة ‏هذه المرة مضاعف عشرات المرات لكونها مدعومة عشائريا.‏
ويقول جمعة محمد عبد الله، في حديث إلى (المدى برس)، إن “المتغيرات السريعة بعد اقتحام ميدان ‏معتصمي الحويجة وسقوط العشرات من المدنيين بين قتيل وجريح اعقبه سيطرة جماعات مسلحة على ‏ناحية سليمان بيك وبعض الطرق المؤدية إلى كركوك”، معتبراً أن “الخطر من وراء ذلك يكمن في أن ‏هذا النشاط مدعوم عشائرياً”.‏
ويعتبر عبد الله، أن “المالكي أعدم العملية السياسية بيده رداً على خسارته في الانتخابات المحلية كونه ‏استقطب حوله العديد من الفاسدين في المرحلة السابقة على وفق مبدأ فاسد موالي خير من نزيه ‏معارض”، لافتاً إلى أنه “ربما يحاول الانتقام بالسعي لخلق أزمات أخرى لحين ترتيب أوضاعه ‏خصوصا أنه مقبل على خسارة أكبر في الانتخابات البرلمانية المقبلة”.‏
كان مصدر أمني في محافظة صلاح الدين أكد في حديث إلى ( المدى برس)، امس الأربعاء،( 24 ‏نيسان 2013)، أن مسلحين مجهولين سيطروا بشكل شبه كامل على ناحية سليمان بيك، شرق ‏تكريت، بعد اشتباكات دارت منذ عصر الثلاثاء  وأشار إلى أن قوات أمنية اشتبكت مع المسلحين ‏بمساندة طائرات مروحية في محاولة لاستعادة الناحية، وفيما لفت إلى أن 12 مدنيا سقطوا بين قتيل ‏وجريح بنيران المروحيات، نزحت العديد من الأسر خارج الناحية بسبب حدة الاشتباكات.‏
وشهدت محافظة صلاح الدين، أمس الأول الثلاثاء ايضا، مقتل وإصابة 16 من عناصر الجيش ‏العراقي بهجوم مسلح نفذه مجهولين بأسلحة رشاشة وقنابل يدوية قوة عسكرية تابعة للجيش العراقي ‏قادمة من مطار المثنى في العاصمة بغداد، لدى مرورها في فلكة ناحية العلم،(10كم شرقي تكريت)، ‏فيما أضرم المسلحون النار بسبع آليات عسكرية، فيما قطع المئات من أبناء العشائر في ناحية العلم، ‏اليوم الاربعاء،( 24 نيسان 2013)، الطريق العام الرابط بين تكريت وقضاء الحويجة للحيلولة دون ‏عبور الارتال العسكرية القادمة من بغداد، بعد مهاجمة مسلحين مجهولين دورية للجيش العراقي كانت ‏تقوم بمهام أمنية في السوق الشعبية وسط قضاء بيجي (40 كم شمالي تكريت)، اقتصرت اضرارها ‏على الماديات.‏
وتشهد الباد منذ حادثة الحويجة هجمات مسلحة على نطاق واسع طالت مناطق متفرقة من جنوب ‏وجنوب غربي كركوك وجنوب الموصل ومناطق مختلفة من صلاح الدين والفلوجة والرمادي وأدى ‏تلك الهجمات إلى مقتل وإصابة العديد من قوات الجيش والشرطة والمسلحين ايضا واحتراق العشرات ‏من المركبات العسكرية المختلفة.‏
كما كانت مصادر أمنية في محافظتي كركوك وصلاح الدين أكدت، الثلاثاء، ( 23 نيسان 2013)، أن ‏ما لا يقل عن 13 مسلحا قتلوا في سلسلة هجمات تعرضت لها قوات الجيش العراقي في مناطق جنوب ‏وجنوب غربي كركوك وشمال صلاح الدين وتكريت، وذلك بعد ساعات من عملية اقتحام الجيش ‏العراقي لساحة الاعتصام في الحويجة.‏
كما قام معتصمو الرمادي، امس الثلاثاء، بإحراق آلية تستخدم لنقل الدبابات والمدافع وعربة هامر، ‏وفضلا عن السيطرة على سيارة من نوع ( بيك اب) تابعة للشرطة ومركب عليها سلاح مقاوم ‏للطائرات وذلك على مقربة من ساحة الاعتصام.‏
وجاءت تلك الأحداث كرد فعل على حادثة اقتحام ساحة الاعتصام في الحويجة، أمس الثلاثاء الـ23 من ‏نيسان 2013،  والتي اسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن نحو 163 من المعتصمين وفقدان ‏واعتقال مئات آخرين، في حين أعلنت وزارة الدفاع العراقية، أمس الثلاثاء، انها هاجمت ساحة ‏الاعتصام بعدما رفض المعتصمون الانصياع لأمر مغادرة الساحة وتعرضها لإطلاق نار من ‏المعتصمين، وأكدت أنها تكبدت ثلاثة قتلى وتسعة جرحى من قواتها التي نفذت عملية اقتحام ساحة ‏اعتصام الحويجة، وأكدت أن العملية أسفرت عن مقتل 20 من “الإرهابيين” الذين كانوا يتحصنون في ‏ساحة الاعتصام واعتقال 75 آخرين، مبينة أنها عثرت على 45 قطعة سلاح وقنابل وآلات حادة داخل ‏الساحة.‏

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب