12 يوليو، 2025 10:22 م

“سليماني” في عيون أقرب أصدقاءه .. العالم في حاجة ماسة لـ”أبو الأمن” من أجل الاستقرار !

“سليماني” في عيون أقرب أصدقاءه .. العالم في حاجة ماسة لـ”أبو الأمن” من أجل الاستقرار !

خاص : ترجمة – حمدي جمال محمد :

بالنسبة للدبلوماسيين والعسكريين المعروفين، هو اسم يُلفت الإنتباه والأنظار بمجرد سماعه.. وهو اسم معروف أيضًا بالنسبة للإرهابيين وجرس إنذار مهيب لا يستطيعون تجاهله.

وكذلك تعرفه شعوب المنطقة جيدًا، لأنهم يعلمون أنه رجل قوي قادر على توفير الأمان لهم، تجعله وسائل الإعلام العالمية عنوان رئيس وترفع صوره وتصنفه ضمن قائمة الأقوياء حول العالم. إنه “قاسم سليماني”، الذي يكمل عامه الـ 62 عامًا؛ ويحظى بحب الشعب الإيراني.

وقد قضى سنوات عديدة في الدفاع ببطولة عن حدود البلاد، ولم يسمح لأحد بالنظر إلى “إيران”. هو رجل مهيب في العالم، لكن ما إن ينزل بين الناس يكون بسيطًا ومتواضعًا ورحيمًا وحاميًا. بحسب موقع (الدبلوماسية الإيرانية).

بل إن بمقدور الجماهير فهم كل ذلك من مجرد النظر إلى صورته. وفي عيد ميلاده أجرى موقع (الدبلوماسية الإيرانية)، المقرب من “وزارة الخارجية الإيرانية”، الحوار التالي مع الدكتور “صادق خرازي”، الصديق المقرب من “قاسم سليماني”، للتعرف على سمات هذا الرجل العظيم..

هو “زعيم” إنما حل..

“الدبلوماسية الإيرانية” : حدثنا عن السمات الفردية والحياتية للقائد “قاسم سليماني” ؟

“صادق خرازي” : يتمتع السيد “سليماني” بعدة خصائص ممتازة.. هو رجل رفيع الطباع، حالت رؤيته الواسعة دون تحوله إلى متعصب ومنغلق. وهو مُلم بمفاهيم العالم الحديث وتعقيداته بشكل جيد.

ورغم ذلك؛ يظهر في سلوكه الفضائل الإنسانية المتأصلة في الدين والتقاليد الإيرانية. وعيه بالعالم المعاصر والتكنولوجيا منقطع النظير، مع هذا يراعي في حياته الشخصية عدم التأثر بذلك. وهو لا يحظى فقط بالقدرة على القيادة العسكرية، وإنما أيضًا بالقدرة على الزعامة. وتختلف مميزات المدير عن القائد عن الزعيم، لكن “قاسم سليماني” يعرف كل هذه الخصائص والمميزات. وهو يدرك جيدًا أبعاج نطاق قيادته العسكرية ويحيط جيدًا بمعنويات العاملين معه.

وفي رأيي؛ أينما حل السيد “سليماني” لا يكون قائدًا؛ وإنما زعيم، الأمر الذي يميزه عن غيره من القيادات. هو خبير إستراتيجي محب للقراءة يطالع آخر الأحداث في العالم. ولا أقصد قراءة التقارير المعلوماتية التي يجمعونها، وإنما هو نفسه أهل دراسة وقراءة.

العدالة والشرف والإنسانية..

“الدبلوماسية الإيرانية” : يُعرف بين الناس بخصلتين، هما التواضع والحزم. وهو يراعي هاتان الخصلتان عند إتخاذ أي قرار، هل السبب يكمن في وعيه كما تفضلتم بالإشارة ؟

“صادق خرازي” : السيد “سليماني” خلوق جدًا؛ وفي الوقت نفسه متواضع. وهو لا يفرق من الناحية الإنسانية بين نفسه والعاملين تحت قيادته. لكنه يكون أكثر فهمًا عند القيادة والعمل، حيث الأوضاع مختلفة، وهو يجاهد في مقاومة نفسه.

وعليه أن يتخذ أحيانًا قرارًا بشأن مسألة التركيز على رفاهية أسرته ومكاسبه الشخصية. وهو لا يهتم للرفاهية والمكانة الشخصية، لكن على قدر من الوعي بأهمية احترام دعم الأسرة والأهل والوطن.. “قاسم سليماني”، عصامي، ولذلك يختار الحق والإنصاف والعدالة دائمًا.

وتتسرب الأخلاق والتواضع من داخل هكذا شخصية. وهو لا يرضى بالسلطة وإنما يهتم أكثر للأخلاق والتواضع واحترام الحقوق الاجتماعية والشخصية والشعب والمظلومين ومكافحة الظلم.

كما أنه يدرك جيدًا المعنى الحقيقي للعدل والتقوى. من ثم هو يهتم لثلاث موضوعات: “العدالة، والشرف، والإنسانية”. وقد اختار الخصال الثلاث عن وعى ومعرفة، ولذلك يصدر في جميع تصرفاته عن وعي ومعرفة.

أبو الأمن !

“الدبلوماسية الإيرانية” : ما هو دور القائد “سليماني” في إثبات واستعراض قوة “إيران”، في ضوء وضع ومكانة بلادنا الحالية في المنطقة والعالم ؟

“صادق خرازي” : العالم في حاجة إلى “سليماني” بطريقته في العمل. هو شخصية عسكرية جيدة، والعلم يذكره باعتباره أحد أهم الإستراتيجيين. ويعتقد السياسيون والعسكريون، حول العالم، أن لدى السيد “سليماني”، الذي يخوض حربًا ضد الإرهاب، الكثير  للحديث عنه.

وهو مُنظر وصاحب رأي فيما يتعلق بالأمن الجمعي. لقد أقسم وزير الخارجية الأميركي أمام أعداء، مخاطبًا العرب: “ليس لديكم الجنرال سليماني !.. ليس لديكم جنرال يحارب ضد الإرهاب. والجنرال سليماني جدير بالاحترام بالنسبة لي؛ بسبب رؤيته في مكافحة الإرهاب”.

بدوره قال “باراك أوباما”، الرئيس الأميركي السابق: “الجنرال سليماني عدوي، لكني أحترمه، لأنه يتمتع بالعزيمة”.

والدنيا والمنطقة تحتاج إلى الجنرال “سليماني” بسبب عقيدته وأسلوب نضاله. وأمن المنطقة رهن بالتعاون الإقليمي، والقائد “سليماني” هو مهندس هذا التعاون. والمنطقة الآن في حاجة إلى إستراتيجية المقاومة، والقائد “سليماني” يعلم كيفية بلورة هذه المقاومة.

وفي ضوء هذا الوضع؛ لابد من القضاء على الإرهابيين والمعتدين. والإرهاب هو الأكثر انتشارًا، وللسيد “سليماني” نظرية عملية لمكافحة الإرهاب. ولابد من المحافظة على استقرار وحياة المنطقة معًا. ولا يمكن القول إن للجغرافيا السياسية حياة فقط دون استقرار أو العكس.

والجنرال “سليماني” على دراية بلغة الحديث الدولي وإحاطة بالجغرافيا السياسية. وبالتالي هو يعرف كيفية تقديم الأمن الإقليمي والعالمي وقوانين الحدود البرية والبحرية. وهذا الكم من الوعي هو ما يجعل القائد “سليماني” الأبرز والأكثر تفوقًا. فقد عمل على توسيع مفهوم جغرافيا الشرق الأوسط لتشمل أجزاء من إفريقيا، ولذا يلقب بـ”أبو الأمن” في المنطقة.

هذا الأمن الذي يشمل “البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي والبحر الأحمر وآسيا الوسطى والقوقاز”. وتوفير الأمن لكل هذه المنطقة منوط بتطبيق نظريات القائد “سليماني”.

وما يميز الجنرال “سليماني”، عن أمثالي، هو إتساع الرؤية. وهو أنموذج فقد ضحى بجميع مصالحه الشخصية لأجل شعوب المنطقة، وعمل متجاوزًا “إيران” لتوفير الأمن في “سوريا” و”لبنان” و”العراق” وغيرها.

هو صاحب نظرية تشكل العالم أجمع. وقد عبرت نظرياته الأمنية الحدود وشملت العالم. لذلك صاحب شعبية بين شعب “إيران” والمنطقة والعالم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة