23 ديسمبر، 2024 9:28 م

“سليماني” سيترك فراغًا كبيرًا .. لا ينبغي للإسرائيليين أن يفرحوا باغتياله !

“سليماني” سيترك فراغًا كبيرًا .. لا ينبغي للإسرائيليين أن يفرحوا باغتياله !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

عمل قائد (فيلق القدس)، “قاسم سليماني”، الذي اغتالته القوات الأميركية، من دون كلل أو ملل، من أجل تعزيز أمن ومكانة “إيران” في المنطقة. وكان يسعى دومًا لتحقيق هدف واحد، ألا وهو أن تُصبح “إيران” إمبراطورية مترامية، تمتد حدودها حتى شواطيء “البحر المتوسط”.

ويتساءل كثير من المحللين: هل هناك من سيملأ الفراغ الذي تركه “سليماني”، وهل من سيخلفه سيتحلَّى بنفس الصفات الكاريزمية والأُفق الواسع ؟

لم يكن الاغتيال مُفاجئًا !

يقول المحلل الإسرائيلي، “آفي يسسخاروف”: لا يُمثل اغتيال “سليماني” مُفاجأة كبرى في منطقة الشرق الأوسط، التي لا تكاد تخلو من المفاجآت.

ولم يكن مُستغربًا أن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله “علي خامنئي”، كان قد أطلق عليه لقب، “الشهيد الحي”، إدراكًا منه بأنه كان مُعرَّضًا للموت في أي وقت.

لم يكن كالآخرين..

يضيف “يسسخاروف”؛ أن قائد (فيلق القدس) لم يتوقف يومًا عن استفزاز “إسرائيل” و”الولايات المتحدة”، لكنه – خلافًا للعديد من قادة “الإرهاب” مثل صديقة الحميم، “عماد مُغنية” أو “أسامة بن لادن” أو “أبوبكر البغدادي” وغيرهم – لم يكن يتصرف وفق الطريقة المعهودة. إذ لم يتخفَّى ولم يختبيء في كهف أو مغارة، بل كان على العكس، يتنقل كثيرًا في أرجاء المنطقة، وكان يظهر على الملأ، وأمام وسائل الإعلام، ليُثبت وجوده ويُظهر للجميع كيف يكون القائد الحقيقي.

كان “سليماني”؛ يتفقَّد كل المواقع ليبث روح الدعم والصمود، فكان يتوجه أحيانًا إلى ميليشيات (الحشد الشعبي) في “العراق”، وأحيانًا إلى مقاتلي تنظيم (حزب الله) في “سوريا”، أو إلى المتمردين “الحوثيين” في “اليمن”.

لماذا الآن تحديدًا ؟

هكذا كان “سليماني”، يمتلك الثقة الزائدة بالنفس، لدرجة الخيلاء واللا مبالاة، وفي النهاية دفع ثمن ذلك. لكن المفاجأة الوحيدة في اغتيال “سليماني”؛ أنها جرت الآن تحديدًا، أي بعد قرابة 21 عامًا قضاها في منصب قائد (فيلق القدس)، التابع لـ”الحرس الثوري”، حتى أصبح من أقوى الشخصيات النافذة في الشرق الأوسط، إن لم يكن أهمها على الإطلاق.

يرى “يسسخاروف”؛ أن اغتيال “سليماني”، في التوقيت الحالي، لا يعني أنه لم تكن هناك فرص سابقة لفعل ذلك، إذ سنحت الفرصة للرئيس الأميركي الأسبق، “جورج دبليو بوش”، لكنه رفض إعطاء الأمر لتنفيذ عملية كانت ستؤدي لاغتيال شخصين معًا، وهما “عماد مُغنية” و”قاسم سليماني”، وذلك خشية التداعيات الخطير لاستهداف قائد إيراني بهذا القدر.

أما الرئيس الأميركي السابق، “باراك أوباما”، فلم يُقدم على تلك الفكرة أصلًا، بعدما تبنَّى سياسة التقارب نحو “إيران”، طيلة سنوات حكمه، وبذلك سمح لـ”سليماني” ورفاقه في “الحرس الثوري” بأن يعربدوا في أرجاء المنطقة ويُقيموا ميليشيات موالية لـ”إيران” في دول مثل: “اليمن والعراق ولبنان”، إضافة إلى محاولة السيطرة على “قطاع غزة” و”الضفة الغربية”.

لا يوجد مثل “سليماني”..

يشير المحلل الإسرائيلي إلى أن اغتيال “سليماني” سيُحدث فراغًا هائلًا داخل القيادة الإيرانية؛ وسيُؤثر سلبًا على سياسة “تصدير الثورة” الإسلامية، التي يتبناها “نظام الملالي”، منذ عام 1979.

وليس المهم الآن مَن الذي سيخلف “سليماني”؛ بل الأهم: هل سيمكن الإعتماد عليه ؟.. وهل سيتمتع بالصفات التي كان عليها “سليماني”، من حيث الكاريزمية والأُفق الواسع ؟.

سيكون من الصعب مجييء أحد يتمتع بالأفق الواسع مثل، “سليماني”، الذي ظل يعمل جاهدًا لضمان أمن “إيران” ولتحقيق الهدف الأهم؛ ألا هو أن تصبح “إيران” إمبراطورية كبيرة تمتد حدودها إلى شاطيء “البحر المتوسط”، مع إقامة أذرع قوية موالية لـ”طهران” في منطقة الخليج العربي وعند “مضيق باب المندب”.

وسيكون من الصعب كذلك وجود شخص يتمتع بجرأة “سليماني”، الذي شن هجومًا بالطائرات المُسيرة والصواريخ لضرب منشآت “النفط” السعودية، مُعتقدًا أنه لا القوات الأميركية ولا السعودية ستجرُؤ على الرد. وبالفعل كان مُحِقٍّا.

تجاوز الحدود..

إن مشكلة “سليماني”، وفق “يسسخاروف”، تكمن في أنه تجاوز الحدود الحمراء، ولم يتوقف حتى بعد الهجمات التي شنها ضد الأهداف السعودية، بل حاول باسمرار تكثيف عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى “العراق وسوريا ولبنان”، كما نشر ميليشيات موالية لـ”إيران” في “سوريا” و”العراق”.

وكان له دور مهم في القرار الذي إتخذه تنظيم (حزب الله) والحكومة العراقية لقمع الاحتجاجات الشعبية في كل من “لبنان” و”العراق”، من أجل الحفاظ على مصالح “إيران”. ولذا لم يكن من قبيل المصادفة، أن خرج متظاهرون عراقيون في العاصمة، “بغداد”، ليرقصوا فرحًا باغتيال “سليماني”، الذي قام شخصيًا بتحريض قوات الأمن العراقية على قمع المظاهرات باستخدام القوة المُفرطة.

على الإسرائيليين ألَّا يفرحوا !

ختامًا، يقول “يسسخاروف”؛ إن خروج بعض العراقيين للتعبير عن سعادتهم باغتيال “سليماني”، لا يعني وجوب خروج الإسرائيليين والأميركيين للاحتفال في شوارع “تل أبيب” و”واشنطن”. لأن “إسرائيل” حينما قامت في الماضي، باغتيال الأمين العام لـ (حزب الله)، “عباس الموسوي”، عام 1992، جاء بعده شخص آخر لم يكن في الحُسبان، وكان شابًا يبلغ من العمر 33 عامًا، ألا وهو، “حسن نصرالله”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة