قتل 31 شخصا على الاقل السبت في سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة استهدفت مناطق ذات غالبية شيعية في بغداد، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية .. ووقعت ستة تفجيرات في خمس مناطق مختلفة من العاصمة العراقية، ما ادى كذلك الى اصابة اكثر من 90 شخصا بجروح، بحسب المصادر نفسها.
وكان اكثر هذه التفجيرات دموية ذلك الذي وقع في حي الصناعة في منطقة الكرادة وسط بغداد، وادى الى مقتل عشرة اشخاص على الاقل. وتشهد بغداد بشكل متكرر تفجيرات بسيارات مفخخة يقود بعضها انتحاريون. وفي حين تبقى بعض هذه الهجمات من دون اعلان مسؤولية يعتقد ان معظمها يقف خلفها تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.
ويسيطر التنظيم منذ حزيران/يونيو على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، اثر هجوم كاسح بدأه بالسيطرة على الموصل، كبرى مدن الشمال. وحقق التنظيم في الاسابيع الماضية تقدما في محافظة الانبار (غرب)، رغم الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن. وتواجه القوات العراقية صعوبة في استعادة مناطق سيطرة التنظيم، الا انها تمكنت مؤخرا من تحقيق بعض التقدم جنوب بغداد وفي محافظة صلاح الدين.
واعلنت الامم المتحدة ان اعمال العنف اودت بنحو 1300 عراقي على الاقل خلال شهر تشرين الاول/اكتوبر، في حين اشارت ارقام حكومية الى ان الحصيلة كانت اكثر من 1700 قتيل.
ومن جهة اخرى رحبت الحكومة العراقية السبت بارسال الدول المنضوية في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية مدربين لتدريب الجيش العراقي، رغم اعتبارها ان الخطوة “متأخرة بعض الشيء”، وذلك غداة موافقة الرئيس الاميركي باراك اوباما على ارسال 1500 جندي اضافي الى العراق.
وجاء في بيان وزعه المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي “تؤكد الحكومة العراقية انها طالبت التحالف الدولي قبل فترة بالمساهمة في تدريب وتسليح القوات العراقية لمساعدته في الوقوف بوجه ارهاب داعش، وان التحالف قد وافق على ذلك وتم تحديد اربعة الى خمسة معسكرات عراقية للتدريب”.
اضاف البيان “وبناء على ذلك بدأوا الان بارسال المدربين. ومع كون هذه الخطوة متأخرة بعض الشيء الا اننا نرجب بها ونعدها جاءت بالسياق الصحيح”.
وكانت الولايات المتحدة اعلنت الجمعة انها ستضاعف قريبا عديد عسكرييها في العراق، بارسال 1500 مستشار عسكري اضافي لتدريب القوات العراقية، بما فيها قوات البشمركة الكردية، وتقديم المشورة لها في حربها ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
واشار بيان للبيت الابيض انه “ضمن استراتيجيتنا لدعم الشركاء على الارض، أجاز الرئيس اوباما اليوم بنشر حتى 1500 عسكري اضافي للقيام بدور غير قتالي يتضمن التدريب وتقديم النصح ومساعدة القوات العراقية وبينها القوات الكردية”.
وبحسب بيان لوزارة الدفاع الاميركية، سيتولى هؤلاء تدريب 12 لواء عسكريا، تسعة من الجيش العراقي، وثلاثة من قوات البشمركة الكردية.
وستكون مراكز التدريب في شمال العراق وغربه وجنوبه و”سينضم شركاء في الائتلاف الى الجنود الاميركيين في هذه المراكز للمساعدة في عملية بناء قدرات وامكانيات عراقية”.
وينتشر حاليا في العراق نحو 1400 جندي اميركي بينهم 600 مستشار عسكري في بغداد واربيل (عاصمة اقليم كردستان)، اضافة الى 800 جندي يتولون حماية السفارة الاميركية في بغداد ومطار العاصمة العراقية.
وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية اثر هجوم كاسح شنه في حزيران/يونيو، على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، لا سيما في محافظات الموصل وكركوك وصلاح الدين وديالى والانبار.
وبدأ تحالف دولي بقيادة واشنطن في آب/اغسطس، توجيه ضربات جوية ضد مواقع التنظيم في العراق، توسعت بعد اسابيع لتشمل مواقعه في سوريا المجاورة حيث يسيطر على مساحات واسعة في الشمال والشرق.