28 مارس، 2024 1:13 م
Search
Close this search box.

سقوط “نتنياهو” .. يفجر القلق من احتمالية اندلاع العنف داخل إسرائيل !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

في ظل تعقيد موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” وإمكانية إحالته للقضاء بل والإطاحة به من منصبه, يتخوف المحللون الإسرائيليون من اندلاع أعمال عنف وسفك دماء بين المؤيدين والمعارضين لنتنياهو. وفي هذا السياق نشرت صحيفة “هاأرتس” الإسرائيلية مقالاً تحليلياً لأستاذ التاريخ في الجامعة العبرية “دانييل بلتمان”, تطرق فيه لخطر اندلاع العنف إذا تمت الإطاحة برئيس الوزراء.

أنصار “نتنياهو” سيلجأون للعنف..

يرى “بلتمان” في بداية تحليله: “إن احتمال سقوط “بنيامين نتنياهو” يُنذر بخطر اندلاع موجات من العنف الداخلي, التي لم يشهد المجتمع الإسرائيلي مثيلاً لها من قبل. وكان المجتمع الإسرائيلي قد تجاوز الأزمة الكبرى التي خلفها حادث اغتيال “اسحاق رابين”, حيث لم تندلع أي أعمال عنف بين الأحزاب والحركات السياسية المتناحرة, ويرجع الفضل في ذلك إلى الحكومة التي كان يرأسها “شمعون بيريز” والهيئات المدنية اليسارية, التي احتوت حالة الغضب ورغبة الانتقام لدي معسكر اليسار, ودعت إلى تحقيق المصالحة الوطنية, التي لم يأخذها اليمين الديني المشدد بمحمل الجد في أي مرة”.

لكن في المقابل, يرى الكاتب الإسرائيلي أن السقوط المُنتظر لرئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” ربما سيدفع الجماهير المؤيدة له – بما فيهم المتطرفين والعنصريين والبلطجية المنتمين للتيار اليميني المتشدد – للخروج إلى الميادين للحيلولة دون الإطاحة بالـ”زعيم” الهُمام, الذي هو من وجهة نظرهم فوق القانون والأخلاق التي يضربون بها عرض الحائط. وبالطبع فإن “نتنياهو” سيلعب دوراً أساسياً في تلك المحاولة لوقف الإجراءات القضائية التي ستحيله للمحاكمة.

نتنياهو” ومزيد من محاولات ترهيب المعارضة..

يؤكد “بلتمان” على أن العنف غير المنضبط الذي يقوم به مؤيدو أي نظام يواجه الانهيار, يمكن أن يتلاقى مع عنف الدول في عدة مستويات, لا سيما عندما يكون الهدف هو استهداف دوائر المعارضة الرسمية أو غير الرسمية التي تقف في وجه السلطة أو الزعيم. وبمقدور السلطة الحاكمة أن توجه أجهزة الدولة لتدبير عمليات عنف ضد من يهددون بإسقاط النظام, ولمنع الاحتجاج من خلال سن قوانين أو شن حملات لتخويف المعارضين.

ولقد اتخذت سلطات “نتنياهو” بالفعل خطوات حاسمة في هذا الاتجاه من خلال سن عدة قوانين, منها ما تم إقراره بالفعل ومنها ما ينتظر. والسقوط الذي يتعرض له نظام “نتنياهو” سوف يدفع لاتخاذ وسائل أخرى لتخويف وترهيب كل من يدعو للإطاحة بالـ”زعيم”, سواء كان ذلك ممثلاً في معسكر اليسار أو الإعلام أو العرب أو المؤسسة القضائية.

ويُعتبر جمهور المؤيدين لنتنياهو بمثابة الركيزة الأساسية التي سيستند إليها نظام “نتنياهو” لإقناع الرأي العام بضورة اتخاذ المزيد من الإجراءات لردع المعارضين وترهيبهم.

إن أجواء الخطر والحاجة إلى ضرورة استخدام وسائل غير تقليدية, تؤديان إلى قيام علاقات ترابط بين نظام الحكم والجماهير المؤيدة له. ويمكن لعنف الدولة أن يتجلى في عدة أوجه. بداية من استخدام القوة غير العنيفة ضد من يهدد بقاء النظام, وانتهاء باستخدام الحيل والخدع السياسية التي تضر إلى حد كبير بقدرة منظومة فرض وإنفاذ القانون على القيام بالمهمة المنوطة بها. وحين يُضاف إلى ذلك إحباط مؤيدي النظام, وحين يكون هناك مزيد من تأجيج الدعاية ضد “الطابور الخامس” تتسع دائرة العنف في الشوارع. وكلما زاد النظام من وتيرة التحريض ضد المعارضين الأعداء كلما ازداد عنف الشوارع من قبل مؤيدي النظام وازدادت أعداد المشاركين في أعمال العنف.

المعارضة ستضطر لاستخدام العنف..

يعتقد الكاتب الإسرائيلي أن سيناريو الصدام سوف يُشعل التوتر الداخلي في المجتمع الإسرائيلي, بما يؤدي لاتخاذ رد فعل عنيف من جانب الطرف الآخر الذي يتعرض لحملة التضييق والتشويه. وهذا بالضبط ما ينتظره “الزعيم” ومؤيدوه. فحينما ستحين اللحظة التي سترد فيها المعارضة باستخدام القوة في مواجهة العنف الذي تتعرض له, عندئذ ستزداد قسوة النظام وستحين مرحلة توجيه الضربة القاصمة لشل قدرة المعارضة. وسيفعل “نتنياهو” ومؤيدوه كل ما في وسعهم للوصول لتلك المرحلة, من أجل الإجهاز على قدرة المؤسسة القضائية فلا يمكنها إحالته للمحاكمة.

في الدول التي يواجه نظامها الديمقراطي أزمة تعاظم القوى المناهضة للديمقراطية, تعمل السلطات على تصعيد العنف لخلق حالة طوارئ لإفشال محاولة العدو الداخلي لإسقاط شرعية النظام. ويبذل “نتنياهو” منذ عدة سنوات جهداً كبيراً لاتخاذ مثل تلك الاجراءات, حيث يقوم بتعيين موالين له في مناصب قيادية داخل الأجهزة التنفيذية, كما يحاول الهيمنة على أكبر قدر من المؤسسات الإعلامية, سواء بشكل قانوني أو غير قانوني, ويضع ملامح محددة للهوية الوطنية تنطبق فقط على الموالين لسياساته من الجمهور اليهودي بينما تُقصي المعارضين له بما فيهم جميع المواطنين العربية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب