شهد ميناء أم قصر في جنوب العراق خلال الشهور الماضية زيادة في النشاط مع توجه العديد من سفن الشحن إليه بدلا من الموانيء السورية. وذكر المسؤولون بالميناء العراقي أن أعمال العنف المستمرة في سوريا دفعت العديد من شركات الملاحة البحرية إلى تغيير وجهة سفنها من مينائي طرطوس واللاذقية المطلين على البحر المتوسط إلى موانيء عراقية خصوصا أم قصر.
وقال صفاء عبد الحسين المالكي مدير ميناء أم قصر “أكيد أنه الخطوط الملاحية تتوجه باتجاه الميناء الذي يقدم الخدمة الأفضل والأمان لأنه تعرف المبالغ والحمولات والسفن مبالغ كبيرة. فأكيد أنه المخاطر البحرية والمخاطر الأمنية تؤثر على قرارات ملاك السفن والخطوط الملاحية. فهؤلاء ينظرون أنه أصبحت الموانيء العراقية وخصوصا ميناء أم قصر أفضل لهم من الذهاب إلى سوريا. وهذه البضائع هي بضائع تأتي للعراق أصلا ولكن بسبب الظروف السابقة كانت تذهب ألى سوريا.”
ويقول المسؤولون عن الشحن البحري في العراق وشركات الملاحة إن قرابة 40 في المئة من حجم البضائع الواردة إلى اللاذقية وحهتها النهائية هي العراق وإن النسبة أكبر كثيرا في ميناء طرطوس حيث تصل إلى 70 في المئة من أجمالي حجم البضائع الواردة.
وذكر المالكي أن متوسط إيراد ميناء أم قصر الشهري في عام 2011 كان يبلغ 11 مليار دينار عراقي (عشرة ملايين دولار) وأنه ارتفع إلى ما بين 14 مليار و15 مليار دينار (11 مليون و570 ألف و12 مليون و400 ألف دولار) شهريا في وقت سابق هذا العام ثم ارتفع إلى 18.7 مليار دينار (15 مليون و450 ألف دولار) في يونيو حزيران بزيادة 60 في المئة عن الفترة المماثلة من العام الماضي.
وأضاف المالكي أن ذلك هو أعلى مستوى لإيرادات الميناء منذ إنشائه عام 1965. وقال “أيضا بعض البضائع توجهت إلى موانيء العقبة وتركيا باعتبارها قريبة لأنه تأتي من أوروبا. فبدل ما يفتر على رأس.. مضيق هرمز وقناة السويس يفضل أن يروح للعقبة وأنه يروح إلى تركيا باعتبار قرب المسافة وبعدين ينقل برة. ولكن جزء من هذه البضائع بصراحة بدأت.. وإن كانت تأتي من أوروبا.. تأتي إلى ميناءأم قصر بالمباشر وإن شاء الله هذه النسبة في تزايد يعني احنا هسة (الان) حمولات مثلا الشيش وبواخر المعدات وبواخر حتى المواد غذائية بدأت تأتي تغير وجهتها من الموانيء السورية إلى ميناء أم قصر.”
ويقول التجار والمستوردون العراقيون إن وصول وارداتهم مباشرة إلى موانيء عراقية يوفر كثيرا من الوقت والنفقات. وقال تاجر عراقي يدعى صبيح حيدر حسين “سبق وأن كنا نتسوق من سوريا. نحمل على ميناء اللاذقية. هسة بعد الأوضاع أكو ارباك هناك صار عندهم من هذه الأحداث حولناه على منفذ أم قصر.. فرق لنا هواية (الكثير).. فرق لنا السعر.. فرق لنا بالسرعة. يعني تطبك الباخرة أول يوم.. ثاني يوم.. ثالث يوم نطلعها. من هناك تطول.. تيجي مناك (من هناك) على طريبيل.. ما طريبيل.. تطول. هسة من هنا الشغل زين والحمد لله.”
وأم قصر من أغلى موانيء العالم لشركات الشحن البحري وتشكو شركات الاستيراد م اضطرارها لدفع رشى ضخمة ومن سوء الخدمة وارتفاع مصاريف التفريغ والنقل ورسوم الميناء الباهضطة التي تصل إلى ثمانية أمثال الرسوم في موانيء العالم الأخرى.
ورغم ذلك ذكر أنمار الصافي مدير الإعلام بموانيء البصرة أن موانيء أم قصر والمعقل والفاو وأبو فلوس وخور الزبير تعمل حاليا بطاقتها القصوى. وقال “هناك فرق كبير في دخول بواخر من الشهر الماضي إلى الشهر الجالي. يعني تترواح بين 15 و20 بالمئة دخول بواخر بالإضافة إلى البضائع باعتبار أن البضائع محملة على هذه البواخر. هنالك زيادة أيضا بالبضائع الداخلة. أيضا الموانيء تقريبا.. خمسة موانيء بدأت تعمل بمثابرة وجد واجتهاد 24 ساعة.”
وأوضح الصافي أن الواردات تشمل مختلف أنواع البضائع وعلى رأسها مواد البناء والمواد الغذائية والأجهزة الكهربائية. وقال “الحقيقة هي الحمولات متنوعة وحتى جنسيات البواخر متنوعة. بنمية وتنزانية وأخرى من دول متعددة. ولكن البضائع هي الغالب عليها بضائع متنوعة.هناك أيضا أغلب الذي غير وجهته هو مادة الحديد.. كانت تقف في الموانيء السورية في طرطوس وموانيء أخرى. الآن توجهت إلى ميناء أم قصر.. تفرغ حمولتها في ميناء أم قصر. والموانيء مستعدة والأرصفة جاهزة لاستقبال هذه الحمولات.”
ونفذت السلطات العراقية سلسلة مشروعات للتطوير منها تطهير ممر شط العرب المائي وإصلاح الطريق الني تربط ميناء أم قصر بمدينة البصرة. كما تعتزم الحكومة إنشاء ميناء جديد ضخم في الفاو.