من الواضح ان بعض السياسيين الذين ابتلى بهم العراق لم يكتفوا بسرقة تاريخ العراقيين وانما يعدون ايضا الان للانقضاض على حاضرهم ومستقبلهم من دون وازع ضمير صادرته الاطماع والمال الحرام.
أحد هؤلاء سعد عاصم الجنابي رئيس حزب التجمع الجمهوري وصاحب قناة الرشيد الفضائية الذي تعاون مع الجيش الاميركي لدى احتلاله العراق واستطاع بالتواطؤ معه من سرقة ارشيف الاذاعة والتلفزيون العراقي في استيلاء غير مشروع يعد سرقة في وضح النهار. ومع ذلك فهو الان اصبح من المحظويظين لدى رئيس حزب الدعوة رئيس الوزراء نوري المالكي مع حفنة من الذين تنكروا للمبادئ الوطنية ولاصوات الناخبين الذين اوصلتهم الى مجلس النواب او هيأت لهم الحصول على مناصب عليا ووزارات درت عليهم الملايين من الدولارات على حساب الشعب واحتياجاته ومعاناته .. مثله مثل جمال الكربولي ومشعان الجبوري وغيرهم من الفاسدين .
فهذا الجنابي اصبح الان احد مرشحي قائمة دولة القانون التي يملكها المالكي حيث اتفق معه على ترشيحه عن القائمة ممثلا لمدينة كركوك التي تعاني الامرين من تكالب الطامعين بتاريخها وثرواتها. ولم يستح المالكي الذي يتمشدق دائما باخراج الاحتلال من العراق من ترشيح سعد الجنابي على قائمته مع انه قدم الى العراق مع الجيش الامريكي منذ ايام كارنر حاكم العراق العسكري بعد الاحتلال مستفيدا من عقود هذا الجيش الضخمة وهو الآن يمتلك قناة الرشيد وإن كانت مسجلة باسم غيره !! ..
ولا غرابة في ذلك فقد اصبح سعد عاصم الجنابي صاحب مجموعة “الجنابي غروب” التي تحال اليها أغلب المشاريع العمرانية والوهمية ويمتلك قناة الرشيد ومحطة الرشيد الاذاعية اللتين مولت انشاؤهما السفارة الاميركية في بغداد وهما مسجلتان في عمان باسم زينب سعد عاصم وشقيقها عبد الله الا ان الامور كلها بيد سعد الجنابي .
والمعروف ان للجنابي دور خطير في مشاكل محافظة كركوك فهو كان يدفع الاموال لاثارة هذه المشاكل تنفيذا لرغبات الاميركان اضافة الى قيامه بأيصال بعض المحسوبين على المقاومة العراقية في بداية الاحتلال الى الاميركان وقيامه بتسهيل أجراء الاتصالات معهم وكانت النتيجة المؤلمة لذلك هي ظهور عناصر محسوبة على المقاومة انذاك والتي قامت ببعض الاعمال التي لايرضاها ضمير وبالتالي تم تشويه صورة المقاومة التي تعاون عدد من المحسوبين عليها مع بعض الاجهزة الاميركية وقاموا ببعض الاغتيالات الطائفية التي مكنت المحتل من امتلاك خيوط اللعبة بيده وخصوصا بعد اعتقال الرجال المقاومين الحقيقين .
لكن سعد الجنابي وبعد ان قطع الاميركان المعونات عنه مؤخرا فأنه بدأ بأتخاذ مواقف تقربه للمالكي ثم ليصبح واحدا من الذي ظهروا فجأة ليسبحوا بحمده على الرغم من انه كان من أكثر المقربين من النظام السابق وخاصة من عائلة رئيس النظام نفسه وعمل مندوبا لعدي صدام حسين في بعض الصفقات التجارية الخارجية ومنها ماهو تابع لهيئة التصنيع العسكري لكنه قام بسرقته وهرب الى خارج العراق وعاد لمناصرة حسين كامل في عمان وحاول اقناعه بالتوسط له عند الأمريكان عسى أن يجد عندهم قبولا ليكون صهر الرئيس بديلاً لصدام في حكم العراق وعلى هذا الأساس استلم ايضا ملايين الدولارات من حسين كامل عندما كان في عمان بعد هروبه من العراق .
يبدو ان قدر العراقيين هو الابتلاء بمثل هذه الشخصيات التي تلاعبت بمصائرهم من دون وازع ضمير او مصلحة وطنية .. لكن على هؤلاء ان يدركوا ان التاريخ لايرحم ومزبلته مهيأة لاستقبال كل خونة المبادئ والمتلاعبين بمصائر شعوبهم.