7 أبريل، 2024 2:14 م
Search
Close this search box.

سر الهرولة نحو “دمشق” الآن .. لماذا تسعى “السعودية” و”الإمارات” لكسب قلب “الأسد” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

أعلنت “الإمارات العربية المتحدة”، في الأسبوع الماضي، أنها تتفاوض على إعادة فتح سفارتها في “دمشق” وإعادة العلاقات الكاملة مع “سوريا”، ووفقًا لموقع (المصدر) الموالي للنظام السوري، فإن “المملكة العربية السعودية” و”سوريا” يعملان عبر قنوات خلفية بـ”الإمارات المتحدة” للتوصل إلى مصالحة سياسية.. فهل أدركت الجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسة فجأة الحاجة إلى أن تشكل ثقلًا مضادًا للسيطرة الإيرانية والتركية المتنامية على شؤون “سوريا” ؟

تطرقت صحيفة (ميدل إيست أي) البريطانية إلى هذا التساؤل بعد عدة إجراءات تشير بوضوح إلى محاولات “السعودية” و”الإمارات” التوصل إلى حل في “سوريا” بشكل سري، فشهدت الفترة الماضية فتح “معبر نسيب” الحدودي، على الحدود “الأردنية-السورية”، ويحدث ذلك لأول مرة منذ بدء الحرب، حيث أصبح لدى “سوريا” الآن طريق يربط “تركيا” بـ”الأردن”. وفي الوقت نفسه، سلم الإسرائيليون أيضًا “معبر القنيطرة” الحدودي، في مرتفعات “الجولان” المحتلة، إلى “دمشق” بعد أربع سنوات من الإغلاق.

لا يقتصر الأمر على أن جميع الطرق تؤدي إلى “دمشق”، ولكن هناك أيضًا تحول هاديء، ولكن إستراتيجي من قِبل أقوى العناصر العربية الفاعلة في المنطقة نحو إقامة علاقة عمل مع الرئيس السوري، “بشار الأسد”.

سخرية تطور الأحداث..

وفي تطور مثير للسخرية؛ أدركت “المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر والبحرين والكويت”، فجأة، الحاجة إلى تقوية “سوريا” ودفعوا ليصبحوا جميعًا ثقلاً موازيًا للسيطرة الإيرانية والتركية المتنامية على شؤون بلاد الشام.

وفي ظل ما كانت تدور العناوين الرئيسة على مدى الأسابيع القليلة الماضية حول أزمة مقتل الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”، وصلاحية ولي العهد، “محمد بن سلمان”، كانت “دمشق” تستعيد قوتها مع الدول العربية الرئيسة بهدوء إستراتيجي.

فقبل سبع سنوات من الآن كانت عناوين الأخبار يحتلها رئيس الوزراء التركي، آنذاك، “رجب طيب إردوغان”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، السابق، “إيهود باراك”، أما الآن أصبحت “دمشق” تحتل مكانة حكم أساس في الصراع الإقليمي من أجل السيطرة على نقاط الإستراتيجية الحساسة في منطقة الشرق الأوسط.

وتشير التصريحات الأخيرة، الصادرة عن “الإمارات والبحرين” والمسؤولين المصريين، إلى جعل سوريا “قضية عربية خالصة” لإبعادها عن “تركيا” و”إيران”.

كما أن سياسة سبع سنوات لعزل “الأسد” و”سوريا” لم تساعد القضية، وسمحت للأتراك والإيرانيين بممارسة نفوذ أقوى في “سوريا”.

عودة “الأسد”..

في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، كان هناك الكثير من الجدل حول اللقاء الحار بين وزراء خارجية “سوريا والبحرين”، في “الجمعية العامة للأمم المتحدة”. وتلا ذلك إحتضان وعناق من قِبل وزير الخارجية البحريني ووصف نظيره السوري بـ”الأخ”، وأن الدول العربية مستعدة للعمل مع “سوريا”.

وقبل بضعة أشهر؛ قال وزير الخارجية الإماراتي، “أنور قرقاش”، في مقابلة، أنه كان من الخطأ حذف “سوريا” من “الجامعة العربية”، وأن العالم العربي يجب أن يعمل مع “دمشق” على الفور. وفي وقت سابق من هذا الشهر، وافق “الأسد” على أول مقابلة له مع صحيفة خليجية منذ بدء الصراع. وفي جريدة (الشاهد) الكويتية، قال إن “سوريا” وصلت إلى مستوى جديد من التفاهم مع دول الخليج والدول العربية التي عارضت ذلك من قبل.

وجاءت المقابلة، التي أجراها “الأسد” في أعقاب تعاطف أحد كبار الكُتاب الكويتيين مع الحاجة إلى دعم حملة الحكومة السورية لإعادة اللاجئين إلى وطنهم.

كما حافظت “عمان” على علاقات وثيقة مع “دمشق” طوال فترة الحرب، ووقعت مؤخرًا اتفاقيات اقتصادية مهمة.

وقام دبلوماسي هندي مخضرم، خدم في جميع الدول العربية الرئيسة تقريبًا ولديه علاقات جيدة مع “المملكة العربية السعودية”، بكتابة مقالة عن ولي العهد السعودي أبرز فيها مبادراته إلى “الأسد” في عدد من المقابلات، داعيًا علنًا إلى الاعتراف بانتصار “الأسد” وقبوله سعوديًا في مقابل دفع “إيران” خارج البلاد.

قالت الصحيفة البريطانية أن وراء كل هذا؛ تكمن دلالة على الدور المستقبلي لـ”دمشق” في الاضطرابات الأخيرة التي أعقبت “قضية خاشقجي”، واعتبرت أن للمبادرات “السعودية” و”الإماراتية” هدفان: الأول هو تقليل البصمة الإيرانية في “سوريا”، والثاني للتأكد من أن “قطر” و”تركيا” لا تتفوقان على “الرياض” و”أبوظبي” في ترتيب العلاقات مع “دمشق”، والسبب وراء ذلك أن “الإمارات” و”السعودية” تكرهان حقيقة أن “تركيا” و”إيران” هما الزعيمتان الإقليميتان في الشرق الأوسط الآن.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب