20 أبريل، 2024 12:33 ص
Search
Close this search box.

سرطان يزلزل إيران .. “الماريجوانا” تنتشر بكثافة بين طلاب المدارس

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – محمد بناية :

ربما يصعب تصديق وضع صورة تدخين “الماريجوانا” – تُعرف في إيران باسم مخدر الوردة – على صفحات تطبيق “انستغرام” وبعض قنوات “التلغرام” الخاصة بالتلاميذ في إيران.

ورغم قلة عدد الصور إلا أن نشر مثل هذه الصور والفيديوهات عن تدخين التلاميذ من الأولاد والبنات مخدر “الماريجوانا” يثير قلق الأسر داخل المجتمع الإيراني أكثر من المسؤولين. وفي العام الماضي تم طرد أحد التلاميذ في مدينة “شهريار” من المدرسة للمشاركة في معسكر التخلص من الإدمان.

صحيح أن شيوع “الماريجوانا” و”الحشيش” بين التلاميذ يرتبط بالنزوة والترفيه، لكنه ينطوي أيضاً بخلاف السائد على إدمان ذهني، وبالتالي يكون مقدمة لتعاطي المخدرات الأخرى لا سيما خطر تدخين الشيشة الذي يشبه كثيراً الماريجوانا في جانبه الذهني وليس الجسدي.

وحول هذه الظاهرة يقول “محمدرضا آذرنيا” أمين عام مجلس تعاون مكافحة المخدرات بمدينة طهران، في حديث لصحيفة “المثقفون” الإيرانية: “لا توجد بين أيدينا إحصائيات موثقة عن شيوع تعاطي الماريجوانا بين التلاميذ. لكن بالتأكيد سأطرح الموضوع على مائدة مناقشات المجلس”. وحول كيفية التعامل المناسب مع التلاميذ الذين يدخنون الماريجوانا يقول: “لا فرق في نوعية المخدر الذي يتعاطاه التلاميذ. ويمكن تطبيق عقوبة تعاطي المخدرات المنصوص عليها في القانون على التلاميذ”.

وبعد محاولات صحيفة “المثقفون” للتواصل مع المسؤولين في طهران ووزارة التربية والتعليم، لم تتمكن من الحصول على إحصائيات دقيقة، وكل ما حصلت عليه مجرد وعود بنشر الإحصائيات قريباً. لكن “علي هاشمي” أمين اللجنة المستقلة لمكافحة الإدمان في مجمع تشخيص مصلحة النظام، يقول: “وصلت إلى اللجنة تقارير عن انتشار تدخين الماريجوانا والحشيش في المدارس ونحن بصدد دراسة هذه التقارير”.

تدخين “الماريجوانا” موجود منذ سنوات..

في الحوار الذي أجرته صحيفة “المثقفون” مع “جعفر إبراهيمي” المدرس بإحدى المناطق المحرومة، قال: “تعاطي المخدرات بشكل عام ليس أمراً جديداً، لكن مشكلة تدخين الماريجوانا ظهرت منذ سنوات في المدارس. ولعل سهولة الحصول على هذه المواد وتعاطيها هو السبب الرئيسي في انتشارها”. وأضاف:” تدخين الماريجوانا يختلف في الشمال عن الجنوب. فالتلاميذ في الشمال يتعاطون هذه المواد في الحفلات الليلة على سبيل الترفيه، على عكس التلاميذ في الجنوب أو المناطق المحرومة. فقد نشأ معظم أطفال هذه المناطق داخل أسر تدمن المخدرات ويعرفون جيداً عصابات بيع المخدرات”.

وأكد “إبراهيم” على ان: “أسلوب التعامل مع التلاميذ يختلف من مدرسة إلى أخرى، وهذا غير صحيح أو سليم تربوياً وأحد أسباب الاقبال على تدخين الماريجوانا وضياع مستقبلهم. لذا لابد من توحيد سياسات التعامل مع التلاميذ”.

واستعرض إبراهيم وجهاً آخر لانتشار الماريجوانا بين تلاميذ المناطق المحرومة، قائلاً: “في المناطق المهمشة أو المحرومة لا توجد أماكن ترفيه للتلاميذ، وبالتالي حين يقف تجار المخدرات قبالة باب المدرسة، كيف يتوقع من التلاميذ عدم التعامل معهم”.

وشدد “إبراهيم” على ضرورة وجود مشرف للصحة النفسية في المدارس وقال: “يعلنون عن تنامي معدلات تدخين الماريجوانا في المدارس، وهذا لا يعني أن نصف التلاميذ في مدرسة ما يدخنون الماريجوانا، ولكن من مجموع 35 تلميذ في الفصل قد تجد اثنان يدخنان الماريجوانا وهذا عدد كبير”.

لافتاً: “لأن تعاطي مثل هذه المواد لا يحظى بزخم خارجي، يستمر تجار المخدرات في عملهم بسهولة. وأحياناً يثق التلاميذ في المدرس ويتحدثون إليه قبيل الاقدام على تعاطي هذه المواد، لكن في حال عدم حدوث ذلك ربما تكون هذه الخطوة بواباتهم إلى عالم الإدمان”.

واستطرد: “يجب أن يعترف المسؤولون بوجود مثل هذه المعضلة داخل المدارس والتعامل بعقلانية مع هذه القضية، لأن التعامل الخاطئ سيترك أثاراً سلبية على التلاميذ، وسيقعون في مصيدة المخدرات بدلاً من انتشالهم منها”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب