وكالات – كتابات :
قال موقع (إنسايدر) الأميركي؛ في تقرير نشره يوم الأحد 29 آيار/مايو 2022، إن شائعات قد انتشرت في الأسابيع الأخيرة بأن الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، مريض، وأن زمام سيطرته على الأمور أخذ يفلت من بين يديه على نحو ما. وعزا القائلون بذلك مزاعمهم إلى معاناة “بوتين” من عواقب الحرب على “أوكرانيا” والكارثة التي لحقت بالقوات الروسية هناك؛ بحسب زعم الموقع الأميركي.
حيث أشاع بعضهم أن الرئيس الروسي يُعاني تدهورًا في حالته العقلية، وزعم آخرون أنه مُصاب بمرض خطير، واستدلوا على ذلك بتفاصيل جمعوها من سلوكه العام، حتى إن زلة القدم كانت كافية للخروج بتكهنات لا حدَّ لها حول صحته.
مزاعم حول إصابة “بوتين” بالسرطان..
مع ذلك؛ قال ثلاثة خبراء استخباراتيين وعسكريين أميركيين، لموقع (Insider)، إنهم لا يولون أهمية كبيرة للتكهنات المستمرة بأن الزعيم الروسي يُعاني تدهورًا صحيًا ما، فهو أمر لم يُقره أطباء موثوقون، ولا خبراء في المجال الطبي.
قال “جيفري إدموندز”، المدير السابق لقسم الشؤون الروسية في “مجلس الأمن القومي” والمحلل العسكري السابق بـ”وكالة الاستخبارات المركزية” الأميركية، إنه: “لا يرى أي شيء موثوق به حقًا” لتأييد القول بأن “بوتين” يُعاني خطبًا ما.
أوضح “إدموندز”: “الحق أن ما رأيته ورآه آخرون أن هناك تغيرًا واضحًا في سلوكه. لأن بوتين عادة ما يكون صوت الهدوء في روسيا، لكنه أصبح مؤخرًا أكثر عاطفية وأشد تعبيرًا عن غضبه في العلن. وهذا إن دلَّ على شيء، فيدل على أنه منزعج لأمر ما”.
صدرت المزاعم حول تدهور صحة “بوتين” من عدة مصادر مشكوك فيها. فقد أدعى رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية؛ الميجور جنرال “كيريلو بودانوف”، في مقابلة أجراها مع شبكة (اسكاي نيوز)؛ منتصف آيار/مايو 2022، إدعاءً دون دليل أن “بوتين” مُصاب بالسرطان، وقال إن انقلابًا قريبًا سيخلع “بوتين” عن الحكم.
صحة “بوتين” موضوع مفضل التداول في “الكونغرس” !
كذلك فقد شارك نواب في “واشنطن”، مثل السيناتور “ماركو روبيو”، أبرز نواب الحزب (الجمهوري) في لجنة شؤون الاستخبارات بـ”مجلس الشيوخ” الأميركي، الترويج لهذه المزاعم، فقد نشر تغريدة على موقع (تويتر)؛ في أواخر شباط/فبراير 2022، قال فيها: “تمنيت لو كان بإمكاني قول المزيد، لكن ما أستطيع قوله في الوقت الحالي إنه من الواضح جدًا لكثيرين أن؛ بوتين، أصابه أمر ما”.
جاءت كثير من المزاعم بشأن صحة “بوتين”؛ من رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، والواقع أنه بحكم منصبه يُحاول تقويض سلطة الزعيم الروسي وبث الفتنة في أروقة (الكرملين)؛ ويعطي مادة خصبة للآلة الدعاية الأميركية والغربية لتسويق الإدعاءات وتزويد المزاعم حول العملية الروسية العسكرية، لكن ذلك يُقدم في الوقت نفسه دليلاً دامغًا للتشكيك في صحة هذه المزاعم.
من جانبه؛ قال “كيفين رايان”، العميد الأميركي المتقاعد والملحق العسكري السابق في “روسيا”، إن التكهنات المنتشرة قد تكون ضربًا من ضروب التفكير بالتمني (كمعظم ما تسوقه وسائل الإعلام الغربية حول الخصم الروسي)، في أن وفاة؛ “بوتين”، ربما تُنهي الحرب الوحشية على “أوكرانيا”. وأشار “رايان” إلى أنه لم يُطالع: “أي دليل” على أن “بوتين” يوشك على الموت، أو أنه مُصاب بمرض يُضعفه، وأكد أنه حتى لو مات “بوتين”، فإن ذلك لا يوجب وقف إطلاق النار أو إنهاء الحرب الروسية على “أوكرانيا”.
كانت بعض الصحف البريطانية وخبراء سياسيون استدلوا على إصابة الرئيس الروسي؛ بمرض “باركنسون”، بسلوكه في مقطع فيديو ظهر فيه مع وزير الدفاع الروسي؛ “سيرغي شويغو”، إلا أن “راي تشادهوري”، طبيب الأعصاب بجامعة “لندن”، قال لشبكة (DW) الألمانية، بعد مشاهدة المقطع: “لا أجد في مقطع الفيديو دليلاً يدفعني إلى القول بأن بوتين مصاب بمرض باركنسون”.