11 أبريل، 2024 3:40 م
Search
Close this search box.

سخرية العرب من “إيرما” .. ماذا لو ضرب الإعصار 6 من دولهم بحجم “فلوريدا” أين الملجأ ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

مشاهد قاسية لأشجار تُقتلع ومطارات غارقة في المياه وسيارات مُحطمة ومنازل هُشمت أبوابها ونوافذها..

بعض صور أوردتها وكالات الأنباء الأميركية وفضائيات غربية بينت حجم ما كانت تنتظره ولايات أميركية من أعاصير وأمطار تقودها رياح فاقت سرعتها الـ200 كيلومتر في الساعة.. تجاوزتها أميركا.. لكن ماذا لو ضرب مثل هكذا إعصار أي بلد عربي ؟

إدارة الأزمة بنجاح أبقى الآلاف على قيد الحياة ربما كانوا في تعداد الموتى !

عين إعصار “إيرما” على “فلوريدا” وعيون كثيرين على طريقة إدارة الأزمة بأقل الخسائر والأضرار في الأرواح والممتلكات.

فقد هبت الرياح بسرعة تقارب 200 كيلومتر في الساعة, بحسب أغلب التقارير الواردة من هناك.. وغمرت المياه أحياء بكاملها واقتلعت الرياح من الأرض ما استطاعت، إلا الإرادة على تجاوز الخطر.

الإصرار على إجلاء الملايين وتوفير ملاجيء طواريء لهم أهم الأسباب..

نعم كان يمكن حدوث الأسوأ لو لم تصر السلطات الأميركية على الدعوة لإجلاء وإخلاء المنازل من أكثر من 6 ملايين شخص مع توفير ملاذات وملاجيء آمنة لهم.

مراكز إيواء لا تعرف التمييز بين أبيض أو أسود..

تحولت مناطق بكاملها إلى مدن أشباح بلا إنسان أو حيوان.. فمنهم من سافر إلى منطقة بعيدة عن الإعصار، ومنهم من احتمى بمركز إيواء أعد خصيصاً حتى انتهاء كابوس “غضب الطبيعة” وزوال الإعصار، دون تمييز لأبيض أو أسود، فالجميع أمام الكوارث إنسان .

أعلن الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” حالة الطواريء في “فلوريدا” واعتبرها منطقة كوارث، وهو إجراء سيتيح للولاية الجنوبية – ذات الطبيعة التأثيرية الخاصة في أي انتخابات أميركية – الاستفادة من مساعدات فيدرالية إضافية لمواجهة ما دمره “إيرما”.

290 مليار دولار حجم الخسائر المتوقعة للإعصار ورغم ذلك الأهم هو أرواح المواطنين !

قدرت بعض المؤسسات المختصة حجم الخسائر, مع ساعات الأولى ليوم الثاني عشر من أيلول/سبتمبر 2017, بنحو 290 مليار دولار بسبب إعصاري “إيرما” و”هارفي”.

قال “ترامب” عقب اجتماع لإدارة الأزمة: “الآن نحن قلقون على الأرواح, وليس بشأن التكلفة !”.

لا شيء يترك للصدفة ولا شماعات لتعليق أسباب الكوارث عليها..

وفق إحصائيات أولية، فإن 4 أشخاص فقط لقوا حتفهم في “فلوريدا” جراء الإعصار, بالنظر إلى الدمار الهائل وشلالات الأمطار وسرعة الرياح.. كل الإجراءات التي اتخذتها السلطات الأميركية نجحت, بشكل أو بآخر, في إنقاذ أرواح الملايين من المواطني الدولة.

لم يترك شيء للصدفة أو الارتجال أو تحميل القدر, مسبقاً, مصائب الإعصار، حتى المناطق التي خلت من سكانها تماماً،  تسير فيها الشرطة متى سمحت لها الظروف المناخية دوريات أمنية لمنع عمليات السلب والنهب، وإن حدث بعض منها في منطقة أو اثنتين.

ماذا لو ضرب الإعصار دولاً عربية.. هل تمتلك القدرة على استيعاب تبعاته واستباق رياحه ؟

تساءل كثيرون.. ماذا سيكون المشهد لو أن إعصار “إيرما” ضرب إحدى الدول العربية في منطقتنا أو واحدة من دول العالم الثالث.. ربما كان البلد ومن فيه “في خبر كان” !

فإدارة الأزمات الناجمة عن الكوارث الطبيعية, “ثقافة مفقودة”, في كثير من الدول، لكن أميركا نجحت – رغم تأثير الإعصار الذي تحول من الدرجة الرابعة إلى عاصفة استوائية أخف وطأة مما كان متوقعاً – في مواجهة إعصار مدمر ضرب ولاية بحجم دولة أو أكبر في أماكن أخرى من العالم, إذا زادت الأمطار بعض قطرات عن نسبتها المعتادة يموت الناس غرقاً في مساكنهم وفي الشوارع.

لكن عندما تكون هناك دولة حقيقية بمؤسسات وتخطيط لكل شيء, فإن حتى عين “إيرما” – وهي أقسى نقطة في الإعصار – مقدور عليها.. لكن عندما يكون العكس فإن عواصف السياسة والطبيعة, وبصرف النظر عن سرعتها, فإنها تُفقد البصر والبصيرة قبل أن تترك ورائها الخراب والموت, ولا يعرف العرب وقتها إلا عرض مئات الملايين من الدولارات لتعويض ما وقع في أميركا !

فلوريدا بمساحة الكويت والإمارات وقطر والبحرين ولبنان وفلسطين ونصف الأردن مجتمعين !

ففلوريدا وحدها تبلغ مساحتها أكثر من 170 ألف كيلومتر مربع, وهي مساحة تعادل مساحة “الإمارات والكويت وقطر والبحرين ولبنان وفلسطين” مجتمعين ومعهم ما يعادل نصف مساحة “الأردن”، ورغم التحضير والتخطيط لإدارة الأزمة جيداً فإن حاكم الولاية, التي تعرف بأرض الزهور وتتشكل من 67 مقاطعة, أعلن أنه سيكون أمام السكان بعض الوقت كي يتمكنوا من العودة إلى الديارهم، إذ إن الكهرباء قطعت نتيجة سقوط وتلف كثير من شبكات الكهرباء, فضلاً عن عدم صلاحية كثير من الطرق والمحاور الرئيسة للسير نتيجة تساقط الاشجار وتطاير أجزاء كبيرة من بعض أسقف المنازل وواجهاتها !

مصير سكان الدول العربية وطريقة إجلائهم ومن يستضيفهم إذا ما قرر الإعصار محاصرتهم ؟

فماذا سيكون الحال لو أن هذه الرياح بسرعتها مرت على شواطيء ومدن الدول العربية, التي تعادل مساحتها مجتمعة “فلوريدا” ؟.. أين كان سيذهب سكانها ؟.. وهل كانت تلك الدول العربية رغم إمكانياتها المالية – على الأقل الخليجي منها – تملك القدرة والطائرات القادرة على إجلاء جميع مواطنيها خارج البلاد ؟.. ومن كان يملك الاستطاعة كذلك على استضافة هذه الأعداد ؟

هي سيناريوهات لفرضية وصول إحدى هذه الأعاصير المدمرة إلى الدول العربية، نطرحها بعد رياح “الشماتة”, التي ضربت مواقع “السوشيال ميديا” والتواصل الاجتماعي, في مجتمعاتنا تجاه ما وقع في الولاية الأميركية.. متناسيين أن قدراتهم لم تكن لتصمد أمام “إيرما” لساعة واحدة إذا ما أتى إليهم, وأن الكوارث الطبيعية ليست بعيدة عن أحد !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب