خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :
على الرغم من توصيات لجنة تقصي الحقائق التي شكلها “البرلمان العراقي”، والمطالب المتكررة لنواب وممثلي “نينوى” بضرورة إخراج فصائل “الحشد الشعبي” من مدينة “الموصل”، عاصمة محافظة “نينوى” المحلية، إلا أن أيًا من الفصائل المسلحة لم يوافق على الانسحاب أو حتى تخفيف وجوده المسلح داخل المدينة، وكذلك أنشطته التجارية والسياسية، بل إن مراقبين يؤكدون أنها إزدادت أكثر بعد وصول المحافظ الجديد المدعوم من الحشد، “منصور المرعيد”، وتوليه مهام إدارة المحافظة المنكوبة، والتي يقدر حجم الدمار فيها بنحو 80 في المئة، وفقًا لـ”وزارة التخطيط العراقية”.
تظاهرات أهالي نينوى ضد سحب الحشد من مناطقهم..
تظاهر، أمس الجمعة، أهالي مناطق سهل “نينوى” احتجاجًا على قرار رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، بسحب قوات “الحشد الشعبي-لواء 30″، المسمى “لواء الشبك”، وإعادته إلى المعسكرات وإحلال الجيش والشرطة محلّهم في حماية سهل “نينوى”.
وطالب المتظاهرون إبقاء هذا اللواء، الذي يتكون من أبناء سهل “نينوى”، بحماية قرى المنطقة وعدم عودة القوات الأمنية التي يتهمونها “بعدم قدرتها في التعامل مع طبيعة” المنطقة؛ التي تسكنها أقليات دينية وقومية ومذهبية متعددة من المسيحيين والتُركمان والشبك والعرب والكُرد.
ما يثير غضب العراقيين أن قرار سحب “الحشد الشعبي” جاء متزامنًا مع ورود اسم قائد “لواء 30″، في “الحشد الشعبي”، “وعد قدّو”، في قائمة “وزارة الخزانة الأميركية” على قائمة الفساد وإنتهاك حقوق الإنسان.
فيما أكد النائب، “قصي الشبكي”، أن قرار سحب “الحشد الشعبي” يُعد مؤامرة من قِبل بعض القيادات الأمنية والسياسيين الطائفيين بسهل “نينوى”.
“الحشد الشعبي” مصدر رعب للسكان المحليين..
وفقًا لمسؤولين في “الموصل”، فإن “الحشد الشعبي” يؤسس لبقاء طويل الأمد في مدينة “الموصل”، وباتت أغلب مفاصل الحياة ممسوكة من قِبل فصائله التي يتجاوز عددها الآن تسعة عشر فصيلًا، أبرزها ميليشيا كتائب “حزب الله” و”النجباء” و”الإمام علي” و”العصائب” و”الخراساني” و”البدلاء” و”سيد الشهداء”.
ووفقًا لمسؤول في مجلس محافظة “نينوى”، فضل عدم ذكر اسمه، فإن فصائل “الحشد” لها نفوذ في أغلب مؤسسات المدينة، عدا عن نشاطها التجاري والاقتصادي في عموم مدن “نينوى”، بل إن أفرادها الذين يرتدون الزي المدني باتوا مصدر رعب للسكان أكثر من الذين يرتدون الزي العسكري، كون المدنيين منهم يحاولون إيقاع الناس بإستنطاقهم وفتح حوار معهم لمعرفة رأيهم بـ”الحشد”.
موقف الحشد من العقوبات الأميركية على طهران..
جدير بالذكر؛ أن “الحشد الشعبي” في “العراق”، قد أكد أكثر من مرة ولاءه لـ”إيران” وانتقاده للضغوط الأميركية ضد “نظام الملالي” في “طهران”. ففي نيسان/إبريل الماضي؛ انتقد “الحشد الشعبي” قرار “واشنطن”، إدراج “الحرس الثوري” على “قائمة الإرهاب”.
وأكد “الحشد” على أن ما أقره الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، وإدارته لا يعني “العراق” في شيء؛ ولن يمنعه من مواصلة التنسيق مع القوات الإيرانية بأشكالها كافة، بما فيها “الحرس الثوري”، الذي يقدم تدريبات واستشارات للقوات العراقية.
وطالب “الحشد الشعبي”، “وزارة الدفاع العراقية” والقوات المشتركة، بالتصدي لقرارات “ترامب” وإصدار ما يفيد بأن “العراق” غير معني بتلك القرارات.
شيعة العراق : لن نقف محايدين بين أميركا وإيران !
كما حذر “حزب الدعوة الإسلامية”، الشيعي، في “العراق”، “الولايات المتحدة الأميركية، من القيام بأي عمل ضد “إيران”.
وقال الحزب: “إننا لن نقف محايدين بين الطاغية الأميركي والشعب العراقي”، في تعليق على التحركات الأميركية الأخيرة في المنطقة وتصاعد التوتر مع “إيران”.
وأضاف البيان: “إن العراق وقواته السياسية والشعبية لن تنأى بنفسها عن الإنخراط بالمواجهة بين أميركا وإيران.. ومن مصلحة الولايات المتحدة الأميركية سحب قواتها من الخليج ومن الشرق الأوسط؛ فوجودها بات مؤذيًا للمنطقة..”.