29 ديسمبر، 2024 3:03 ص

سجلت متوفى كل 8 ساعات .. “الموت” هو أجر عمال المكسيك

سجلت متوفى كل 8 ساعات .. “الموت” هو أجر عمال المكسيك

كتبت – آية حسين علي :

يلقى عامل مصرعه كل 8 ساعات في المكسيك جراء الحوادث التي تقع أثناء تأدية مهام العمل، ويحذر المتخصصون من أن الأرقام الرسمية لا تشمل 40% من ضحايا تلك الحوادث.

تسجل كل يوم حالات وفاة بين العمال المكسيكيين، ويصبح أحياناً بعضهم عالقين بين الأنقاض في حوادث مماثلة لتلك التي وقعت في 11 نيسان/ابريل الجاري، بمرآب سيارات تحت الإنشاء جنوب العاصمة “مكسيكو سيتي”، ما يدل على وجود معضلة كبيرة.

وتسجل المكسيك حادث عمل كل 75 ثانية، ويتوفى عامل كل 8 ساعات لنفس السبب.

وخلال 2015، توفى 1107 عامل، وفقاً لبيانات “المعهد المكسيكي للضمان الاجتماعي”.

وقال أحد عمال البناء يدعى “خوان سيلفا” (32 عاماً): “عندما تسمع صوت انهيار تتوقع أنك قد تصبح ضحية من بين الضحايا.. إنه من غير العدل أن يموت الناس بينما يؤدون عملهم”.

أمان العمال في المكسيك معلق بطرف خيط ضعيف..

يعمل سيلفا بحي “كونديسا” الواقع وسط مكسيكو سيتي، التي تتبع نظاماً أمنياً صارماً، لكنه اعترف بأنه لا يتم إتباع قواعد الأمان في كل المشروعات.

وأضاف” “العمل في البناء مهمة خطيرة.. وبعض أصحاب الأعمال لا يهتمون بظروف موظفيهم”.

من جانب آخر، أشارت الباحثة النفسية بجامعة “ميتروبوليتانا” المستقلة، “إريكا يائل كارباخال”، إلى أن “أمان العمال في المكسيك معلق بطرف خيط ضعيف”.

ويعد المعهد المكسيكي، الذي يهتم بحماية العمال الذين يعملون في شركات خاصة، هو المؤسسة الوحيدة في المكسيك التي تقدم تقاريراً حول المخاطر التي يتعرض لها العمال وحوادث العمل.

وأوضح الباحث المتخصص في الجامعة الوطنية المستقلة بالمكسيك، “رودولفو نافا”، أن هناك فرقاً بين ما يحدث وما يتم الاعتراف بحدوثه، لقد اكتشف المعهد عدم الإبلاغ عن 40% من الحوادث و90% من الأمراض.

وقد تكون المشكلة أكبر بكثير، لأن المعهد المكسيكي و”شركة البترول العامة المكسيكية” التي لها نظامها الخاص في التأمين على العمال، لا ينشران البيانات.

30 مليون شخص لا يتم مساعدتهم عند إصابتهم !

بينما تشير المصادر غير الرسمية إلى أن 60% من العمال في المكسيك، أي حوالي 30 مليون شخص لهم وظائف غير رسمية، ولا يتم مساعدتهم إذا تعرض أحدهم للإصابة.

وهي وظائف محفوفة بالخطر، لا يتوفر لهم ضمان اجتماعي، ويضطر العامل إلى الذهاب إلى المستشفيات الحكومية إذا ما تعرض للإصابة، كما أن عملية طلب تعويضات معقدة للغاية.

وتتراوح المخاطر التي يتعرض لها العامل ما بين “الاكتئاب” أو “العاهات المستديمة” وحتى “الموت”.

مضيفاً نافا: “يوجد الكثير من المجالات الخطرة، إما على المستوى الجسدي أو العضوي أو النفسي، لكن في أغلب الأحيان منع وقوع الحوادث أو الأمراض لا يشغل تفكير رجال الأعمال”.

ووفقا لما أفاد به المعهد المكسيكي فإنه خلال عام 2015، وقع 425 ألف حادث عمل، يعتبر عمال البناء الجزء الأكبر من الضحايا.

وفي مجال البناء فقط يتم تسجيل 37 ألف حادث، ويموت 220 عامل بناء كل عام، يليهم أولائك الذين يستخدمون الماكينات الثقيلة في عملهم، بإجمالي وفيات بلغ 98 شخصاً خلال 2015.

عمال البناء هم الفئة الأكثر عرضة للخطر..

من القصص التي تتكرر دائماً، قصة “عمال إنشاء نفق الطريق السريع”، الذي يربط جنوب العاصمة المكسيكية بغربها، فبينما كان العمال يعملون انقطع التيار الكهربائي وكان عليهم الانتظار حتى يعود لإكمال عملهم، فشعروا بالملل وبدأ أحدهم في اللعب بأحد الأسلاك، ولسوء الحظ رجعت الكهرباء فجأة بينما كان يمسك الكابل ذا الضغط العالي بين يديه فتوفى على إثرها.

ويقول أحد المسعفين إنه “بالإلتزام بقليل من الاحتراز والفطنة يمكن تجنب وقوع الحوادث”.

مؤكداً على أن عمال البناء هم الفئة الأكثر عرضة للخطر، إذ أن أغلبهم يأتون من مناطق فقيرة، وفرصهم في الحصول على عمل ضعيفة، لذا يقبلون بالعمل في ظروف صعبة وبها خطورة كبيرة.

من جانبها، أوضحت “كارباخال”، أن المجتمع دائماً ما يهمه الناتج النهائي ولا أحد يتلفت للضغط الذي يتعرض له العمال، فهم غير مرئيين، وكل هذا يحدث خلف الكواليس.

ويجبر قانون العمل الفيدرالي، الذي تم تعديله في 2012، صاحب العمل على التأمين على كل العاملين لديه، وضمان ظروف عمل مناسبة لهم.

لكن يفتقر هذا القانون إلى الردع، كما أن المفتشين الذين يقومون بالتأكد من إتباع أصحاب العمل للقانون غير كافين.

وأكد نافا على أن الفساد لا يزال مستشرياً في النظام، كما أن الرشاوي طريقة شائعة للتهرب من تطبيق القانون.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة