سترفع سقف المواجهة .. “المُسيرات” تدخل معركة الميليشيات مع القوات الأميركية بـ”العراق” !

سترفع سقف المواجهة .. “المُسيرات” تدخل معركة الميليشيات مع القوات الأميركية بـ”العراق” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد ساعات قليلة من إعلان “العراق” و”الولايات المتحدة”، بدء اجتماعات اللجان الفنية لإعادة انتشار قوات “التحالف الدولي”، جاء رد الفعل الرافض للوجود الأميركي سريع، حيث استهدفت طائرتان مُسيّرتان وصاروخ؛ “مطار بغداد” وقاعدة (عين الأسد) الجوية.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني الحكومية العراقية؛ إسقاط طائرتين مُسيّرتين حاولتا استهداف قاعدة (عين الأسد)، في محافظة “الأنبار”، غرب “العراق”. وقالت الخلية، في بيان، إن: “منظومة الدفاع الجوي في قاعدة (عين الأسد) الجوية تصدت لطائرتين مُسيرتين، وتمكنت من إسقاطهما”.

وأعلن المتحدث باسم التحالف الدولي، “واين ماروتو”، عبر (تويتر)، أن: “مركز الدعم الدبلوماسي، (التابع للتحالف)، في بغداد، تعرّض لهجوم بصاروخ واحد، من دون أن يتسبب بوقوع إصابات أو أضرار”، مؤكدًا أن الهجوم قيد التحقيق. وطبقًا لشهود، فإن صافرات الإنذار دوت، مساء أول من أمس، داخل قاعدة (فيكتوريا)، التي تضم جنودًا أميركيين قرب “مطار بغداد الدولي”.

وكانت “العراق” و”الولايات المتحدة”، قد اتفقتا على خطة لإعادة انتشار قوات “التحالف الدولي” خارج البلاد، وذلك خلال اجتماع للجنة “العراقية-الأميركية” العسكرية، المعنية بتنفيذ مخرجات “الحوار الإستراتيجي”، في “بغداد”، وفق بيان لـ”وزارة الدفاع” العراقية.

وأفاد البيان: بـ”الاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية، على خطة لإعادة انتشار قوات التحالف الدولي خارج العراق، على أن يتم وضع الجدول الزمني لها، خلال شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس المقبلين”، دون تفاصيل أكثر حول هذه الخطة.

موضحًا أن: “الجانب الأميركي جدد تأكيد احترام السيادة العراقية، وأن التحالف الدولي؛ بقيادة الولايات المتحدة، موجود في العراق، لتقديم المشورة والدعم لإلحاق الهزيمة الكاملة بعصابات (داعش) الإرهابية”.

في هذا الإطار، قال مدير عام المركز “الجمهوري” للدراسات الأمنية، “معتز محيي عبدالحميد”، إن الاجتماعات “الأميركية-العراقية” المتكررة، في “بغداد” و”واشنطن”، أكدت على مستقبل العلاقات العسكرية والأمنية بين الجانبين وتواجد القوات الأميركية.

ولفت إلى أن هذا يدل على ثقة “واشنطن”، في الحكومة المركزية برئاسة، “مصطفى الكاظمي”، وأيضًا لديها مرحلة قادمة للاتفاق مع الجانب العراقي في القضاء على تنظيم (داعش) الإرهابي، بمساعدة القوات العراقية وتسليحها وتغيير نظم القتال الموجودة وعمليات التدريب المستمرة والتي يقودها الـ (ناتو)، موضحًا أن: “العراق في الوقت الحالي، بحاجة إلى تواجد القوات الأميركية، لأنه لا يستطيع مواجهة قوى الإرهاب منفردًا”.

قد يرفع سقف المواجهة “الأميركية-الإيرانية”..

ويغذي حلول طائرات (درون)، محل الصواريخ، المخاوف الأميركية، حيث يتوقع المراقبون أن يؤدي الأمر إلى رفع سقف المواجهة “الأميركية-الإيرانية”، على أرض “الرافدين”.

وكانت صحيفة (نيويورك تايمز)؛ قد ذكرت قبل أيام عدة، أن الميليشيات الموالية لـ”إيران” في “العراق” حصلت على أسلحة متطورة من بينها طائرات مُسيرة.

وزاد القلق الأميركي، بحسب الصحيفة الأميركية، نتيجة لجوء الميليشيات إلى تنفيذ هجمات على المصالح الأميركية بواسطة طائرات مُسيرة.

وكانت قيادات عسكرية أميركية، وصفت في وقت سابق، الطائرات المُسيرة في “العراق”؛ بأنها تُمثل أكبر مصدر قلق ضد الجنود الأميركيين هناك.

وقال قائد القيادة الأميركية الوسطى، “كينيث ماكينزي”، إن الطائرات المُسيرة تُشكل تهديدًا خطيرًا، لافتًا إلى أن جيش بلاده يُسارع إلى ابتكار طرق تكنولوجية لمكافحتها.

هجمات ماضية بالصواريخ..

وفي الماضي، كانت الهجمات التي تستهدف القواعد الأميركية، تتم باستخدام صواريخ (الكاتيوشا) عادة، وتتهم “واشنطن”، ميليشيات (الحشد الشعبي) العراقية؛ المُرتبطة بـ”إيران” وأجندتها، بالوقوف وراء هذه الهجمات.

وأسفر الهجوم الأول على قاعدة (عين الأسد) الجوية عن وقوع إصابات وصفت: بـ”غير القاتلة”، داخل القاعدة العسكرية المُحصنة للغاية، فيما تمكنت منظومة الدفاع الجوية، ( C-RAM) ، من إسقاط طائرتين مُسيرتين بالقُرب من أسوار القاعدة.

وتُشبه نوعية الهجمات الجديدة تلك؛ التي طالت شهر نيسان/أبريل الماضي، قاعدة “التحالف الدولي” بالقُرب من “مطار أربيل”، في “إقليم كُردستان العراق”، مما أدى إلى إصابة خزانات الوقود في القاعدة، وكانت مهمة التحقيق في الهجوم معقدة، خاصة لجهة اكتشاف منصة إنطلاق هذه الطائرات، بخلاف الحال في منصات صواريخ (كاتيوشا).

الدفاع الجوي ليس كافيًا..

وخلال الأشهر الـ 20 الماضية، تعرضت القوات والمصالح الأميركية في “العراق” لأكثر من 300 هجوم، حسب تصريحات “وزارة الدفاع” الأميركية، لكنها لم تحقق خسائر كُبرى في أوساط القوات الأميركية، إذ لم تؤدي إلا بحياة أربعة أميركيين، إلى جانب 25 ضحية من العراقيين والجنسيات الأخرى.

وينسب الفضل في انخفاض حجم الخسائر إلى أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ المهاجمة.

لكن هذا الأمر قد ينقلب رأسًا على عقب في حال استعمال الطائرات المُسيرة عوضًا عن الصواريخ، خاصة أن أنظمة الرادارات لا تسطيع كشفها بسهولة.

خطورة الطائرات المُسيرة..

الخبراء العسكريون الأميركيون؛ قالوا إن تحليل حطام الطائرات المهاجمة تُثبت بأنها إيرانية الصُنع، وأن التقنية التي اُستُخدمت في هذه الطائرات تُشبه تمامًا تلك التي تستخدمها بقية الميليشيات الموالية لـ”إيران”، في المنطقة، مثل ميليشيات “الحوثي” في “اليمن”.

وأكدوا أن الطائرات المُستخدمة تتجاوز في حجمها نوعية (درون) العادية، وأنها تستطيع حمل نوعيات وأحجام متعددة من المتفجرات، التي قد تصل حتى 30 كيلو غرامًا.

ومما يُزيد من خطورة الطائرات المُسيرة؛ هو أن المراقبة عبر الأقمار الصناعية، يمكن استخدامها لتغطية أجزاء فقط من “العراق”، ولفترات مُعينة محدودة، ولا يمكنها تتبع الأهداف المتحركة.

الإعلان عن طائرة إيرانية جديدة..

ووفق صحيفة (نيويورك تايمز)، تعتقد أجهزة الاستخبارات الأميركية، بأن (فيلق القدس)، في “الحرس الثوري” الإيراني، هو من يتولى تطوير ونقل هذه النوعية من الطائرات إلى ميليشيات “إيران” في “العراق”، وأن الفيلق ينتظر النتائج الأولية لهذه الهجمات، ليحدد الإستراتيجية التي سيستخدمها، حسبها.

ووقعت الهجمات الأخيرة التي استهدفت القوات الأميركية بـ”العراق”، بعد أيام معدودة على نشر وكالة الأنباء الإيرانية، (تنسيم)، خبرًا يتحدث عن نوع جديد من الطائرات التي يُنتجها “الحرس الثوري” الإيراني، أكبر حجمًا من الطائرات التقليدية التي يمتلكها “الحرس الثوري”.

وقالت إن الطائرة الجديدة قادرة على الطيران لمدة 35 ساعة متواصلة، ولمدى يصل إلى 2000 كيلومتر، وحمل 13 قنبلة يصل وزنها إلى نصف طن من المتفرجات، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من مُعدات الإشارة والاستطلاع، حسب الوكالة الإيرانية.

تُجبر واشنطن على الرد..

ورأى الباحث في الشؤون الأمنية، “عبدالحميد النزال”، إن هناك تغيرات  قد تطرأ على المشهد العسكري والسياسي في المواجهة “الأميركية-الإيرانية”، في الداخل العراقي، إذا ما تحولت الطائرات المُسيرة إلى أداة الفصائل الموالية لـ”إيران” في مواجهة القوات الأميركية.

وأوضح: “إستراتيجية الطائرات المُسيرة؛ سوف ترفع من مستويات المواجهة، لأنها ستوقع مزيدًا من الضحايا، وحيث أن الولايات المُتحدة وقتها مُجبرة على الرد”.

وأضاف أن: “الهجمات الصاروخية، التي كانت تطال القواعد العسكرية، حتى الآن، كانت قابلة للإحتواء من قِبل الطرف الأميركي، والرد أحيانًا في مواضع بذاتها، خصوصًا ضد قواعد الحشد الشعبي على الحدود السورية العراقية، لكن تلك الصفحة سوف تُطوى مع دخل الطائرات المُسيرة، التي ستكون مجهولة الجهة غالبًا، وتاليًا سيكون ثمة مواجهة (أميركية-إيرانية) مباشرة”.

وحسب “النزال”، فإن استخدام الطائرات المُسيرة سيسمح بتصغير أحجام وظهور القوة الضاربة، إلى مجموعات تقنية تُعد بالعشرات، تنفذ مهام مطلوبة منها بكل دقة، وبتكلفة مالية واستخباراتية أقل مما هي المجموعات المؤلفة من عشرات الآلاف من المقاتلين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة