خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
لغز وفاة “يفغيني بريغوجين”؛ الكبير يُزيد من تعقيد أوضاع مجموعة (فاغنر) مستقبلًا. وأهم سؤال يطرح نفسه بعد تمرد (فاغنر) ضد الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، ووسّاطة؛ “الکساندر لوکاشنکو”، رئيس دولة “بيلاروسيا”، هو هل تستطيع هذه المجموعة الاستمرار على قيّد الحياة بعد الوقوف ضد “بوتين” ؟.. هل تستمر أنشطة (فاغنر) ؟.. وأي الحكومات تخدم ؟.. وتواجه المجموعة بعد وفاة قائدها مشكلة بخصوص نشاطاتها.
وتسّعى حكومات “روسيا” و”بيلاروسيا” لإحياء هذه المجموعة العسكرية واستخدامها في تنفيذ أهداف معينة.
وفي هذا الصّدد؛ أجرت صحيفة (ستاره صبح) الإيرانية؛ الحوار التالي مع: “حسين بهشتي ݒور”؛ خبير السياسات الخارجية.
الخروج من ليبيا وسوريا..
“ستاره صبح” : ما رأيكم بخصوص مهلة الجيش الروسي إلى عناصر مجموعة (فاغنر) للخروج من “سوريا” و”ليبيا” ؟
“حسين بهشتي ݒور” : مؤخرًا طالب “يونس بك يفكوروف”؛ نائب وزير الدفاع الروسي، أثناء جولته الأخيرة في “سوريا” و”ليبيا”، بطرد عناصر (فاغنر) من البلدين.
والحقيقة أن طرد (فاغنر) من “ليبيا” سوف يتسبب في ضعف مكانة الحكومة الموالية للجانب الروسي في شرق هذا البلد، لكن الإشكالية أن هذه المجموعة تُعتبر بمثابة جيش بالوكالة للرئيس؛ “بوتين”، للحيلولة دون تورط الجيش الروسي الرسّمي بشكلٍ مباشر في الصراعات الإقليمية والدولية.
لكن تُجدر الإشارة إلى أن وتيرة الخلافات كانت قد تصاعدت بين (فاغنر) و”وزارة الدفاع” الروسية، وسّعت “موسكو” إلى تحويلها إلى مجموعة عسكرية نظامية، وكان أحد الحلول لذلك هو التوقيع على اتفاقية بين “وزارة الدفاع” الروسية، وعناصر (فاغنر)؛ إلا أن “يفغيني بريغوجين”، رئيس المجموعة، قام بإجراء مخالف. وكان قد أعلن مرارًا رفضه التوقيع على هكذا اتفاقية؛ بل شّدد على ضرورة تنسّيق “وزارة الدفاع” معه بشكلٍ مباشر في كل ما يخص (فاغنر).
على كل حال؛ رفضت “موسكو” و”وزارة الدفاع” الروسية موقف “يفغيني”، وأعلن “بوتين” تأييد موقف “وزارة الدفاع”، الأمر الذي أثار غضب رئيس مجموعة (فاغنر).
مستقبل “فاغنر”..
الآن؛ وبعد مقتل “يفغيني” تتعرض المجموعة للضغوط للخروج من “سوريا” و”ليبيا” وتسليم السلاح والانضمام للجيش الروسي.
وهذه الخطوة تعكس استشعار “موسكو” خطر (فاغنر)، وأنها تُريد تنظيم هذه المجموعة للحيلولة دون أي تمرد مستقبلًا.
وتهدف “موسكو”؛ بهذا الإجراء، لإدارة المجموعة، وكذلك تهدف “الدفاع الروسية” إلى تولي قيادة هذه المجموعة.
وأنا أعتقد في وجود ثلاث سيناريوهات بشكلٍ عام لذلك الملف. الأول: انضمام عناصر (فاغنر) مع القيادات إلى الجيش الروسي وفق رغبة “موسكو”.
الثاني: إعلان التمرد في المدن التي تتمتع فيها مجموعة (فاغنر) بالنفوذ.
الثالث: اختلاف عناصر المجموعة مع القيادات بخصوص قبول الاتفاق قد ينتهي بأزمة إقليمية ودولية.
وخلال السنوات الأخيرة؛ كانت (فاغنر) مشغولة بتتبع مصالح (الكرملين) في “سوريا وليبيا وأوكرانيا”، ولطالما اتهم “يفغيني”؛ “وزارة الدفاع” الروسية، بالسلبية، وأن (فاغنر) لعبت دور رئيس في تحقيق مكاسب للدولة الروسية في حربها ضد “أوكرانيا”.
وتحصل (فاغنر) على ميزانية عامة من “روسيا” دون توضيح أسباب وأبعاد ومخارج هذه الميزانية، وبالتأكيد لم يكن الإنفاق على الوجه المطلوب إلى حدٍ ما. على كل حال يجب أن ننتظر ونرى أي السيناريوهات الثلاثة سيدخل حيز التنفيذ.
ومن الممكن كذلك حل مجموعة (فاغنر) بعد فترة أو اسّناد قيادتها إلى “وزارة الدفاع” الروسية، وتستمر في النهاية باعتبارها وحدة أو كتيبة عسكرية تحت إطار “وزارة الدفاع” الروسية. لكن على كل حال سوف تقوم “روسيا” بتسّوية الموقف مع (فاغنر).