29 ديسمبر، 2024 9:43 ص

سبعون عامًا على الـ”ناتو” .. احتفال بطعم الجنائز والخلافات تطفو على السطح !

سبعون عامًا على الـ”ناتو” .. احتفال بطعم الجنائز والخلافات تطفو على السطح !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

عرف “حلف شمال الأطلسي” كمية من الألفاظ البذيئة، خلال السنوات الثلاث الماضية، أكثر مما عرفه خلال تاريخه الممتد إلى 70 عامًا، والأصعب أن الهجمات العنيفة لا تأتيه عادة من الخارج؛ وإنما من حلفاءه الرئيسيين، ويحتفل هذا الأسبوع بالذكرى السبعين على تأسيسه وسط غموض يكتنف مستقبل التحالف؛ وهل سيتمكن من التغلب على الخلافات.

وتميل أجواء الاحتفال إلى أن تتشابه مع تشييع الجنائز أكثر من إحياء الذكرى، وتكمن أهمية الاحتفال بالذكرى السبعين لهذا العام، في “لندن”؛ في أنها تُعد تأكيدًا على أن “بريطانيا” سوف تستمر تمثل جزءًا من التحالف حتى بعد خروجها من “الاتحاد الأوروبي”؛ للحفاظ على الروابط بينه وبين “الولايات المتحدة”.

لكن منذ إجراءات الإعداد للقمة، التي عُقدت الثلاثاء، بدا أن الخلافات بين الحلفاء وصلت إلى درجة غير متخيلة، منذ عدة سنوات، وأن بعضهم، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، والفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، لا يؤيدان إستراتيجية الحلف؛ ويرونها مقتصرة على التحليل الجيوإستراتيجي للقرن العشرين، وشديدة البطء في التكيف مع التهديدات الحقيقية للقرن الحادي والعشرين.

وقبيل القمة، صرح أحد المنظمين بأن الحلف يشهد لحظة شديدة التعقيد والتأثير؛ لأن التاريخ يكتب أمام أعيننا، وسواء “فرنسا” أو “الولايات المتحدة” لا يبذلان جهدًا لإخفاء سخطهم إزاء الوضع الذي وصل إليه التحالف، كما بات “ماكرون” و”ترامب” غير راضيين عن الأمين العام للحلف، النرويغي، “ينس ستولتنبرغ”، إذ جعل تعامله مع بعض المواقف الكثير من الشكوك تحوم حول قدرته على الإدارة.

حرب كلامية بين “ماكرون” و”إردوغان”..

ولعل القنبلة الأخطر هي الصدام بين “ماكرون”، ونظيره التركي، “رجب طيب إردوغان”، بسبب تدخل الأخير في الأراضي السورية، ولأسباب مختلفة، فمنذ العملية التركية في الأراضي السورية؛ يتهم “ماكرون”، إدارة الحلف، بالسلبية، ووصفتها “باريس” بأنها قد أصيبت بـ”موت دماغي”، ثم تطرق إلى مسألة الدفاع المشتركة المنصوص عليها في المادة الخامسة من “معاهدة واشنطن”.

وتحولت “أنقرة”، في أعين “باريس”، إلى الوحش الأسود، ليس فقط بسبب تدخلها العسكري في “سوريا”، وإنما لتقاربها أيضًا مع “موسكو”، وصفقة شراء نظام الدفاع (إس-400) الروسي، بينما كان رد “إردوغان”، على الجانب الآخر؛ قاسيًا على هجوم “ماكرون” عليه، وصرح، الأربعاء الماضي، بأن تصريحات الرئيس الفرنسي تدل على أنه مصاب بموت دماغي.

وفي محاولة لتهدأة الأوضاع، سافر “ستولتنبرغ” إلى “باريس”، لكنه لن يتمكن من إنهاء الصراع، ورغم أن اللقاء بينهما استمر لمدة ساعة وأعقباه بمؤتمر صحافي استعرضا فيه الخطوط العريضة للإستراتيجية الجديدة للحلف، خاصة ما يخص العلاقات مع “روسيا” و”الصين”، ودعا “ماكرون” إلى حوار إستراتيجي مع “روسيا”.

شكوك في قدرة “ماكرون” على الإصلاح..

لكن الهجوم الإصلاحي، الذي يقوده “ماكرون”، لاقى ردود أفعال متباينة من جانب الحلفاء، وصرح مصدر رفيع المستوى بأن دول شرق أوروبا فارت أعصابها بعدما أستمعت إلى ما قاله “ماكرون” عن “روسيا”، بينما يشكك فريق آخر في قدرة الفرنسي على تغيير الوضع، ولن ينسى أحد أن “ماكرون” أطلق هراء مماثل فيما يخص إجراءات إصلاحية في “الاتحاد الأوروبي”، ومع ذلك ورغم مرور عامين ونصف العام على توليه الرئاسة؛ لم يتحقق أي من برامجه الكبرى على الأرض.

ورغم محاولات التغيير؛ لا يزال الحلف قائمًا على مبدأ الدفاع المشترك، وأن أي دولة تتعرض للإعتداء فإن الحلف يعتبره إعتداء على كل الحلفاء.

3 خيارات لمستقبل الحلف..

أشارت الخبيرة، “كلاوديا ماغور”، في تحليل أصدرته مؤخرًا لمستقبل الحلف من وجهة نظر ألمانية، إلى أن هناك 3 احتمالات؛ إما أن يتحسن الوضع الحالي، أو أن تنسحب “الولايات المتحدة” تدريجيًا تزامنًا مع التدهور، أو أن يتحول إلى تحالف أوروبي.

بينما يرفض الأمين العام الخيار الأخير هذا، وصرح في حوار، أجراه مؤخرًا مع صحيفة (البايس) الإسبانية بأن: “(الناتو)؛ تحالف أوروبي أميركي، نحتاج إلى الجانبين وليس الأول أو الثاني فقط”، وأشار إلى أنه بعد خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي”؛ سوف يصبح 80% من الإنفاق على الدفاع يأتي من حلفاء من خارج الاتحاد.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة