سبب فشل مفاوضات قمة “هانوي” .. واشنطن طالبت “كيم” بالسير على خُطى “القذافي” !

سبب فشل مفاوضات قمة “هانوي” .. واشنطن طالبت “كيم” بالسير على خُطى “القذافي” !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

أفادة صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية؛ أن هناك وثيقة أميركية كانت هي السبب الحقيقي في إفشال المفاوضات بين “الولايات المتحدة” و”كوريا الشمالية”، حيث تضمنت الوثيقة، التي تم تمريرها إلى الرئيس، “كيم”، في القمة الثنائية الأخيرة، طلبًا أميركيًا بتسلم جميع الأسلحة النووية الكورية الشمالية، على غرار النموذج الليبي الذي تم فرضته “واشنطن” على الزعيم الليبي الراحل، “مُعمر القذافي”.

وهو الطلب الذي رفضه، “كيم”، عدة مرات في السابق.

لماذا فشلت القمة !

بحسب الصحيفة العبرية؛ في اليوم الذي تم فيه نسف المفاوضات بين الزعيمين، سلم الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، للزعيم الكوري الشمالي، “كيم غونغ-أون”، رسالة يطالبه فيها بأن تقوم “كوريا الشمالية” بتسليم جميع أسلحتها النووية، وكذلك الوقود النووي إلى “الولايات المتحدة”.

رفع العقوبات مقابل تسليم الأسلحة النووية..

وقدم “ترامب” تلك الوثيقة، باللغتين الإنكليزية والكورية، في الفندق الذي جمعهما في العاصمة الفيتنامية، “هانوي”.

وقالت مصادر مُطلعة؛ إن هذه هي المرة الأولى التي يحدد فيها “ترامب” بوضوح طريقة نزع السلاح النووي الذي تمتلكه “كوريا الشمالية”.

واعتبر المسؤولون الأميركيون أن تلك الوثيقة الأميركية تأتي ضمن محاولات الرئيس، “ترامب”، لعقد صفقة ضخمة مع الكوريين الشماليين، تتضمن رفع جميع العقوبات المفروضة على “بيونغ يانغ” مقابل تسليم جميع الأسلحة النووية لـ”واشنطن”.

ووفقًا للوثيقة الأميركية؛ فإنه بالإضافة إلى طلب نقل الأسلحة والوقود النوويين إلى “الولايات المتحدة”، ينبغي على “كوريا الشمالية” أيضًا أن تقدم بيانًا مفصلًا عن برنامجها النووي، وأن تسمح للمفتشين الأميركيين والمراقبين الدوليين بتفتيش جميع المنشآت النووية، والتوقف عن استكمال البنية التحتية النووية واستبعاد جميع العلماء والفنيين العاملين في المحطات النووية.

“كيم” لا يريد السير على خُطى “القذافي”..

تشير (يديعوت أحرونوت) إلى أنه قد تم الحديث لأول مرة عن تلك الوثيقة في المقابلات التليفزيونية التي أجراها مستشار الأمن القومي الأميركي، “جون بولتون”، بعد إنتهاء القمة المذكورة، لكن “بولتون” لم يكشف أن الوثيقة تضمنت شرطًا يقضي بنقل جميع ما تملكه “كوريا الشمالية”، من أسلحة نووية ووقود نووي، إلى “الولايات المتحدة”.

تؤكد (يديعوت أحرونوت) على أن الطلب الوارد في الوثيقة الأميركية يمثل في واقع الأمر، “النموذج الليبي”، لنزع السلاح النووي، الذي يدعمه “بولتون”، وهو ما يعني أن تتخلى “كوريا الشمالية” بشكل كامل عن قدراتها النووية، وأن تقوم بنقل الأسلحة النووية والوقود النووي إلى “الولايات المتحدة”، تمامًا كما فعل الرئيس الليبي، “مُعمر القذافي”، في عام 2004.

وكانت “كوريا الشمالية” قد رفضت هذا الاقتراح عدة مرات في الماضي. وكاد ذلك الاقتراح، الذي عرضه “بولتون”، أن يؤدي إلى إلغاء القمة السابقة التي جمعت الزعيمين في “سنغافورة”، في شهر حزيران/يونيو 2018.

ووصف الكوريون الشماليون، اقتراح “بولتون”، بأنه “سخيف”، مشيرين إلى نهاية “القذافي” المؤسفة. فيما رأى كثير من  الخبراء والمحللين، أن زعيم “كوريا الشمالية” اعتبر الاقتراح الأميركي: “مهينًا واستفزازيًا”.

“ترامب” : ألغيت عقوبات لأنهم يعانون كثيرًا !

كان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد برّر، الجمعة، قراره إلغاء عقوبات كانت إدارته فرضتها على “بيونغ يانغ”، متحدّثًا عن “المعاناة” التي يعيشها الكوريّون الشماليّون.

وقال “ترامب”، لصحافيّين في منتجع “مارالاغو”، الذي يملكه في “فلوريدا”: “إنّهم يُعانون كثيرًا في كوريا الشماليّة، وقد فكّرتُ ببساطة في أنّ فرض عقوبات إضافيّة ليس ضروريًا في هذه المرحلة”. غير أنّه أضاف: “هذا لا يعني أنّني لن أفعل ذلك في وقت لاحق”.

وكانت “وزارة الخزانة الأميركية” قد أعلنت، في 21 آذار/مارس المنصرم، فرض عقوبات على شركتي نقل صينيّتين متّهمتين بالإتجار مع “كوريا الشماليّة” رغم “العقوبات الدولية”.

وفي اليوم التالي؛ أعلن “ترامب” سحب تلك العقوبات، وكتب في تغريدة على (تويتر): “أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنّ عقوبات إضافية واسعة ستُضاف إلى تلك المفروضة أصلاً على كوريا الشماليّة. وقد أمرتُ اليوم بسحب العقوبات الإضافيّة”.

“ترامب” أغرى كوريا الشمالية بمستقبل “رائع” !

كان الرئيس، “ترامب”، قد توقّع، الشهر الماضي، “مستقبلاً رائعًا” لكوريا الشمالية في حال وافق زعيمها ، على التخلّي عن الترسانة النووية لبلاده.

وقال “ترامب” إنّ: “فيتنام تزدهر بطريقة لا مثيل لها إلا في أماكن قليلة في العالم”. وأضاف: “يمكن لكوريا الشمالية أن تفعل الأمر نفسه وبسرعة كبيرة إذا قرّرت نزع سلاحها النووي. الإمكانيات رائعة. فرصة عظمية، ربّما لم يسبق لها مثيل في التاريخ، لصديقي، كيم”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة