“سامي عنان” .. من مرشح رئاسي لعدو الدولة في غضون ثلاثة أيام !

“سامي عنان” .. من مرشح رئاسي لعدو الدولة في غضون ثلاثة أيام !

خاص : ترجمة – لميس السيد :

انسحب الجنرال العسكري السابق، “سامي عنان”، من سباق الرئاسة المصرية، يوم الثلاثاء، بعد أن تم القبض عليه بسبب تهمة “التحريض” ضد جيش الدولة، بعد أيام فقط من إعلان نيته في الترشح.

وكان “سامي عنان” قد أعلن، يوم السبت الماضي، ترشحه لمنصب الرئيس المصري في الانتخابات القادمة، ولكن محاولته باءت بالفشل عندما اعتقله الجيش وأخضعه للتحقيق بتهمة التحريض ضده وتزوير أوراق رسمية.

قال “محمود رفعت”، المتحدث باسم “عنان”، في تصريحات لصحيفة (ميدل إيست إي) البريطانية، أن “عنان” كان ضحية “أكاذيب”، وضحية محاولته الحقيقية “لإنقاذ سفينة مصر الغارقة”، ما أدى في النهاية إلى اعتقاله.

وكان المراقبون في البداية يعتقدون أن ترشح “عنان” كان مجرد حيلة لإضفاء الشرعية على عملية التصويت، حتى أعلن “عنان” تعيينه للرئيس الأسبق للجهاز المركزي للمحاسبات، “هشام جنينة”، نائباً للرئيس. ووفقاً لما ذكره “رفعت”، فإن تعيين “عنان” لجنينة يبعث برسالة قوية؛ مفادها أن “عنان” يتطلع إلى إقامة دولة ملتزمة بالقانون. وقد تم التحقيق مع “جنينة” في عام 2016 بتهمة إدعاء أن الفساد كلف مصر ما يقرب من 76 مليار دولار.

عين على الرئاسة..

خدم “عنان” كرئيس أركان المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر، خلال الفترة من 2005 إلى 2011، وبعد ثورة 25 يناير، أصبح الرجل الثاني في قيادة الجيش، خلف المشير “حسين طنطاوي”. وفي شباط/فبراير 2011، ألقى “عنان” خطبة أمام المتظاهرين في ميدان التحرير ووعد بحماية مصالح الشعب، حيث كان يصور “عنان” نفسه حامي الثورة.

وقد صرح مصدر سياسي، رفض ذكر اسمه لصحيفة (ميدل إيست إي) في عام 2015، بأن “عنان طوال فترة ما بعد الثورة أراد الحفاظ على صورة السمعة النظيفة أمام الشعب، تحسباً للترشح لرئاسة البلاد في يوم ما”.

وفي عام 2011، كان هناك جدال بين المراقبين الدوليين يؤكد بأن “عنان” سوف يلعب دوراً محورياً في الحكومة المصرية المستقبلية، حتى لو من وراء الكواليس.

كان المرشح الرئاسي السابق “أيمن نور”، الذي أسس “حزب الغد” الليبرالي، قال للصحيفة البريطانية في عام 2015، أن “عنان” كان يريد الترشح منذ عام 2012، ولكنه توقف عن الفكرة بعدما أمره “طنطاوي” بذلك.

ولكن في 12 آب/أغسطس 2012، رفض الرئيس السابق، “محمد مرسي”، كل من “طنطاوي” و”عنان”، في السلطة، ما كان مفاجأة صادمة بالنسبة للكثيرين الذين أعتقدوا أنه سيتم الإطاحة بـ”طنطاوي” وترقية “عنان” لقيادة القوات المسلحة.

ويضيف المصدر السياسي، الذي أدلى بتصريحاته للصحيفة البريطانية في 2015، أن “عنان” زعم تحذيره لـ”مرسي” من تعيين “السيسي” كوزير للدفاع، وعلى جانب آخر، يقول أن “السيسي” زعم أنه حذر “مرسي” من تعيين “عنان” كويزر للدفاع أيضاً.

الفرقاء..

تقول المحللة السياسية المصرية، “نادية أبو المجد”، في تعليقها للصحيفة البريطانية على تلك التصريحات، أنه كان من الوضح رغبة “عنان” في أن يكون مكان “السيسي”، لأنه كان لا يحبه على الإطلاق. “من الواضح أن عنان لا يحب السيسي ويود أن يكون في مكانه.. وقد يكون السيسي هو صاحب نصيحة الإستغناء عن طنطاوي وعنان في 2012، كوسيلة لتعزيز سلطة مرسي.. ولكنه من غير الواضح حتى الآن لماذا فضل مرسي وجود السيسي على عنان، إلا أن عام 2012 كان النقطة الفارقة بين القائدين العسكريين عنان والسيسي”.

ويقول “إسندر العمراني”، مدير برنامج شمال إفريقيا لمجموعة الأزمات الدولية، في حواره لصحيفة (ميدل إيست إي) عام 2011، إن الإنقسامات داخل الجيش هي التي أتت بـ”السيسي” وقتها وزيراً للدفاع.

وحتى بعدما أستولى الجيش و”السيسي” على السلطة، لم يوقف ذلك من خطط “عنان” للرئاسة، حيث أسس في أوائل عام 2015، “حزب العروبة” المصري، بعد أن رفضت اللجنة الانتخابية العليا طلبه لإنشاء الحزب في كانون أول/ديسمبر 2014.

التدرج بالرتب..

ولد “عنان” لعائلة غنية في مدينة المنصورة في دلتا مصر عام 1948، وأنضم إلى الجيش في عام 1967، وتصدر صفوفه لقيادة كتائب الدفاع الجوي المصرية، والتي كانت ملحق دفاع للمغرب بين عامي 1990 و1993.

وقد أعترف بـ”عنان” بأنه لاعباً هاماً في الأمن والسياسة المصرية، في عام 1997، عندما قتل هجوم إرهابى في الأقصر 62 شخصاً. وبصفته رئيساً للدفاع الجوي في الأقصر آنذاك، سيطر “عنان” على تأمين المدينة ودعم الشرطة لمساعدة الضحايا.

وأثنى الرئيس “حسني مبارك”، آنذاك، على تصرفاته اللائقة التي دفعت “عنان” في وحدة الدفاع الجوي إلى منصب أعلى. على النقيض من “طنطاوي”، الموالي لـ”مبارك” وأشد المقاومين للإصلاح الاقتصادي، كان يُنظر إلى “عنان” كرجل له دور محتمل قوي في الجيش والحكومة.

وخلافاً للجيل الأصغر من ضباط الجيش في مصر، لم يدرس “عنان” أو يتدرب في الولايات المتحدة. وبدلاً من ذلك حصل على معظم تدريبه في مصر، وبعد ذلك في فرنسا وروسيا، وفقاً لمسؤولين أميركيين تحدثوا إلى صحيفة (نيويورك تايمز) في عام 2011.

محاولة اغتيال..

بعد أن حاول “عنان” الترشح للرئاسة ضد “السيسي” في عام 2014، أدعى أنه تعرض للاغتيال نتيجة خططه. وقال المتحدث باسمه لموقع (العربية نت) في ذلك الوقت، أن رجال مسلحين كانوا يقودون سيارة طاردوه وفتحوا النار على سيارته أثناء عودته إلى داره، لكنه تمكن من الفرار، وكانت النتجية أنه أنسحب من السباق الرئاسي.

وأضافت “نادية أبو المجد”؛ أن أنباء أنتشرت حول الإقامة الجبرية لـ”عنان” بعد ترشحه، وبدأت وقتها وسائل الإعلام تهاجم موقفه كمرشح.

رجل البنتاغون..

عندما بدأت ثورة 2011، كان “عنان” وقتها في اجتماعات مع القيادة الأميركية العسكرية، وأضطر للعودة يوم 28 كانون ثان/يناير. اعتبر البنتاغون وقتها عنان “المرشد” لواشنطن لتحسس الوضع حينئذ في مصر.

وقال الأميرال “ويليام فالون”، وهو رئيس متقاعد للقيادة المركزية الأميركية، في تصريحات لصحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية، أن “عنان” رجلاً حاسماً ومهذب ومهني. وانتشرت الأنباء وقتها حول أن واشنطن تحاول الدفع بـ”عنان” في صدارة المشهد المصري ليكون وسيطاً بالمفاوضات، ولكن قربه من “مبارك” جعله محسوباً على نظامه، مما صعب مهمة توظيفه في الحكومة الجديدة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة