18 أبريل، 2024 10:53 ص
Search
Close this search box.

“سامسونغ” .. تٌحدث أزمة كبرى داخل المجتمع الإيراني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

أثارت في الأيام الماضية قضية تعامل شركة “سامسونغ” مع فريق الرياضيين الإيرانيين بالأولمبياد الشتوية ردود فعل واسعة، بدءً من إستدعاء سفير كوريا الجنوبية بطهران، وحتى تهديدات “ظريف” بعدم استعمال تليفونات “سامسونغ”.

وكان القائمون على أولمبياد الألعاب قد رفضوا إعطاء لاعبي إيران وكوريا الشمالية هواتف “غالاكسي نوت 8” من الشركة الراعية “سامسونغ”، تتضمن معلومات لوجيستية مهمة وخاصة بالمنافسات، بسبب العقوبات الدولية المفروضة على الدولتين.

لكن يعتقد البعض أن ردود الأفعال على مثل هذا السلوك المهين ليس كافياً، ولابد من إتخاذ موقف شديد حيال الموضوع حتى يعلم الجميع أن غرامة إهانة مندوبي إيران في الساحات الرياضية والدولية باهظة، وبالتالي لا يسمحوا لأنفسهم مجدداً بالتطاول على هذه الأمة. ومع أن ضعف الأجهزة الدبلوماسية في العقود الأخيرة كان سبباً في تعرض الإيرانيين إلى مثل هذه المواقف في بعض الدول، يلعب السلوك والثقافة العامة دوراً كبيراً في المحافظة على الحرمة الوطنية، وربما يحول بتحركات وطنية عفوية مصحوبة برؤية ثقافية دون تكرار مثل هكذا موقف على الساحات الدولية. وحول هذه الأزمة وتبعاتها أجرت صحيفة (آرمان) الإيرانية حواراً مع الدكتور “هادق حق شناس”، الناشط السياسي والاقتصادي.

يجب التعامل على أساس أن شركة خاصة هي التي أخطأت وليس دولة !

“آرمان”: كيف تقيمون سلوك شركة “سامسونغ” ؟

“هادق”: ثمة ملاحظات رئيسة بخصوص هذا الموقف. أولاً يجب الإعتراف أن شركة تجارية خاصة هي التي قامت بهذا الفعل وليس دولة “كوريا الجنوبية”. لكن يتعين على مسؤولينا إتخاذ مواقف تناسب مستوى هذه الشركة الخاصة وليس أكبر. والمسألة التي نحن بصددها تتعلق برفض هذه الشركة الخاصة تقديم هداياها وهو سلوك عنصري، حيث أقدمت على حذف دولتين من قائمة الحاصلين على هداياها، وبالتالي فقد إرتكبت عملاً قبيحاً وينقصه الجانب الأخلاقي.

ومن الطبيعي بالنسبة لتلكم الشركة، وغيرها من الشركات الكبرى، ألا تقوم بهكذا عمل في مجال الدعايا لمنتجاتها، وإنما تستخدم كل الشركات الكبرى حول العالم أساليب مختلفة ومتنوعة للدعاية؛ منها منح هدايا للرياضيين الذين يسافرون إلى الدول مقر هذه الشركات، (وكلها تعتبر جزءً من نفقات الدعاية للشركات).

وعليه يجب أن نرى هذا الحادث في صورة الشركة الخاصة، ولا يمكننا التعامل مع الحادث من منظور السياسية الخارجية والعلاقات الدبلوماسية. لأنه لو كان هذا السلوك صادر عن حكومة “كوريا الجنوبية”، لما كانت لنا علاقات تجارية كبيرة مع هذا البلد. ولكن علاقتنا التجارية مع “كوريا الجنوبية” أكبر من مجرد شركة خاصة تُدعى “سامسونغ”، وإن كانت مثل هذه الشركات تعتبر ممثلاً عن الدول.

رد الفعل الإيراني مناسب ولكنه ليس كافياً..

“آرمان”: ما هو رد الفعل الذي يجب إتخاذه في مثل هذه الحالة ؟

“هادق”: الرياضيون الإيرانيون هم في الأساس رمزنا الوطني، وحين تتجرأ إحدى الشركات على إهانة الرموز الوطنية لدولة ما يكون من الطبيعي أن يثير هذا السلوك ردود فعل كبيرة، وينتظر الشعب من المسؤولين التعامل المناسب مع هذه القضية، على غرار ما حدث مؤخراً من رودود فعل جيدة، ما دعا هذه الشركة بالنهاية إلى التراجع عن هذا الموقف.

لكن لابد من إجراء تغيير في الثقافة العامة داخل إيران للحيلولة دون تكرار مثل هذه الأحداث. يجب أن نرى كيف سيكون رد فعل المجتمع الكوري إذا وقعت تلك الحادثة بشكل عكسي ؟.. بمعنى إذا جاءت قافلة “كوريا الجنوبية” إلى “إيران” للمشاركة في المسابقات الرياضية، وإتخذنا نفس سلوك “سامسونغ” مع قافلة الفريق الوطني الكوري، وفرقنا بين اللاعبين الكوريين في الهدايا مقارنة مع باقي الفرق الرياضية الأخرى. وكيف سيكون رد الفعل على هذه الإهانة من منظور الثقافة الكورية ؟.. وعليه يجب أن نتخذ رد فعل في شكل تحرك ثقافي يتناسب والتعامل مع الرياضيين الإيرانيين حول العالم، حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث.

وهذا بدوره يتعلق بالسلوكيات الثقافية العامة في إيران؛ التي تقرر نوعية رد فعل حيال أي حدث بالشكل الذي يجعله ذات تأثير. وبالنسبة للقضية التي نحن بصددها؛ فقد كانت ردود الفعل مناسبة، لكنها من المنظور العام غير كافية، حيث يطلب الشعب إلى المسؤولين إتخاذ درود أفعال أقوى.

الشركات الكبرى تملق الإدارة الأميركية..

“آرمان”: هل يمكن للموقف الأميركي الأخير بشأن فرض المزيد من القيود، أن يؤثر على سلوك الشركات التجارية الكبرى مثل “سامسونغ” ؟

“هادق”: كانت الإدارة الأميركية تعمل على فرض عقوبات وقيود على الشعب الإيراني، منذ عام 1979، وبالتالي فإن ما تقوم به مؤخراً ليس جديداً علينا، لأن هذا ما يحدث منذ قرابة الأربعين عاماً، على إختلاف الحكومات الأميركية. ومواقف “دونالد ترامب” المعادية لإيران تهدف إلى مضاعفة الضغوط على إيران، وتجديد العقوبات ربما تدفع بعض الشركات الخاصة إلى تملق الإدارة الأميركية بغرض الحصول على دعم المستثمرين الأميركيين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب