20 أبريل، 2024 10:52 ص
Search
Close this search box.

سؤال يجاوب عليه “پناهیان” .. كيف تمهد الانتخابات الإيرانية لظهور “إمام الزمان” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

ينطوي انتظار ظهور “الإمام المهدي” على أبعاد مختلفة، أحدها البُعد السياسي. سوف يظهر “إمام الزمان” لقيادة الحكومة العالمية، وفيها يقضي على الظلم ويؤسس للعدل، وهي رؤية جميلة بالنسبة لكل البشر، بغض النظر عن الدين، وهو رؤية سياسية بالكامل.

وعليه يقتضي التمهيد للظهور؛ تبني سلوكيات سياسية دقيقة، لكن أين تكمن أهمية هذا العمل إزاء البُعد العاطفي وعقيدة الانتظار ؟.

للحديث عن هذه القضية؛ أجرت وكالة أنباء (فارس) الإيرانية؛ الحوار التالي مع حجة الإسلام، “علي رضا پناهیان”، أستاذ الحوزة والجامعة…

بين البُعد العاطفي والبُعد السياسي..

وكالة أنباء “فارس” : هل يكفي البُعد العاطفي والإعتقادي في مد جسور العلاقات مع “إمام الزمان” باعتباره حجة الله وواسطة الفيض الإلهي ؟

“علي رضا پناهیان” : إرتباطنا بأوليا الله؛ يبدأ بالعادة إعتقادي ثم عاطفي، وهذا جيد جدًا. ونحن لا نريد إنكار ذلك، لكن المسألة لا يجب أن تتوقف على ذلك، ولكن لابد من إقامة روابط سياسية مع “إمام الزمان”.

مثل “أبا عبدالله الحسين”، (عليه السلام)، فلو نريد توطيد الروابط؛ فعلينا توضيح البُعد السياسي لتلكم الرابطة.

علمًا أن الرابطة العاطفية لأغلبيتنا تقوم على محور مصائب “آل البيت”. وهذه المصائب وقعت لأسباب سياسية بالكامل.

فلم يُستشهد، (عليه السلام)، بسبب أخلاقه الجيدة أو إجادة إقامة الصلاة. ولو يتفضل “إمام الزمان” بالظهور، فأهم ما سيراه هو الحكم ووجوده على المشهد السياسي. بعبارة أفضل، سوف يمسك السلطة في يده.

ونحن لا نبحث عن ظهور مجرد شخص ولي، رغم أنه لا علم لأحد بالله أفضل من حضرته، لكن نحن ننتظر من الناحية السياسية إنتهاء الغيبة والعودة إلى المشهد السياسي.

الرابطة السياسية..

وكالة أنباء “فارس” : في مجتمعنا اتجه الكثيرون للرهبنة وانقطعوا للعبادة، ولا علاقة لهم بالسياسة والحكومة.. هل من مشكلة في هذا السلوك وهذه الرابطة مع “إمام الزمان” ؟

“علي رضا پناهیان” : مهما كانت رابطتنا الإعتقادية أو العاطفية، مع حضرته، قوية دون الرابطة السياسية؛ بحيث لا تقوم نظرتنا على وجوده في المشهد السياسي، ستكون رابطة ناقصة.

رابطة ناقصة..

وكالة أنباء “فارس” : كيف نقيم هذه الرابطة السياسية مع “إمام الزمان” ؟

“علي رضا پناهیان” : تعريف هذه الرابطة على المشهد السياسي، إنما يعني أننا بانتظار الظهور حتى يخلص “إمام الزمان” العالم من الظلم والظلام.

وهذا المطلب ليس فرديًا. وحين نقيم رابطة مع “إمام الزمان”؛ فإننا نتمنى أن نرى حكومته والحكام الذين يعملون تحت إمرته، كنواب عنه، فسوف تنعقد رابطتنا السياسية.

وهذه الرابطة تُنمى العاطفة الإنسانية، وتُعمق وتُرسخ إعتقاد الإنسان. فالرباطة مع “إمام الزمان”، (عليه السلام)، لو لم تكن سياسية، فلن تكون ناقصة فقط، وإنما قد تؤدي للانحراف تدريجيًا.

الانتخابات الإيرانية وظهور الإمام..

وكالة أنباء “فارس” : بالنظر إلى دورنا السياسي في التمهيد للظهور.. ما هي أهمية أحداث مثل الانتخابات ؟

“علي رضا پناهیان” : الانتخابات تُهييء لنا مجالات خدمة نظام “الجمهورية الإيرانية” سياسيًا، من خلال الزخم الانتخابي.

نقوم بهذا العمل ونتحاور. وهو يشبه حوار السيدة “فاطمة الزهراء”، (عليها السلام). فقد مكثت 40 يومًا تجوب المنازل، حتى تيقنت من عدم تلبية أحد للدعوة.

طافت نجلة النبي الأكرم، (ﷺ)، على البيوت، والله يعلم كم كان هؤلاء غير جديرين، لكنها خطوة سياسية وكان على السيدة “فاطمة”؛ القيام بهذه الخطوة. يقول الله تعالى: {وما کُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّینَ عَضُداً}.

وقد استشهد “آبا عبدالله الحسين”، بتلكم الآية؛ في مخاطبة، “عبيدالله بن الحر الجعفي”، وهذه القصة تخبرنا أن علينا الإجابة على سؤال: هل خططنا، قبل التدين، بشكل واقعي لمساعدة “ولي الله” ؟.. حين رأى “الحسين”، خيمة وسأل عن صاحبه وأخبروه أنها، لـ”عبيدالله بن الحر الجعفي”، وقد كان ظالمًا. أرسل إليه، “الحسين”، يدعوة للمساعدة، لكنه رفض.

فذهب إليه بنفسه؛ يطلب عونه ولم يقل له: صلاتك وصيامك وعبادتك غير صحيحة، لذلك لن أطلب عونك، عليك أولًأ أن تصحح عبادتك ثم ساعدني، وإنما قال: “الله يطلب مساعدتك. هل تلبي ؟”، لكنه رفض وأكتفى بأن يقدم حصانه وسيفه، للإمام “الحسين”، فتلا عليه؛ قول الله تعالي: {وما کُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّینَ عَضُداً}.

تهيئة الأجواء السياسية لظهور الإمام !

وكالة أنباء “فارس” : كيف تنقذنا مساعداتنا لـ”إمام الزمان” ؟

“علي رضا پناهیان” : للأسف في مجتمعنا يقدمون الدين على النحو التالي: لو أن شخصًا قام بعمل سياسي لأجل نصرة الله ودينه ومقدمًا خدمة للمجتمع، فأجره من الناحية المعنوية غير معلوم. في حين لا يعرفون كم حصل من ثواب أعظم من كثير من العبادات الفردية.

لذلك يجب أن تتجاوز رابطتنا مع “إمام الزمان”؛ النطاق الإعتقادي والعاطفي؛ بالبحت إلى النطاق السياسي، ونعلم أن الفرج مقولة سياسية.

وحين نريد مساعدة “إمام الزمان”، فالأهم، بغض النظر عن التدين الفردي، هو تهيئة المجال السياسي لمشاركة الإمام.

لكن ما الأعلى من العمل السياسي؛ التمهيد للظهور ؟.. الواقع إذا كان العمل السياسي جيدًا ويهدف إلى معاونة الإمام، فالكل يعلم ماذا سيحدث.

لكن نجد في مجتمعنا؛ مسؤول غير كفء، ولن نرى مُنتخب غير صالح، بل لن يكون هناك أي شخص معين غير صالح. ولن تمتليء الأجهزة الرقابية بهذا الكم الهائل من المسؤولين الذين لا يعملون. لن تجد بينا عاطلون، وكل ذلك متعلق بنقاشات المهدوية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب