29 مارس، 2024 12:24 م
Search
Close this search box.

سؤال حائر أم اقتراح خيالي .. هل من الوارد أن تتعاون “الرياض” و”طهران” لحل الأزمة اليمنية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

نشرت صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية؛ مؤخرًا اقتراحًا يبدوا مُثيرًا للجدل تقدم به الدبلوماسي الإيراني السابق، “حسين موسويان”، في مؤتمر عُقد بـ”برلين” وحضره قرابة 200 شخص من أبرز المسؤولين السياسيين في العالم، ومن بينهم وزراء خارجية ودفاع لبعض الدول الأوروبية.

حيث زعم “موسويان” أن “إيران” مستعدة لمساعدة “السعودية” في حل “الأزمة اليمنية”، لكن ذلك يتطلب من ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”، أن يوجه الدعوة لقائد “فيلق القدس”، اللواء “قاسم سليماني”، لزيارة “الرياض” من أجل التباحث لإنهاء الحرب الأهلية في “اليمن” بتعاون إيراني.

اقتراح مُستبعد الحدوث..

يرى بعض المحللين الإيرانيين أن الاقتراح المذكور غير واقعي لعدة أسباب، من أهمها أن “إيران” لا شأن لها بـ”الأزمة اليمنية”، وأن صاحب الاقتراح قد تحدث عن “قاسم سليماني” وكأنه شخص مستقل لا يحمل الهوية الإيرانية. لكن “سليماني”، في حقيقة الأمر، ليس جهة مستقلة حتى يشارك بصفته الشخصية في مفاوضات تتعلق بالمتغيرات الإقليمية.

كما لا يمكنه التفاوض مع أية جهة غير إيرانية؛ دون إذن من الرئيس الإيراني، فهو في نهاية الأمر يتحدث باسم “الثورة الإسلامية” والنظام في “طهران”.

كما أن مشاركة، “سليماني”، في مفاوضات مع “بن سلمان” لحل “أزمة اليمن”، والمنطقة، ربما ستشكل إعترافًا ضمنيًا بما يردده الغرب من مزاعم كاذبة بأن “إيران” تتدخل فى الشؤون الداخلية لـ”اليمن” وباقي دول المنطقة.

لتخفيف الضغوط عن طهران..

على الجانب الآخر؛ يرى البعض أن المبادرة الجديدة للتحاور بين “الرياض” و”طهران”؛ قد يكون الهدف منها هو تخفيف الضغوط الأميركية على “النظام الإيراني”.

حيث قال الكاتب الإيراني، “صالح القزويني”: ليس أمام الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، إلا الخيار العسكري لمنع “طهران” من تصدير النفط. موضحًا أنه يمكن تلخيص سياسة الرئيس “ترامب”، تجاه “إيران”، بجملة واحدة، وهي تضييق الخناق عليها من خلال استخدام كل الوسائل المتاحة؛ ومن بينها الوسائل الاقتصادية عبر منع وصول عائدات أية بضائع تصدرها للخارج، من أجل التفاوض معها على تغيير “الاتفاق النووي” وسياساتها تجاه المنطقة وخفض قدراتها العسكرية، وخاصة الصاروخية.

عقوبات غير مؤثرة..

وفيما يتعلق بالضغوط الاقتصادية؛ فقد مضت 4 شهور على الرزمة الأولى من العقوبات التي فرضها “ترامب” على “إيران”، وأكثر من شهر على الرزمة الثانية، وشهد الاقتصاد الإيراني ارتفاعًا كبيرًا في مستوى التضخم وانخفاضًا خطيرًا في قيمة العملة الإيرانية أمام العملات الأجنبية.

لكن الملفت في هذه العقوبات؛ أنه وبدل أن يتزايد تدهور الاقتصاد الإيراني مع تنفيذ الرزمة الثانية، في 5 تشرين ثان/نوفمبر 2018، التي اعتبرها “ترامب” الأكثر شدة وضراوة؛ نرى أن السوق الإيراني بدأ يشهد الاستقرار وأن قيمة العملة الإيرانية بدأت ترتفع أمام العملات الأجنبية، مما يشير إلى أن الإجراءات التي إتخذتها الحكومة الإيرانية قد حققت النتائج المرجوة.

الخيار العسكري..

يضيف “القزويني”؛ أن عودة الهدوء والاستقرار للاقتصاد الإيراني وارتفاع قيمة العملة الإيرانية، في الوقت الذي لم تستجب فيه “طهران” لمطالب “ترامب”؛ يشير إلى أن “العقوبات الأميركية” لم تحقق النتائج المرجوة، مما يضع “ترامب” أمام خيارين، وعليه أن يأخذ بأحدهما..

فإما أن يكون منع “إيران” من الحصول على عوائد صادراتها، وفي مقدمتها “صادرات النفط”، يحظى بأولوية قصوى لديه؛ ولن يحيد عن هذا النهج إلا بإستجابة “طهران” لمطالبه والإستسلام له.

أو أن العقوبات لا تحظى بأهمية قصوى؛ وإنما لتحقيق غايات أخرى كالضغط على “طهران” لمنعها من عرقلة “صفقة القرن” أو لإرضاء بعض دول المنطقة من أجل الحصول على المزيد من الصفقات والدولارات منها.

ولو كان خيار “ترامب” هو الخيار الأول؛ فإنه سيلجأ إلى التصعيد ضد “طهران” لمنعها من تصدير “النفط”، وإذا لم ينجح في ذلك عبر وسائل الضغط السياسية والدبلوماسية والإعلامية، فليس من المستبعد بتاتًا أن يلجأ إلى الخيار العسكري، وذلك من خلال استهداف البوارج العسكرية الأميركية لأية سفينة إيرانية أو أجنبية تحاول نقل “النفط الإيراني” إلى أية دولة.

“بن سلمان” يشعل الحروب !

يزعم الكاتب والمفكر، “ميشيل حنا”، أن ولي العهد السعودي، قد ناور كثيرًا بخطواته التقدمية والأكثر حضارية في ظاهرها، للتمهيد، لا للانتقال بالمملكة إلى عصر آخر أكثر مدنية ورُقيًا، بل للتمهيد للانتقال بالمملكة إلى مرحلة الحرب مع “إيران”، رغم كونه يقود حربًا مباشرة ضد “اليمن”، ويخوض حروبًا أخرى بالوكالة في مواقع أخرى من دول الشرق الأوسط.

مُضيفًا أن خطواته التقدمية كانت تجميلية لتلميع صورته وشخصيته، ولنفي كونها شخصية المقاتل الراغب في إثارة الحروب، وبالتالي تقديم نفسه للمجتمع العربي والدولي، بكونه القائد الراغب في الإرتقاء بالمملكة نحو الحضارة والحداثة والمدنية التي طالما تطلع السعوديون إليها.

تمويل حملة عسكرية ضد إيران..

يشير “حنا” إلى أن مكافحة الفساد الذي تشرف عليها لجنة شُكلت على عجل برئاسة ولي العهد السعودي، لم تسع حقًا لمكافحة الفساد، بل لمطالبة أمراء وكبار أثرياء المملكة، بالتبرع بنصف أموالهم وممتلكاتهم لتمويل الحملة العسكرية ضد “إيران”، والتي يعدها الأمير “بن سلمان”، بمؤازرة خارجية.

فـ”السعودية” التي تخوض حربًا في “اليمن” استنزفت الكثير من ثرواتها، وباتت تعاني من عجز مالي بالمليارات، مما أثر على ميزانيتها السنوية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب