خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
زيارة البابا “فرنسيس”، زعيم الطائفة الكاثوليكية، إلى “العراق”، وإن كانت جذابة بالنسبة لوسائل الإعلام الإخبارية حول العالم، إلا في الواقع ما أضفى المزيد من الأهمية على هذا الخبر، بحيث احتل صدارة الأخبار في الكثير من الوسائل الإعلامية، هو خبر لقاء “البابا”؛ مع آية الله “علي السيستاني”، المرجع رفيع المستوى في العالم الشيعي، بمنزله (حفظه الله)، في مدينة “النجف الأشرف”.
وتوقعت المحافل الدينية والمجامع السياسية العالمية، طرح عدد من القضايا المحددة ذات الأهمية، خلال اللقاء، لأن طرفي اللقاء؛ هما آية الله “السيستاني”، باعتباره أحد المراجع رفيعة المستوى في العالم الشيعي؛ والمعروف بالدفاع عن الإسلام، والبابا “فرنسيس”، باعتباره زعيم الكاثوليك في العالم. بحسب “حسين شريعتمداري”، في صحيفة (كيهان) الإيرانية الأصولية المتشددة.
رسائل “السيستاني” لـ”البابا”..
ربما كان بيت آية الله “السيستاني”، الصغير والمتواضع، أول رسائل هذا اللقاء بالنسبة لـ”البابا”. وهو باعتباره أحد المراجع الشيعة العظام ويتمتع بمكانة وشعبية كبيرة في “العراق”، يفضل الإقامة ببيت صغير ومتواضع بينما يتحدث الجميع عن قصور “صدام” الخرافية.
بينما دخل زعيم الكاثوليك بالعالم، “العراق”، في حراسة كاملة، وتوجه للقاء آية الله “السيستاني”، كانت العناصر الإرهابية، أميركية الصنع، المدعومة من التحالف الغربي، “العبري-العربي”، تسفك دماء الشعب العراقي المظلوم، لكن فتوى جهاد آية الله “السيستاني”، دفعت شباب “العراق” النقي، (تحت قيادة الحاج، قاسم سليماني، وأبومهدي المهندس، ورفاقهما)، لإقتلاع جذور تنظيم (داعش) الإرهابي التكفيري، وإنقاذ تراب “العراق” المقدس وعموم العراقيين، (من شيعة وسُنة ومسيحين وغيرهم)، من المخالب الدامية لتلكم الجرثومة الفاسدة.
فيما حظي البابا “فرنسيس”، باعتباره ضيف آية الله “السيستاني”، باحترام وتقدير الشعب العراقي، لم تراع “الولايات المتحدة” حُرمة الحاج “قاسم سليماني”، باعتباره ضيف مخلص للشعب العراقي، ولم تتورع عن إراقة دمائه الطاهرة، ورفيقه، “أبومهدي المهندس”، النواة الأساسية في مكافحة الإرهاب التكفيري.
مسيحيو العراق يدينون لـ”سليماني” و”المهندس” بأمانهم !
لا يدين العراقيون المسلمون وحدهم بأمانهم للمرجعية العظمى، آية الله “علي السيستاني”، والقادة: “قاسم سليماني” و”أبومهدي المهندس”، بل إن رفاهية المسيحيين بـ”العراق” وبقاء الكنائس؛ إنما هو أيضًا نتاج نقاءهم وتضحياتهم.
ووفق بيان مكتب آية الله “السيستاني”، عن الزيارة: “فقد شدد على اهتمامه بضرورة أن يعيش المواطنون المسيحيون، كما جميع العراقيين، في أمان وسلام وفق دستورهم، وأشار إلى دور المرجعية الدينية في المحافظة عليهم وغيرهم ممن تعرضوا، خلال السنوات الماضية، للظلم، لاسيما في الفترة التي سيطر فيها الإرهابيون على مناطق واسعة في العراق وقاموا بنتفيذ عمليات إجرامية”.
رسالة “الخميني” التاريخية..
في الختام؛ فإن هذه الزيارة تُعيد إلى الأذهان؛ لقاء آية الله “الخميني”، مع الأسقف “هانيبال بوغينيني”، مندوب البابا “جان بول الثاني”، مما تجدر الإشارة إليه.
ففي اللقاء، وجه آية الله “الخميني”، رسالة للبابا “جان بول الثاني”، والتي لم يرد عليها للأسف. وفيها سأل، آية الله “الخميني”؛ لو كان السيد “المسيح”، عليه السلام، بيننا ورأى العداء والجرائم الأميركية ضد الشعب الإيراني، فهل كان ليأخذ صف “إيران” أم “الولايات المتحدة” ؟.. الأصل، (وأنا هنا أتحدث باسم المذهب المسيحي، ووفق مقام المسيح)، أن مكانة المسيح الكبرى تقتضي أن يعترض على الظلم، وأن يمنع الظالم عن التمادي في ظلمه. وأنت تمثل دين المسيح؛ ويجب على هذه الأمم أن تتبع المسيح. إلا أن تكون هذه الأمم تعتقد أن السيد المسيح يقبل، (معاذا الله)، بالظلم ؟!.. ويعارض المظلوم ؟!.. وأنا لا أتصور أن يكون هناك مسيحي يقول مثل ذلك”.
بلغت الجرائم الأميركية، ضد الشعب العراقي الشريف، حدًا من الاتساع والتكرار يصعب حصره. والمتوقع من، البابا “فرنسيس”، بعد لقاء آية الله “السيستاني”، والإحاطة بتخوفاته الأساسية، بخصوص مكافحة الظلم والفساد وإنقاذ البشرية من القوى الاستكبارية القاتلة، الإجابة على سؤال “الخميني الكبير”، والذي هو بالتأكيد سؤال آية الله “السيستاني” أيضًا حفظه الله.
فلو كان “المسيح” موجودًا بيننا، هل كان ليسكت على جرائم “الولايات المتحدة” وبعض الدول الغربية، ويتخذ بسكوته جانب “الولايات المتحدة” والقوى الاستكبارية ؟.. أم ينهض للدفاع عن الأمم المظلومة ؟.. وأي جانب يختار، البابا “فرنسيس”، باعتباره زعيم الكاثوليك في العالم ؟.. جانب السيد “المسيح” عليه السلام أم…… ؟!