21 سبتمبر، 2024 8:52 ص
Search
Close this search box.

سؤال تروج له الدعاية الأميركية .. هل خرجت “إسرائيل” عن طاعة “البيت الأبيض” ؟

سؤال تروج له الدعاية الأميركية .. هل خرجت “إسرائيل” عن طاعة “البيت الأبيض” ؟

وكالات- كتابات:

أدَّت الخطط الإسرائيلية المتداولة عن اجتياح “رفح”؛ في جنوبي “غزة”، إلى تصاعد الخلاف بين “بايدن” و”نتانياهو”، في ظل إحباط متزايد بالفعل لدى الإدارة الأميركية من إخفاق مسّاعيها لكبح جُماح الحملة العسكرية الإسرائيلية في “غزة”، وسط تساؤلات حول لماذا لا تلجأ إدارة “بايدن” للضغط على “إسرائيل” عبر إجراءات مؤثرة مثل العقوبات.

وقد ازداد في الأيام الأخيرة وضوح تداعي الثقة وتزايد الخلاف بين “بايدن” و”نتانياهو”؛ (بسحب ما تروج له الآلة الدعائية الأميركية والغربية المضللة)، على الرُغم من أنهما تحدثا في (18) مكالمة هاتفية على الأقل منذ هجوم 07 تشرين أول/أكتوبر 2023.

ويبدو أن الرئيس الأميركي يُحاول الآن أن يدفع “إسرائيل” إلى تخفيف حدة عمليتها العسكرية المزمعة في “رفح”، التي يُقيم الآن ما يزيد على مليون فلسطيني، معظمهم نازحون من بيوتهم، حسّبما ورد في تقرير لصحيفة (وول سترت جورنال-The Wall Street Journal) الأميركية.

مع ذلك؛ كرر “نتانياهو”؛ يوم الأربعاء 14 شباط/فبراير 2024، تعهّده بالمضيّ قدمًا في العملية العسكرية الهادفة إلى اجتياح “رفح”، وقال إن “إسرائيل” ستُشّن عملية عسكرية: “قوية” في المدينة بُعيد السماح للفلسطينيين بالخروج منها إلى مناطق أخرى.

أميركا” تؤيد اجتياح “رفح” شريطة إعداد خطة موثوقة..

في غضون ذلك؛ قال مسؤولون أميركيون إن إدارة “بايدن” صّرحت بأنها لن تؤيد اجتياحًا واسع النطاق لـ”رفح” دون خطة محددة، وأنها تميل بدلاً من ذلك إلى عمليات عسكرية إسرائيلية على أهداف محددة.

وقال مسؤولون أميركيون إن إدارة “بايدن” طلبت من الجيش الإسرائيلي إعداد: “خطة ذات مصداقية”؛ من الناحية العسكرية والإنسانية، إذا قرر تجاهل نصيحة “واشنطن”، وغزا المدينة.

هذا الخلاف المتزايد بين الحكومتين بشأن الغزو الإسرائيلي لـ”رفح”؛ يُبرز مقدار الانحسّار في نفوذ إدارة “بايدن” على “نتانياهو”، إذ يُصّر رئيس الوزراء الإسرائيلي على المضي قدمًا في تنفيذ خططه في “غزة”، وذلك على الرُغم من تزايد الضغوط داخل الحكومة الأميركية لكبح جماح “إسرائيل”.

“نتانياهو” يُطيح بجهود “بايدن”..

ويتصاعد الحديث عن العملية الإسرائيلية في “رفح” في وقتٍ تواصل فيه “الولايات المتحدة”، مع “قطر ومصر وإسرائيل”، العمل على خطط أولية لهدنة ممتدة تُتيح الفرصة للإفراج عن بعض الأسرى الإسرائيليين لدى (حماس)، وزيادة المساعدات الإنسانية لأهالي “غزة”.

ومع ذلك؛ يبدو أن هذه المسّاعي انهارت؛ يوم الأربعاء 14 شباط/فبراير 2024، عندما أعلنت “إسرائيل” أنها لن تعود إلى “القاهرة” لإجراء مزيد من المفاوضات.

وأكد “بايدن”؛ مرة أخرى، خلال لقائه العاهل الأردني؛ الملك “عبدالله الثاني”، يوم الثلاثاء 13 شباط/فبراير، أن “الولايات المتحدة” ترغب في التوصل إلى صفقة تؤدي للإفراج عن مزيد من الأسرى، وإيقاف القتال ستة أسابيع على الأقل، والتمهيد لحلِّ طويل الأمد.

وقال “بايدن”: “المكونات الرئيسة للاتفاق مطروحة على الطاولة”، و”لا تزال هناك فجوات (بين مطالب الجانبين)، لكنني حثثّت القادة الإسرائيليين على مواصلة العمل للتوصل إلى صفقة”.

مع ذلك؛ أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ يوم الأربعاء 14 شباط/فبراير، أن الحكومة لن تُرسل وفدًا إلى “القاهرة” لمواصلة المفاوضات.

وقد قال مسؤولون أميركيون لصحيفتي (واشنطن بوست) و(وول ستريت جورنال) الأميركيتين إن “وزارة الخارجية” الأميركية بدأت تحقيقًا في عدة غارات جوية إسرائيلية في “غزة” أدت إلى مقتل عشرات المدنيين، واحتمال استخدام “إسرائيل” لـ (الفسفور الأبيض) في “لبنان”، والغاية من ذلك التحقق مما إذا كان الجيش الإسرائيلي أساء استخدام القنابل والصواريخ الأميركية في قتل مدنييّن.

“بايدن” رفض استخدام أقوى أسلحته ضد “نتانياهو” !

وسّعى المسؤولون الأميركيون؛ في الأسابيع الماضية، إلى استكشاف طرق مختلفة للضغط على “نتانياهو”، إلا أن “بايدن” لم يُظهر أي استعداد لاستخدام أقوى أداة في ترسانته، وهي تعطيل مبيعات الأسلحة المرسّلة إلى “إسرائيل”. وقال مسؤولون أميركيون إن “بايدن” رفض أي حديث عن إبطاء إمدادات الأسلحة لـ”إسرائيل”، ولجأ بدلاً من ذلك إلى التصريحات والضغط الخطابي للإعراب عن عدم رضاه عن سلوك الحكومة الإسرائيلية.

وحثَّ مسؤولون أميركيون؛ “البيت الأبيض”، على اتخاذ نهج علني أكثر انتقادًا للحرب الإسرائيلية في “غزة”، وأعرب “بايدن” في الأيام الأخيرة عن قلقه المتزايد بشأن طريقة إدارة “نتانياهو” للحملة، وقال أكثر من مرة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية: “قد تجاوزت الحدَّ”.

وقال “بريان كاتوليس”؛ وهو زميل بارز في مركز أبحاث (معهد الشرق الأوسط) الأميركي، إن التصريحات العامة لإدارة “بايدن”؛ حتى الآن، ليس لها تأثير يُذكر في دفع “نتانياهو” إلى إعداد استراتيجية خروج من “غزة”، ولا الموافقة على الهدف المعلن لإدارة “بايدن” بالمضي في محادثات لإقامة “دولة فلسطينية” إلى جانب “إسرائيل”.

وقال “كاتوليس”: “لقد اتسّعت فجوة الخلافات بين إدارة بايدن وحكومة نتانياهو؛ بشأن مجموعة من القضايا المهمة؛ خلال الأسابيع الأخيرة من الحرب الجارية بين إسرائيل و(حماس)”.

وازدادت الخلافات مع تحضير “إسرائيل” لعملية اجتياح “غزة”.

بايدن” يصف قصف “غزة” بالعشوائي..

كانت التوترات بين “بايدن” و”نتانياهو” تتصاعد منذ أشهر. وأثار “بايدن” غضب “نتانياهو” وحكومته؛ في منتصف كانون أول/ديسمبر 2023، عندما قال للحاضرين في حملة لجمع التبرعات إن “إسرائيل” بدأت تفقد الدعم في جميع أنحاء العالم بسبب: “قصفها العشوائي” لغزة.

وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن التوتر بين الرئيس الأميركي و”نتانياهو”؛ وصل إلى أوجِ حدَّتِه هذا الشهر حين أنهى “بايدن” فجأة مكالمته الهاتفية مع “نتانياهو”، في 28 كانون أول/ديسمبر، بعد حديثٍ متوتر بين الجانبين عن تزايد عدد الضحايا المدنيّين الفلسطينيين، ورؤية “واشنطن” بأن “إسرائيل” ينبغي أن تنتقل إلى مرحلة أخرى من الحرب، تُركز فيها على عمليات الاستهداف المحددة.

وزعم المسؤولون أن “بايدن” اشتد غضبه لدرجة أنه أوشك على الصراخ خلال المكالمة، فقال إن النقاش: “انتهى” وأغلق الخط.

“بايدن” يخشى أصوات المسلمين بالانتخابات..

وتتزايد المخاوف لدى بعض كبار المساعدين في إدارة “بايدن” من أن دعمه لحرب “إسرائيل” على “غزة”؛ فيه مجازفة بالإضرار بفرص إعادة انتخابه، لا سيما في ظل تراجع تأييده بين الناخبين الشباب.

وأرسل “بايدن”؛ الأسبوع الماضي، مجموعة من مستشاري السياسة الخارجية بإدارته إلى ولاية “ميشيغان”؛ سعيًا إلى تهدئة الغضب المتزايد بشأن ارتفاع عدد الضحايا في “غزة”، ومحاولة التقليل من أثر ذلك على الانتخابات التمهيدية الرئاسية في “ميشيغان”؛ في 27 شباط/فبراير. ومع ذلك، ما لبث أن تبيَّن أن إدارة “بايدن” تحتاج إلى زيادة مسّاعيها بعد أن ظهر أن هذه المحاولات لتهدئة السّخط بين الناخبين المسلمين وذوي الأصول العربية غير كافية لإقناعهم.

من جهة أخرى؛ فإن “نتانياهو” لديه اعتبارات مهمة تجعله يتوخى استمرار الحرب لإطالة مسّيرته السياسية، فقد تراجعت شعبيته في “إسرائيل”، وتتهمه بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية ذات الميول اليسارية بأنه مسؤول عن التقصّير الذي أفضى إلى نجاح هجوم 07 تشرين أول/أكتوبر 2023، على القواعد العسكرية والمسّتوطنات الإسرائيلية المحيطة بـ”قطاع غزة”.

كما أنه يُريد الحفاظ على دعم حلفائه المتطرفين في الحكومة.

عقوبات مخففة فكر فيها المسؤولون الأميركيون..

فكَّر مسؤولو الإدارة الأميركية؛ الشهر الماضي، في تفعيل إجراءات توضح بها الإدارة للحكومة الإسرائيلية أنها مسّتاءة من قراراتها وعدم استجابتها للمطالب الأميركية بشأن تخفيف حدة الحرب على “غزة”.

وقال مسؤولون أميركيون إن حزمة الإجراءات التي جرى الحديث عنها كانت ستتضمن التراجع عن سياستين من سياسات عهد “ترامب”، بحيث تسمح إدارة “بايدن” بوضع علامة تعريف على المنتجات المصنوعة في المسّتوطنات اليهودية في “الضفة الغربية” الفلسطينية المحتلة بدلاً من: “صنعت في إسرائيل”؛ والرجوع كذلك عن قرار “ترامب” الذي تخلى فيه عن إدانة مسّتوطنات “الضفة الغربية” باعتبارها مخالفة للقانون الدولي.

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أنهم بحثوا أيضًا فرض عقوبات على وزيرين بارزين في حكومة “نتانياهو” اليمينية المتطرفة، هما وزير المالية؛ “بتسلئيل سموتريتش”، ووزير الأمن القومي؛ “إيتمار بن غفير”.

وقال المسؤولون الأميركيون إن حزمة الإجراءات هذه مجتمعة كان من الممكن أن تبعث برسالة استياء قوية إلى “إسرائيل”، إلا أن إدارة “بايدن” اكتفت في النهاية بفرض عقوبات على أربعة مسّتوطنين إسرائيليين مغمورين.

“الخارجية الأميركية” تعترف بالمبالغة في تصوير نفوذ “واشنطن” على “تل أبيب”..

وقال “كاتوليس”؛ الزميل البارز في (معهد الشرق الأوسط) الأميركي: “لا نعرف مقدار النفوذ الذي قد تسمح إدارة بايدن باستخدامه لرأب الفجوة بين تصور إسرائيل والولايات المتحدة عن نهاية الحرب في غزة، ورؤية حل الدولتين التي أعادت الإدارة الأميركية إحياءها”؛ لأن: “تسّريب رسائل السّخط والاستنكار يختلف عن إجراء تحول ملموس في السياسات الأميركية؛ ربما يدفع إلى نقاشات مختلفة وحسابات أخرى للقرارات داخل إسرائيل”.

في المقابل؛ أدلى المتحدث باسم “وزارة الخارجية” الأميركية؛ “ماثيو ميلر”، يوم الثلاثاء 13 شباط/فبراير، بتصريحات دافع فيها عن استراتيجية إدارة “بايدن”، وزعم أن استراتيجية “بايدن” و(وزير الخارجية الأميركية أنتوني) “بلينكن”؛ أثَّرت في إدارة “إسرائيل” لعملياتها، حتى لو لم يكن هذا التأثير دائمًا بالقدر الذي أرادته “الولايات المتحدة”.

وقال “ميلر” إن بعض الناس ربما تكون لديهم توقعات غير واقعية عن مدى تأثير “الولايات المتحدة” على “إسرائيل”.

وقال “ميلر” كذلك: “أحسب أن الناس يتصرفون في بعض الأحيان كأن الولايات المتحدة الأميركية لديها عصا سحرية يُمكنها بمجرد التلويح بها أن تجعل أي أمر في العالم يسّير على النحو الذي تريده بالضبط، لكن الأمر لم يكن كذلك في أي وقت”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة