سؤال تبحثه وكالة “فارس” .. لماذا ضحك العالم على “ونالد ترامب” ؟

سؤال تبحثه وكالة “فارس” .. لماذا ضحك العالم على “ونالد ترامب” ؟

خاص : ترجمة – محمد بناية :

إنطلقت أصوات ضحكات عالية بالتوازي مع بدء “دونالد ترامب”، رئيس الولايات المتحدة الأميركية خطابه أمام “الجمعية العامة للأمم المتحدة”. وقال “ترامب”: “عملت حكومتي، في أقل من عامين، أكثر مما عملت جميع الحكومات الأخرى تقريبًا في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية”.

ومكث برهة وأضاف: “أميركا صح… (لكن صوت ضحك الحضور جعل “ترامب” يقطع خطابه). لم يكن “ترامب” يمزح ولم يكن الضحك من هذا القبيل، وإنما كان الحضور يضحكون عليه.. قال “ترامب”: “لم أكن أتوقع هكذا رد فعل، ولكن لا مشكلة”. بحسب ما نشرته زكالة أنباء (فارس) نقلاً عن yon.ir/kJvEV.

لتزداد الضحكات العالية. كان “ترامب” مضحكًا بشكل فظ، من منظور مندوبي 192 دولة عضو “الجمعية العامة للأمم المتحدة”. وأخبرني اثنان من مندوبي دولتين مختلفتين في آسيا: “أن شيئًا لم يضحكهم أكثر من بجاحة ترامب”. وأردف أحدهم: “ضئيل؛ ينتمي لثقافة الولايات المتحدة التي تضخم كل شيء بشكل أكبر من اللازم. كل شيء في أميركا أكبر، البنايات، الوجبات السريعة، فنجانين القهوة”.

وحين سألت المندوب الآخر عن سبب ضحك الحضور؛ أجاب: “سرى إحساس معدٍ في القاعة، يشبه حين تكون في منتدى، كمدي، حيث يثور الضحك في النفوس قبيل إطلاق الدعابات، وهذا ما حدث أثناء خطاب ترامب”.

ظهور نظام عالمي منقسم..

كان لابد أن تستمر الضحكات، طوال فترة خطاب “ترامب”، ولكن هذا لم يحدث. بعض الحضور رأى في خطاب “ترامب” خطرًا شديدًا، إذ إرتكز الخطاب على فكرة الحرب بالأسلحة الأميركية ضد “إيران” و”فنزويلا”.

وعلق مندوب إحدى الدول الآسيوية، قائلاً: “كل هذه العبارات لا تبدو منطقية من منظور القومية الاقتصادية وحق السيادة الوطنية”. وأضاف: “إذا كانت الولايات المتحدة في الحقيقة بصدد الإنكفاء على الذات، فلا يجب أن تهدد الدول بالحرب النظامية والاقتصادية. لأن التهديد ينشر الفوضى وعدم الثقة ويسوق النظام العالمي المنقسم بإتجاه فضاءات مجهولة. لم تعد الولايات المتحدة الأقوى في العام، بل إنها من أكثر الدول وفيات في صفوف العسكريين. والحديث عن التعددية في مجلس الأمن لا ينبع عن مشاعر مثالية، وإنما عن تصور بأن ثمة قوى أخرى سجلت موقعها في النظام العالمي”.

العقوبات والقنابل..

قبل أيام على اجتماعات “الجمعية العام للأمم المتحدة”؛ التقى “ترامب” نظيره الكلمبي، “إيوان دوكو”، ورئيس العاملين بالبيت الأبيض، “جان كيلي”.

ومن حسن الحظ استطاع “لوهنيا ريورن”، الصحافي الفنزويلي، تسجيل كل التصريحات القذرة التي صدرت عن هذه اللقاء. حيث تحدث “ترامب” عن هجوم طيارة مسيرة على “نيكولاس مادورو”، رئيس “فنزويلا”. وسخر “ترامب” مما فعلته هذه الطائرة في العرض العسكري للقوات المسلحة الفنزويلية.

وكرر “ترامب” نفس التصريحات، بتاريخ 25 أيلول/سبتمبر الجاري، قائلاً: “كل الخيارات، فيما يخص العلاقات مع فنزويلا، مفتوحة”. وعبارة “كل الخيارات”؛ هي بمثابة إشارة للتدخل العسكري.

ولا يختلف الهجوم على العرض العسكري الفنزويلي، بتاريخ 5 آب/أغسطس الماضي، عن الهجوم على العرض العسكري الإيراني، بتاريخ 22 أيلول/سبتمبر الجاري. وفي خطابه بـ”الجمعية العامة” انتقد “ترامب” الحكومة الإيرانية، كما هاجم إلى حد ما الحكومة الفنزويلية. ولم تُرى في خطاب “ترامب” أي بادرة أمل. لقد كان خطابه سيئًا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فأطلق التهديدات هنا وهناك دون مراعاة الأعراف الدبلوماسية.

عزلة أميركا..

مهما يحدث لم يعد بمقدور حكومة “ترامب” العثور على حلفاء بسهولة. وقد ضمن في خطابه دول “الهند وإسرائيل وبولندا والسعودية”. لكن لا ترغب أيً من هذه الدول في المشاركة المباشرة بأي عملية أميركية ضد “فنزويلا” أو “إيران”.

وحرب “ترامب”، (إذا اندلعت)، سوف تحصد أرواح الأميركيين فقط؛ دون أي دعم من الدول أعضاء “مجلس الأمن”.

ولقد أكدت الدول الأورزبية دعمها “الاتفاق النووي” مع “إيران”، على هامش اجتماعات “الأمم المتحدة”. وبذلوا، (بشكل غير موفق)، الجهود الرامية إلى خلق درع قانوني يحمي المؤسسات الأوروبية من “العقوبات الأميركية”؛ حال الاستمرار في التعامل التجاري مع “إيران”.

كذا ترفض “الصين” مشاركة “أميركا” في هذا المسار. فـ”الصين” و”الإمارات العربية المتحدة” هما أكبر شريكان تجاريين لـ”إيران” في حين يحل “الاتحاد الأوروبي” في المرتبة الثالثة. و”إيطاليا” هي الشريك التجاري الأكبر لـ”إيران” بين دول “الاتحاد الأوروبي”. ولن تسمح لا الدول الأوروبية ولا “الصين” لـ”أميركا” بتنفيذ عملية عسكرية ضد “إيران”. كذا لن تسمح أي من دول أميركا اللاتينية لإدارة “ترامب” بتنفيذ حملة عسكرية ضد “فنزويلا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة