26 أبريل، 2024 6:26 ص
Search
Close this search box.

سؤال إيراني يكشف كارثة اجتماعية .. هل توفر الحافلات النسائية الأمان للمرأة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

وصل الفصل بين الرجال والنساء ووضع حدود على الهوية الجنسية؛ إلى حافلات المدينة.

وقد كان الحديث، حتى فترة قريبة، عن حافلات نسائية وأخرى رجالية؛ محال، وكان البعض يطرحون هذا الموضوع على سبيل السخرية، لكن قبل يومين أعلن “محمود ترفع”، المدير التنفيذي في شركة حافلات طهران، بدء تشغيل خطوط خاصة للنساء تشمل عدد 10 حافلات على مسار (7 بي. آر. تي) بمحازاة “شارع وليعصر”؛ باعتباره أحد المسارات الأكثر إزدحامًا لحافلات “طهران”، وقال: “علاوة على ذلك، يتوقع إضافة عدد 10 ميني باص جديد على هذا المسار تُخصص لنقل النساء أو الرجال بالنظر إلى عدد المسافرين داخل المحطات”.

ومما لا شك فيه أن “ترفع” طرح الموضوع من باب التخفيف على النساء، وأضاف: “سوف تؤثر الحافلات الجديدة في راحة النساء، بخلاف مراعاة الفواصل الاجتماعية”. بحسب صحيفة (همدلي) الإيرانية.

التفكيك الجنسي يزيد من إصرار المتحرشين..

لكن “ترفع” كان مجبرًا على الاعتراف بتعرض معظم النساء، اللائي يستخدمن الحافلات العامة على مستوى المدينة، قد تعرضن مرة على الأقل للتحرش الجنسي أو على الأقل شعرن بعدم الأمان، لكن هل يمثل الفصل بين الرجال والنساء في المواصلات العامة الحل المناسب في رفع مستوى الشعور بالأمان بين النساء والحد من التحرش الجنسي في وسائل المواصلات، أو القضاء عليه بشكل كامل ؟

من البديهي أن التحرش الجسدي واللفظي الذي تتعرض له بعض النساء؛ لا ينتهي بفصل أماكن المواجهة بين النساء والرجال فقط، بل إن هذه القيود قد تزيد من عمق المشكلة لأنها تجعل المتحرش أكثر إصرارًا.

والواقع أن التفكيك الجنسي، بغرض توفير الأمان للنساء، هو من قبيل إخفاء الحشرات تحت البساط، بحيث يبدو المنزل نظيفًا، لكن على كل حال سوف تخرج هذه الحشرات يومًا من تحت البساط !

وقد بلغت مرحلة التحرش الجنسي مرحلة تجعل الكثير من النساء، حال استطلاع الرأي بخصوص التفكيك الجنسي بين النساء والرجال في الحافلات العامة؛ يصوتن بالموافقة على مشروع الحافلات النسائية، لكن الحقيقة أن التفكيك الجنسي يزيد من نمو ظاهرة التحرش بشكل غير معلن، وشيوع النظرة الجنسية في المجتمع، وينخفض بالعكس تدريجيًا شعور الأمان بالنسبة للنساء.

ويأتي الحديث عن تخصيص حافلات للنساء؛ بينما تشتمل الحافلات ووسائل المواصلات، كـ”المترو”، على عربات خاصة بالنساء لا يُسمح للرجال بدخولها.

التحرش الجنسي ظاهرة عالمية..

التحرش الجنسي داخل وسائل المواصلات العامة؛ لا يقتصر على “إيران” فقط، وإنما تعاني النساء في معظم دول العالم نفس هذه المشكلة.

وفي أبحاث مؤسسة (رويترز)، قبل سنوات؛ على عدد 15 من العواصم العالمية الأكثر كثافة، احتلت النساء في دول “أميركا اللاتينية” المرتبة الأولى بين العواصم العالمية، من حيث التعرض للتحرش البدني واللفظي في وسائل المواصلات العامة.

كذلك لم تكن وسائل النقل العام في مدن “لندن، وباريس، وطوكيو، وسول”؛ آمنة بالنسبة للنساء.

وبالرغم من أن المشكلة مشتركة، لكن ثمة اختلافات في أساليب المكافحة. فقدت نهضت الكثير من دول العالم للمواجهة عبر الوسائل القانونية والتعليمية، وما تعامل الشرطة البريطانية مع هذه الظاهرة إلا مثالًا واضحًا على التعامل القانوني والتعليمي.

وقبل سنوات من تقرير (رويترز)، بخصوص تعرض 15% من سكان مدينة “لندن” للتحرش في وسائل النقل العام، لم تُشرع شرطة “لندن” في الوصل بين الرجال والنساء، ولكن نشرت فيديوهات تطلب إلى السكان والنساء؛ الإبلاغ فورًا حال التعرض للتحرش الجنسي داخل وسائل النقل العام، حتى يتسنى لأجهزة الأمن التعامل مع الظاهرة.

بالثقافة والتعليم لا بالفصل..

في حين يعمد المسؤولون في بلادنا عادًة؛ إلى الفصل الجنسي في التعامل مع مشكلة التحرش اللفظي والجسدي بالنساء.. لكن وضع الحدود والفواصل بين الرجال والنساء لم ينجح مطلقًا في القضاء على ظاهرة التحرش الجنسي أو تقليلها على الأقل، بل على العكس يضع فقط غطاء على الظاهرة التي تستمر في التنفس بالخفاء، إلى أن يأتي يوم يسقط الغطاء وتحدث على المستوى الاجتماعي بشكل أكثر علانية.. لذا من الأفضل أن ينصب اهتمام المسؤولين على التعليم والتثقيف بدلًا من الفصل، بحيث يتعلم الرجال والنساء التعايش المحترم ويعيشون جنبًا إلى جنب في أمان.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب