خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
في أحدث تصريحاته؛ اقترح الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، نقل جزء من سكان “قطاع غزة” إلى “مصر والأردن” وبعض الدول الأخرى، بدعوى أن القطاع تعرض للتدمير، في حين أن هذه التصريحات تختلف عن تصريحاته السابقة خلال حفل تنصيبه رئيسًا لـ”الولايات المتحدة”؛ حيث تحدث عن جمال “قطاع غزة” وإمكانية مشاركة “الولايات المتحدة” في إعمارها. بحسّب “صابر ﮔل عنبري”؛ في تحليله المنشور بصحيفة (آرمان آمروز) الإيرانية.
مغازلة اليمين داخل الكيان الصهيوني..
وفي الحقيقة؛ فإن الحديث عن إعمار “غزة” نابع عن النظرة المالية للقضية، بينما فكرة تهجير السكان من هذه المنطقة نابع عن فكرة اليمين المتطرف الإسرائيلي والإنجيليين الأميركيين.
وبعد الضغط لوقف الحرب على “غزة”، يواجه “ترمب” استياء اليمين الإسرائيلي المتطرف وحلفائه في “الولايات المتحدة الأميركية”. الآن ومع الحديث عن إلغاء قيود بيع قنابل بقيمة ألف جنيه إسترليني، ومقاطعة بعض المستوطنين المتطرفين بـ”الضفة الغربية”، ومشروع نقل بعض سكان “غزة”، يُريد “ترمب” إبداء التزامه ووفائه لـ”الكيان الإسرائيلي”.
أصل الفكرة الصهيونية بشأن التهجير القسري للفلسطينيين..
وهذا المقترح الأميركي الجديد؛ هو جزء من أفكار اليمين الإسرائيلي المتطرف القديمة والتيار الصهيوني المسيحي بـ”الولايات المتحدة الأميركية”. وكانت هذه التيارات قد طرحت قبل سنوات بل قبل عقود، فكرة تهجير سكان “قطاع غزة” لـ”مصر”، وسكان “الضفة الغربية” إلى “الأردن”، وعرب “إسرائيل” إلى دول أخرى.
والواقع أن اعتماد قانون (إسرائيل كدولة قومية لليهود) عام 2018م، كان تمهيدًا لتنفيذ الفكرة المذكورة سابقًا، وهي أن “إسرائيل” مخصَّصة لليهود فقط وليس للآخرين مكان فيها.
هنا “إسرائيل”؛ التي لا تعرف حدود، لا تشمل من منظور اليمين الإسرائيلي المتطرف هذا النطاق الذي كانت عليه في العام 1948م، وإنما يشمل “الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس” ككل.
بمعنى أن “إسرائيل” أوجدت مسّوغ قانوني لتهجير الفلسطينيين؛ ولو بشكلٍ غير مباشر، ولطالما ترقب المتطرفين الإسرائيليين المدعومين من الإنجيليين الأميركيين تنفيذ هذا المقترح.
لكن الجزء الأخطر حاليًا في هذا الموضوع؛ أن مقترح “ترمب” في تجسيّد هذه الفكرة تحول إلى مشروع أميركي رسمي جاهز للتنفيذ.
وفي حربها المدمرة على “غزة”، سعت “إسرائيل”؛ بأبشع الطرق الممكنة، إلى تنفيذ هذه الإبادة الجماعية من أجل تنفيذ خطة تهجير سكان “قطاع غزة”، ولم يكن الهدف مجرد تدمير حركة (حماس).
فشل خيار “الإبادة الجماعية” لتنفيذ المشروع..
وفي الواقع؛ كانت الحرب أسوأ أداة ممكنة لتنفيذ هذه الفكرة؛ لكنها فشلت وفضّل سكان “قطاع غزة” البقاء في بيوتهم والتعرض لهذه الإبادة الجماعية، بدلًا من ترك وطنهم، حتى أن بعض سكان شمال “قطاع غزة” امتنع عن الانتقال إلى جنوب المنطقة، وأظهر مقاومة تاريخية بالبقاء في منازلهم ومساكنهم.
أما أولئك الذين انتقلوا إلى جنوب القطاع في بداية الحرب، عندما أدركوا خطة “إسرائيل” لإخلاء شمال القطاع، سعوا للعودة إلا أن بعضهم تعرض للقتل في الطريق.
ولا يٌخفى على أحد أن الدول العربية؛ لا سيّما “مصر والأردن”، قد عارض تهجير الفلسطينيين طوال فترة الحرب، والآن يبدو أن “ترمب” يسّعى وكذلك “إسرائيل” للاستفادة من أزمة إعادة إعمار “قطاع غزة” الكبرى، وإجبار سكان القطاع على الانتقال، وهو ما يعني الموت التدريجي بدلًا من الموت الفوري.