خاص : ترجمة – محمد بناية :
كان “العراق” على مدى، الأسبوع الماضي، الأكثر توترًا وأحداثًا. ومازال الغموض يلف عملية العثور على رئيس للوزراء؛ إذ رفض المتظاهرون الخيارات التي اقترحتها الحكومة. من جهة أخرى، أجرى البرلمان تعديلًا على قانون الانتخابات يمنع الأحزاب من الإستحواذ على الأغلبية البرلمانية عبر الاستفادة من الشهرة أو العرق. لكن من غير المعلوم تأثير هذا الموضوع على تهدئة المتظاهرين.
وقد حرص موقع (خبر آنلاين) الإيراني الأصولي؛ على متابعة مسار التطورات العراقية الأخيرة..
إلى أين وصل ملف انتخاب رئيس الوزراء ؟
كان مصدر برئاسة الجمهورية العراقية قد أعلن، تأجيل انتخاب رئيس جديد للوزراء، حتى الأحد 21 كانون أول/ديسمبر الجاري، وأتضح أن عملية اختيار رئيس جديد للوزراء لن تتم بالسرعة المطلوبة.
كذلك أعلن المتظاهرون الرفض التام للأسماء الخمسة المرشحة للمنصب. تأتي هذه الحوادث في ضوء تأكيد المرجعية العراقية على أهمية الانتخابات للخروج من الأزمة الراهنة.
تجديد قوى “داعش”..
إزدادت المخاوف من ظهور تنظيم (داعش) مجددًا. وقد لفتت المواجهات الأخيرة المتكررة بين (داعش) و(الحشد الشعبي) الإنتباه مجددًا. وأعلن قائد العمليات المشتركة، في فيديو مصور؛ استهداف مقاتلات (F-16) مقرات (داعش) في مرتفعات “حمرين”.
كما أصدر (الحشد الشعبي) بيانًا بالهجوم على عناصر على التنظيم وإجبارهم على الفرار. ومؤخرًا حذر قائد القوات الكُردية، من طي التنظيم الإرهابي مرحلة تجديد القوى، وأن الاضطرابات الأخيرة سوف تجعل “العراق” بمثابة النعيم للتنظيم.
من ثم تزداد الشواهد على إعادة تنظيم صفوف (داعش) في “العراق”، بعد مرور عامين على هزيمة التنظيم في “العرق” و”سوريا”.
وبحسب تقرير فضائية (بي. بي. سي) البريطانية؛ فقد أكد “لاهور الطالباني”، قائد جهاز مكافحة الإرهاب في “إقليم كُردستان العراق”، تعاظم مهارات تنظيم (داعش) بل و(القاعدة)، وقال: “يمتلكون تكنيكيات وتقنيات أفضل وأموال أكثر بحيث يستطيعون شراء السيارات، والأسلحة والمواد الغذائية وغيرها. وهم يتمتعون بفهم أفضل للتكنولوجيا وأصبحت عملية تطهيرهم والقضاء عليهم أصعب”.
تدخل نجلة “صدام”..
أجاب المتظاهرون العراقيون في “ميدان التحرير” بالعاصمة، “بغداد”، على تصريحات “رغد صدام” الأخيرة. حيث هتف المتظاهرون ضد تصريحات “رغد” وجرائم والدها ووطأوا صورهما، وحملوا للافتات كتب عليها: “أخرسي يا سليلة السفاح”.
وكانت “رغد”؛ قد قالت في كلمة بثتها مؤخرًا بتسجيل صوتي عبر (تويتر): “نحن لا نجتهد ولا نركب الموجة، نحن جزء مهم من تاريخ العراق، لنا ما لنا، وعلينا ما علينا، ونحن متأكدون من أننا سنبني عراقًا أفضل، وأنظف، وستنتهي محنة العراق عاجلًا بإذن الله، ولتبدأ مرحلة أخرى كما ينبغي لعراقنا العظيم”.
ما هو وضع كتلة الأغلبية ؟
أكد “محمد الحلبوسي”، رئيس البرلمان، في رسالة رسمية إلى رئيس الجمهورية، “برهم صالح”، أن كتلة (البناء) تمثل الأغلبية في البرلمان. وقد وقعت مؤخرًا اختلافات عميقة بين الكتل السياسية العراقية بشأن تحديد كتلة الأغلبية.
كما أن الرئيس العراقي كان قد طلب إلى البرلمان تحديد كتلة الأغلبية بغرض مخاطبتها ترشيح بديل لرئيس الوزراء.
وإزاء كل ما سبق من إجراءات قام بها المسؤولون العراقيون بغرض تهدئة المتظاهرين، ماتزال أوضاع “العراق” مأزومة كما هي. ويعتقد الخبراء إنتهاء المهلة القانونية لاختيار رئيس جديد للوزراء، في ضوء عجز التيارات السياسية؛ وكذلك رئيس الجمهورية في الوصول لإجماع مشترك لانتخاب رئيس وزراء توافقي.
وقد خسر “العراق”، إثر المظاهرات على مدى الشهرين الماضيين؛ أكثر من 18 مليار دولار في البنية التحتية الصناعية والاقتصادية. ويعيش “العراق” أجواء مأزومة بشدة، وفي حال فشل البرلمان والكتل النيابية في الوصول إلى إجماع بشأن رئيس وزراء توافقي، فسوف يواجه “العراق” نفس المصير السوري.