سؤال إيراني .. هل يتأهب “العراق” استعدادًا لمجيء “ترمب” ؟

سؤال إيراني .. هل يتأهب “العراق” استعدادًا لمجيء “ترمب” ؟

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

جاء رئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”، إلى “طهران”، في ظل أوضاع إقليمية شديدة الحساسية، لمناقشة مجموعة من الملفات المتعدَّدة، بداية من العلاقات الثنائية والفصائل المقربة من “الجمهورية الإيرانية”، وحتى الملف السوري، ووسّاطة “بغداد” المحتملة بين “طهران” و”دمشق”. بحسب ما استهل “صابر ﮔل عنبري”؛ تحليله المنشور على قناة (الكاتب) الإيرانية على تطبيق (تلغرام).

قلق عراقي..

ويبدو أن هذه الزيارة تُركز أكثر من أي وقتٍ مضى على قلق “العراق” العميق بشأن مستقبل هذا البلد نتيجة تصاعد التوتر بين “إيران” و”أميركا وإسرائيل” في المنطقة. و”السوداني”؛ يسعى إلى تجنيب “العراق” تبعات هذا التوتر؛ لا سيّما وأن ما يُثير قلقه بشكلٍ أكبر هو عودة الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”.
ولم تُعدّ “بغداد”؛ التي قد تعرضت وبخاصة خلال الأشهر الأخير، إلى ضغوط أميركية وغربية للانفصال عن “إيران”، ترغب في السلوك الأميركي المعوج السابق في ظل التطورات الهائلة التي تشهدها المنطقة.

فشل سياسات “مسك العصا من المنتصف”..

ولطالما كانت الحكومة العراقية تُراعي؛ خلال السنوات الأخيرة، في سياساتها العامة الملاحظات الأميركية أكثر من “إيران”، لكن بالوقت نفسه كانت تتعامل على نحوٍ لا يثَّير غضب وقلق “إيران”.

ولم تتمكن حكومة “السوداني”؛ خلال الأشهر القليلة الماضية، وتحديدًا بعد هجوم الجماعات الموالية لـ”الجمهورية الإيرانية” على “إسرائيل”، والضغوط الرامية إلى وقف هذه الهجمات، وارتفاع وتيرة الهجمات الإسرائيلية المضادة، من إقناع هذه الفصائل بوقف هجماتها.

وحاليًا تضغط “الولايات المتحدة” على “بغداد” لحل هذه الفصائل ونزع سلاحها، بينما تتعرض من جهة أخرى لضغوط إيرانية وتتخوف من التداعيات الأمنية لهكذا خطوة.

ورُغم دمج قوات (الحشد الشعبي)؛ منذ العام 2016م، في القوات العسكرية العراقية بقرار قانوني وميزانية معينة، لكن عمليًا تعمل هذه القوات بشكلٍ مستقل، وبعض الجماعات الموالية لا تتبع قرارات الحكومة والمؤسسة العسكرية، وتستمر تحت مسَّميات مختلفة في مهاجمة المصالح الأميركية بـ”العراق”، وقد دخلت “إسرائيل” كذلك دائرة الاستهداف بعد إعلانها الحرب على “غزة”.

إشكالية الفصائل العراقية..

لذلك فالمحور الرئيس لتلك الزيارة هو تحديد طبيعة عمل هذه الفصائل بما يحوّل دون أي تداعيات أمنية خاصة.

وبغض النظر عن الضغوط الأميركية، لكن يتضح من بين ثنايا تصريحات المسؤولين العراقيين، ميل “بغداد” إلى السياسات الأميركية فيما يخص هذه المسألة. وكأن “السوداني” يُريد؛ قبل بداية رئاسة “ترمب” الولايات المتحدة، وبدء مرحلة جديدة من سياسة ضغوط الحد الأقصى ضد “إيران”، تنظيم أوضاع “العراق” الداخلية، للبقاء بمنأى قدر المستَّطاع عن تداعيات هذه الضغوط التعرض لسياسات مشابهة من جانب إدارة “ترمب”.

في غضون ذلك؛ من غير المُرجّح أن تُصاحب تهديدات “ترمب” إعفاءات “العراق” من “العقوبات الأميركية” ضد “إيران”، كما فعلت إدارة الرئيس الأميركي الحالي؛ “جو بايدن”، وربما تتعرض “بغداد” إلى ضغوط للحد من علاقاتها التجارية مع “إيران”.

إشكالية التطبيع نع “إسرائيل”..

ومن غير المستَّبعد أن يتجه “ترمب”؛ إلى “بغداد”، بعد تطبيع العلاقات “الإسرائيلية-السعودية”، خلال السنوات الأربع المقبلة؛ بحيث تنضم إلى “الاتفاق الإبراهيمي” ولو على مستوى دون بقية الدول الأخرى.

وقد يستفيد من الأدوات الاقتصادية سواءً في فصل “العراق” عن “إيران”، أو دمجه في نظام إقليمي بمشاركة “إسرائيل”؛ لا سيّما وأن “الولايات المتحدة” تسيَّطر عمليًا على شرُيان الاقتصاد العراقي، إذ لا يقتصر التأثير والنفوذ الأميركي في “العراق” على وجود ثلاثة آلاف عسكري فقط؛ كما يتصور البعض.

وخلاصة القول إن الحكومة العراقية لا ترى في نفسها القُدرة؛ (ولو على فرض أنها تُريد)، على المقاومة ضد الضغوط الأميركية، ولذلك تسّعى في إطار محاولات إدارة الأوضاع وتجاوز هذه المرحلة، للإنفاق من حقيبة نفوذ “إيران” في “العراق” والعلاقات معها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة