خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
قرارت “دونالد ترمب” الاستبدادية؛ بشأن مصيّر “غزة” وروشتة الرئيس الأميركي غير الإنسانية المَّعقدة بشأن ترحيل سكان “غزة” عن بلادهم، أجبر الدول العربية على اتخاذ رد فعل عاجل؛ حيث تسّعى القوى العربية الإقليمية إلى عقد اجتماعات طارئة في مواجهة خطة “ترمب”. بحسّب ما استهل تقرير “راضية زرگري”، المنشور بصحيفة (شهروند) الإيرانية.
وفي هذا الصدّد أعلنت قمة شعبية على الفضاء المجازي، بضيافة منظمة (مجلس العرب) غير الحكومية، رفض مشروع الرئيس الأميركي لترحيل الفلسطينيين قسّرًا.
عقد قمة خماسية في “الرياض” للتعامل مع خطة “ترمب”..
بخلاف وكالة أنباء (رويترز) كشفت مصادر مطلعة، عن اتجاه لعقد قمة خماسية في “الرياض” لدراسة كيفية التعامل مع خطة “ترمب” بشأن “غزة”، ومن المَّقرر أن تُعقد هذه القمة بتاريخ 20 شباط/فبراير الجاري.
وفي هذا الصدّد كتبت وكالة أنباء (إيسنا): “تضطلع القيادة السعودية بإجراء جهود عربية فورية للوصول إلى خطة حول مستقبل غزة في مواجهة خطة الرئيس الأميركي لترحيل الغزاويين قسّريًا. ومن المَّقرر أن تُناقش هذه القمة الأفكار المبدأية بمشاركة “السعودية، ومصر، والأردن، وقطر، والإمارات”.
وأعلنت مصادر مطلعة إمكانية الاتفاق على إنشاء “صندوق إعادة إعمار قطاع غزة”؛ بقيادة دول الخليج العربية، وتنحية حركة (حماس).
“رويترز”: المملكة تخاف من خطة “ترمب” بشأن غزة !
تتخوف “المملكة العربية السعودية” وحلفائها بالمنطقة من خطة الرئيس الأميركي لتطهير “غزة” من الفلسطينيين، وتسّكين أغلبهم في دول كـ”الأردن ومصر”، اللتان أعلنتا بدورهما رفض الخطة.
وتعتقد أغلب دول المنطقة أن هذه الخطة تُهدّد الاستقرار في المنطقة. وكشفت مصادر إعلامية عن ارتفاع وتيرة القلق السعودي من هذه الخطة التي تشمل معارضة طلب المملكة تشّكيل “دولة فلسطينية” كشرط لتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”.
مقترح مصري بتشكيل لجنة فلسطينية للحكم في “قطاع غزة”..
قُدمت “مصر”، وفق مصادر عربية، أربع مقترحات بشأن مستقبل “غزة”، لكن يبدو حتى الآن أن المقترح المصري هو أساس جهود الدول العربية لإيجاد بديلٍ عن خطة “ترمب”. وكانت مصادر أمنية مصرية قد أعلنت، أن المقترح يتضمن تشكيل لجنة فلسطينية للحكم في “قطاع غزة” دون مشاركة (حماس)، والتعاون الدولي في إعادة إعمار “غزة” دون تهجيّر الفلسطينيين، والعمل على تفعيل “حل الدولتين”.
وكشفت المصادر عن اجتماع مندوبين من “السعودية ومصر والأردن والإمارات وقطر وفلسطين”، لمناقشة هذا المقترح قبل طرحه على القمة الخماسية العربية في “الرياض”.
هل تملك الدول العربية ورقة ضغط ضد “الولايات المتحدة” ؟
كتبت صحيفة (دويتش فيليه) الألمانية: “علينا أن نرى في البداية ماذا سيفعلون ؟ ذلك أن دولة الأردن واحدة من أقرب حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة، وتتخوف بالفعل من نقل مليوني فلسطيني إلى مصر، إذ ستكون المرحلة التالية نقل ثلاثة ملايين من سكان الضفة الغربية إلى الأردن”.
وكانت “مصر” قد أعلنت أن نقل الفلسطنيين إلى “سيناء” من شأنه إنهاء اتفاقية السلام طويلة الأمد بين “القاهرة” و”تل أبيب”.
كذلك يبدو أن مشروع تطبيع العلاقات “السعودية-الإسرائيلية”، لم يُعدّ مطروحًا على أجندة “الولايات المتحدة”… وقد أكد السعوديون، الأشهر الأخيرة، عدم الموافقة على التطبيع إلا إذا تم فتح مسّار واضح نحو تشكيل “دولة فلسطينية”.
مع هذا كتبت وكالة الأنباء الألمانية: “رُغم معارضة الدول العربية خطة (ترمب)، لكنها ليست على استعداد للدخول في صراع مع الولايات المتحدة”.
معارضة مع تجنب الصراع المباشر !
للتعليق قال “أحمد عبوده”؛ خبير العلاقات الأجنبية بمركز (تشاتم هاوس): “لا تُريد أيًا من الدول العربية التقدم على مسّار الصراع مع الولايات المتحدة، وعليه ما يسّعى إليه المصريون حاليًا، هو تشكيل جبهة عربية موحدة، والتحدث مع حلفائهم، أولئك الذين لا يزالون في وزارة الخارجية و(البنتاغون) والكونغرس الأميركي، للضغط على الرئيس. هم يريدون الإيحاء بأن هذا الموضوع أكبر من مصر والأردن، فضلًا عن محاولة كسّب الدعم والمسَّاندة الأوروبية”.