19 أبريل، 2024 10:29 م
Search
Close this search box.

سؤال إيراني : هل “مقتدى الصدر” قادر على التصدي للتحديات التي تُشكل مصير العراق حاليًا ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تفسير نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية، باعتبارها تطور جيوسياسي كثيرًا ما يُثير الوساوس والشكوك.. بحسب ما رأى “اسکوبار پیپ”؛ في مقاله الذي نشرته صحيفة (آسيا تايمز)؛ ونقله موقع (الدبلوماسية الإيرانية).

نسب المشاركة وحجم التنوع..

ودعونا نبدأ بمعدلات المشاركة والإقبال الشعبي على صناديق الاقتراع. يستهل الكاتب – إذ بلغت نسبة التصويت: 41% فقط؛ من مجموع: 22 مليون شخص مقيد بكشوف الناخبين، لاختيار: 329 عضو برلماني؛ من أصل: 3222 مرشح؛ و167 حزب.

بعد ذلك نتحدث عن حجم التنوع على رقعة الشطرنج السياسي العراقي. وتعكس النتائج الأولية حصول (التيار الصدري) على عدد: 73 مقعدًا؛ من أصل: 329 مقعدًا برلمانيًا، بينما حصل “التحالف السُني” على: 43 مقعدًا، و”التحالف الشيعي”؛ بقيادة “نوري المالكي”، على: 41 مقعدًا، و”الكتلة الكُردية”؛ بقيادة “مسعود البارزاني”، على عدد: 32 مقعدًا.

وفي الهيكل الانتخابي الحالي لا تسود تكتلات أساسية سوى التحالفات الشيعية والسُنية. ويرتبط الأكراد أيضًا بالأحزاب الأساسية الحاكمة في “إقليم كُردستان”: حيث ترتبط مجموعة “البارزاني” بعلاقات غامضة مع “تركيا”، وأسرة “الطالباني”؛ ليست أكثر شفافية من “البارزانيين”.

هل “التيار الصدري” قادر على التصدي للتحديات ؟

وبعد تأكيد نتائج الانتخابات، وبغض النظر عن احتمالات المصادمات، فإن مسار المباحثات طويل جدًا. وكان الرئيس العراقي، “برهم صالح”، قد أعطى مهلة مدة: 15 يومًا لاختيار الرئيس الجديد للبرلمان، ومهلة شهر آخر لاختيار رئيس الجمهورية، ولكن هذا المسار قد يستغرق أشهر.

والسؤال الشائع في “بغداد” حاليًا؛ هو: أما كان من المتوقع، وفق معظم التوقعات؛ أن يحصل بالنهاية أنصار، “مقتدى الصدر”، على أغلبية المقاعد ؟.. لكن هل يستطيعون الوصول إلى إجماع بشأن اختيار رئيس الوزراء ؟..

لكنهم يفضلون بقوة البقاء في الخلفية، لأن “العراق” سوف يواجه، خلال السنوات المقبلة؛ الكثير من التحديات والعراقيل، (سواءً على الجبهة الأمنية ومكافحة الإرهاب، أو الجبهة الاقتصادية المرعبة من حيث مكافحة الفساد والإدارة غير السليمة).

تحدي “الانسحاب الأميركي”..

كذلك تعتبر مسألة خروج القوات الأميركية تحدي حقيقي. ووفق “إیلیا مغنیر”، المصدر الاستخباراتي الغربي، تمتلك القوى الشيعية المختلفة قدرة السيطرة على كل الأموال الأميركية في “العراق”، بما فيها “المنطقة الخضراء”، بغضون ستة أيام.

ويتمتع “مقتدى الصدر”؛ بشخصية معقدة. وهو بالأساس وطني عراقي ويُعارض من منطلق وطني كل أشكال التدخل الأجنبي، لاسيما الوجود المستمر للقوات الأميركية تحت مسميات مختلفة.

فتوى “السيستاني”..

وعن أهمية فتوى آية الله “السيستاني” الجديدة؛ بخصوص الانتخابات، يشدد “إیلیا”؛ على ضرورة بحث هذه الفتوى بدقة. وكان “السيستاني”؛ قد طلب إلى جموع الناخبين البحث عن المرشح الصادق القادر على خلق تغييرات حقيقية وإقصاء القدماء والفاسدين.

وهو يعتقد في وجود طرق للإصلاح وضرورة الاستفادة من أمل المواطنين في إقصاء غير الأكفاء عن ساحة السلطة العراقية.

وبناءً عليه؛ اتخذ الكثير من العراقيين قرار انتخاب، “مقتدى الصدر”، باعتباره مرشح صادق. يُذكر أن “الصدر”؛ باعتباره أول زعيم “سياسي-ديني” شيعي، كان قد أمر المحتل الأميركي، بالخروج من “العراق”، في بداية العام 2004م، وفي المقابل خصصت وكالة المخابرات الأميركية مكافأة لقتله، لكنه حظى بدعم، آية الله “السيستاني”، وعشرات الملايين من أنصاره.

وكان “الصدر”؛ قد قضى فترة طويلة في مدينة “قم” الإيرانية للدراسة، لكنه مع ذلك يحظى بشعبية كبيرة. ولطالما عارض وجود قوات الاحتلال الأميركي، لكنه يميل للتعاون مع “واشنطن” وتسريع وتيرة خروج هذه القوات من “العراق”.

وحاليًا يُعرف “مقتدى الصدر”، في “واشنطن”؛ باعتباره طرف مفتاحي ورئيس بل ومفاوض. ومن المنظور الجيوسياسي يرتبط مستقبل “العراق”، في منطقة غرب آسيا؛ بمسألة “أوراسيا”.

ومن غير العجيب أن تكون “إيران” و”روسيا”؛ من أوائل الأطراف التي تقدم التهنئة إلى “بغداد”؛ بشكل رسمي على إجراء انتخابات هادئة.

ويعلم “مقتدى الصدر” وأنصاره جيدًا أن “محور المقاومة”: (إيران، والعراق، وسوريا، وحزب الله)؛ يزداد قوة كل لحظة، وهذا الموضوع مرتبط بشكل مباشر بالمشاركة “الإيرانية-الروسية-الصينية” في تقويم دمج “أوراسيا”، لكن في البداية لابد من اختيار الصادقين للوزارة والبرلمان.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب