سؤال إيراني .. هل مجموعة “I2U2” الرباعية الجديدة في غرب آسيا لمواجهة الصين ؟

سؤال إيراني .. هل مجموعة “I2U2” الرباعية الجديدة في غرب آسيا لمواجهة الصين ؟

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

مجموعة (I2U2)؛ التي تضم: “الولايات المتحدة وإسرائيل والهند والإمارات العربية المتحدة”، تبرز كتحالف جديد في “غرب آسيا”. ويمكن ملاحظة بصمة هذه التحالف في “اتفاقيات إبراهيم” المسّتمدة من الاتفاق التاريخي بين “إسرائيل والإمارات العربية المتحدة”، والذي سّعت إليه لاحقًا العديد من الدول العربية الأخرى؛ بحسب التقرير الذي أعده موقع (پاکستان اکسپرس تریبون)، وأعاد موقع مؤسسة الدراسات “الإيرانية-الأورآسيوية” نشره.

أهداف معلنة..

والهدف المعلن من تحالف (I2U2)؛ هو إنشاء منصة دولية مثالية للتنمية الاقتصادية. وتُركز المجموعة في المقام الأول على البنية التحتية والنقل والأمن البحري، والتركيز بشكلٍ أساس على منطقة “غرب آسيا”.

وأما بالنسبة لأسباب تشكيل هذا التحالف، فقد دارت الكثير من النقاشات، من بينها أنه تحالف جديد في مقابل النفوذ الصيني في “غرب آسيا”، وكذلك مواجهة العدوان الروسي على “أوكرانيا”. فضلًا عن إبقاء العالم العربي بعيدًا عن “الصين”.

والمُرجّح أن الرباعي الجديد في “غرب آسيا” سيكون التحالف القادم لـ”الهند” في المنطقة؛ حيث يُساعد “دلهي” من جهة في الإقليمية الجديدة بالغرب، ويجذبها إلى تحالف جديد مع “الولايات المتحدة” من جهة أخرى.

علاوة على ذلك قد يكون هذا التحالف بمثابة بوابة فرص جديدة لـ”الهند” في مجالات البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة الحكومية، وصادرات المنتجات بالأسواق الدولية، وما إلى ذلك.

وتدعي “الهند” المحافظة على سياسة إلغاء الخطوط الفاصلة، كما أنها مؤيد قوي لـ”الاتفاق الإبراهيمي”. من ناحية أخرى، تُعد “الإمارات العربية المتحدة” واحدة من أكبر شركاء “الهند” التجاريين، وتسّعى إلى توسّيع شكل أعمالها، وتنويع اقتصادها، والبحث عن فرص تجارية جديدة في المنطقة.

مصالح إسرائيلية..

وتعمل “إسرائيل والإمارات العربية المتحدة” على مصالح متبادلة متعددة. كما تسّعى “إسرائيل” أيضًا إلى بناء علاقات جيدة مع الدول العربية.

وسلسلة “اتفاقيات إبراهيم”؛ بين “إسرائيل والإمارات العربية المتحدة”، تُحفز الطرفين على تحقيق مصالح متبادلة.

بالوقت نفسه، تأمل “الولايات المتحدة” أن يحل التعاون مع دول (I2U2) في “غرب آسيا”، محل النفوذ الصيني ويؤدي إلى ظهور وتطوير بعد أمني دفاعي بالمنطقة يمكن أن يواجه “الصين”. وعليه فإن “الولايات المتحدة”؛ التي هي أكثر تطورًا بشكل ملحوظ من شركاء (I2U2)؛ والبعيدة عنهم جغرافيًا، لا تهتم كثيرًا بالأهداف الحصرية للمجموعة، وإنما سوف تهتم في النهاية بالتماسك الجيوسياسي بالمنطقة.

وتجمع العلاقات التجارية بين دول (I2U2) في أكثر من مجال. فـ”الهند” أكبر مستورد للسلاح الإسرائيلي، كما ازداد حجم التجارة بين الجانبين إلى نحو: 7.86 مليار دولار في 2022م، مقارنة بمبلغ: 900 مليون دولار في العام 2000م.

وقد بلغت قيمة إجمالي الاستثمارات الإسرائيلية في المشاريع الهندية نحو: 270 مليون دولار حتى العام 2021م.

وبالمثل، تحتل “الإمارات العربية المتحدة” المرتبة التاسعة على قائمة أكبر المستثمرين في “الهند”؛ من حيث الاستثمارات الأجنبية المباشر. وتُقدر استثمارات “الإمارات” في “الهند” بنحو: 17 – 18 مليار دولار، منها: 11.67 مليار دولار في شكل استثمار أجنبي مباشر، والباقي عبارة عن استثمارات محفوظة. وقد ارتفع التبادل التجاري بين “الإمارات” و”إسرائيل”؛ من: 125 مليون دولار في العام 2020م، إلى حوالي: 700 مليون دولار في العام 2022م.

في وجه “الصين”..

على الطرف الآخر؛ استثمر الاقتصاد الصيني المتنامي حوالي: 22 مليار دولار في عدد: 15 من دول “غرب آسيا”؛ حلفاء لـ”الولايات المتحدة”، باستثناء “إيران”.

وتتعاون “الصين” اقتصاديًا مع “المملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات العربية المتحدة”، بالإضافة إلى اتفاقية تعاون مع “إيران” مدة 25 عامًا.

كذلك فإن “الصين” واحدة من الدول القليلة التي تتمتع بعلاقات جيدة سواءً مع “إسرائيل” أو الدول العربية. ورغم الاختلافات الرئيسة بين “إسرائيل” و”الصين” فيما يتعلق بالجغرافيا السياسية، إلا أنهما منخرطان في تعاون اقتصادي ثنائي؛ حيث تبلغ التجارة الثنائية بين “إسرائيل” و”الصين”: 22.8 مليار دولار، وهو ما يعكس إمكانات التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي.

وتنظر “الصين” إلى تحالف (I2U2) باعتباره مجموعة أخرى تقودها “الولايات المتحدة” تهدف إلى مواجهة نفوذها المتزايد في “غرب آسيا”. لكن من غير المحتمل أن تتحول هذه المجموعة إلى كتلة مناهضة لـ”الصين”.

ويُمثل هذا التحالف من منظور “إسرائيل”؛ منصة مفيدة للتعاون مع “الهند والإمارات العربية المتحدة”؛ حيث ستتمكن وبمساعدة دولة “الإمارات العربية المتحدة”، من تحسّين علاقتها في “غرب آسيا” من خلال الاستثمار والتجارة عبر المحافل متعددة الأطراف.

ومن المنظور الإماراتي، فقد تستفيد من هذا التحالف لأنه سيجلب الكثير من الاستثمارات والتقنيات المعاصرة إلى البلاد. بالإضافة إلى أن عضوية “الإمارات” في المجموعة سيُزيد من شعبيتها بين دول الخليج و”غرب آسيا”. كما سيمنح “الإمارات” إمكانية الوسّاطة في مختلف القضايا الجارية مع “إسرائيل”.

كذلك تتمتع “الهند” بعلاقات اقتصادية جيدة مع “الصين”، والتي قد تضعف تشكيل هذه المجموعة.

أخيرًا من غير المرجح أن تتمكن “الولايات المتحدة” من تحويل هذه المجموعة إلى مناهضة “الصين”. وعليه فالحقائق الجيوسياسية تبشر بغياب تحدٍ صريح للنفوذ المتنامي لـ”الصين” في “غرب آسيا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة