10 يناير، 2025 12:08 ص

سؤال إيراني .. هل كانت “قمة جدة” ناجحة ؟

سؤال إيراني .. هل كانت “قمة جدة” ناجحة ؟

خاص: ترجمة – د. محمد بناية :

لم تخلو قمة دول “الجامعة العربية”؛ في “جدة”، بمشاركة “بشار الأسد” للمرة الأولى منذ 12 عامًا؛ وبالتوازي مع ملف تطبيع العلاقات “السعودية-الإيرانية”، من بعض القضايا الهامشية، مثل انسّحاب أمير “قطر” من الجلسة قبل كلمة “الأسد”، ونزع الأخير سماعة الترجمة أثناء خطاب نظيره الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، وأخيرًا تكرار الادعاءات ضد “إيران”؛ بخصوص الأراضي العربية، كذلك فقد أنتقد أحد زعماء (أنصار الله) البيان الختامي للقمة؛ بعد يوم من انتهاء الجلسات؛ بحسّب تقرير “شهاب شهسواري”، المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.

مع هذا يعتقد الخبراء في نجاح القمة. وقال “أحمد دستمالچيان”؛ السفير الإيراني الأسبق في “الأردن ولبنان”، وكذلك “محمد شريعتي دهاقان”؛ السفير الإيراني السابق في “منظمة التعاون الإسلامي”: “رغم تكرار الادعاءات ضد إيران في نص بيان جدة، إلا أن نبرة التصريحات تجاه إيران اتسّمت بالليونة مقارنة بالماضي”.

تكرار الادعاءات ضد “إيران”..

دعا بيان “جدة” الختامي للحيلولة دون التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، وكذلك عدم تشكيل مليشيات مسّلحة خارجة عن سلطة هذه الدول، دون تصريح باسم “الجمهورية الإيرانية”. لكن النص التفصيلي لقرارات جلسة “جامعة الدول العربية”، خصص عنوانين للحديث عن “إيران”؛ حيث نص البند (36) على موضوعين بعنوان الادعاءات الإماراتية؛ بخصوص “جزر طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى” في الخليج، وادعاء التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية الداخلية.

وفي البندين؛ رحبت القيادات العربية المشاركة باتفاقية المصالحة بين “إيران” و”السعودية”، ومسّاعي “عُمان والعراق” لبلورة هذه التفاهمات.

مع هذا؛ وككل الاجتماعات السابقة، تكررت الاتهامات لـ”الجمهورية الإيرانية” بالتدخل في شؤون الدول العربية، ودعم المليشيات المسّلحة، وغيرها من التهديدات الادعائية بخصوص القدرات الدفاعية الإيرانية.

وبينما نشرت بعض الوسائل الإعلامية خبرًا عن: “حذف ادعاءات ملكية الإمارات للجزر الثلاث”، لكن كما سبقت الإشارة فقد تكررت هذه الادعاءات في النص التفصيلي للقرارات، ووصف قادة الدول العربية في البند (13) ادعاءات الجزر الثلاث: بـ”الاحتلال الإيراني”، وطالبوا بالاعتراف بسّيادة “الإمارات” على هذه الجزر.

وللتعليق؛ قال السفير الإيراني السابق في “منظمة التعاون الإسلامي”: “مثل هذه الادعاءات طبيعية وروتينية في بيانات جامعة الدول العربية. وعلى إيران والدول العربي حل القضايا العالقة تدريجيًا حتى لا تتكرر مثل هذه الادعاءات والتصريحات. لكن الأهم أن الدولة المضيف الاجتماعات وأعني السعودية سّعت للحد من التوتر، بل إن مندوب الكويت تطرق في كلمته للاتفاق بين إيران والسعودية وأكد أن المنطقة سوف تلمس نتائج هذا الاتفاق”.

وتوقع أن يكون الاجتماع المقبل في “العراق”، وإمكانية تلطيف المواقف نسبيًا؛ لاسيما مع تقارب “السعودية” والدول العربية مع “إيران” تدريجيًا.

من البنود الروتينية..

بدوره؛ تبنى “أحمد دستمالچيان”؛ نفس القناعة، ووصف نبرة القادة العرب تجاه “إيران” بالأكثر ملائمة مقارنة بالسابق، وقال: “تكرار البنود المعادية للجمهورية الإيرانية؛ بخصوص مليكة الجزر الثلاث، هي من البنود الروتينية في اجتماعات مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية؛ حيث تتكرر في كل الجلسات تقريبًا دون مراعاة الحالة الزمنية والأوضاع السياسية. وقد تكررت هذه الادعاءات في جميع الجلسات التي عُقدت على مدى الـ 15 عامًا الماضية”.

مضيفًا: “وقد اشتمل الاجتماع السابق في الرياض على الكثير من البنود المعادية للجمهورية الإيرانية، وقد حُذفت في البيان الحالي؛ حيث تنحو العلاقات (الإيرانية-العربية) باتجاه التقدم. وتسّعى المملكة العربية السعودية للسّيطرة على الكثير من الموضوعات التي كانت سببًا في اشتعال التوتر، وبخاصة بعد دعوة؛ الأسد، للمشاركة في قمة (جدة) وعزيمة الرياض الكبيرة على عودة سوريا للجامعة العربية، وكلها مؤشرات تعكس مسّاعي السعودية لإصلاح المواقف التي كانت سببًا في النزاع بين إيران والدول العربية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة