7 أبريل، 2024 5:56 ص
Search
Close this search box.

سؤال إيراني : هل تدخل “صفقة القرن” حيز التنفيذ في 2019 ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

“فلسطين”.. هي أحد أقدم الملفات المفتوحة بـ”الشرق الأوسط”، وأكثرها حساسية. وقد أخذ هذا الملف أبعاد أكثر تعقيدًا، في بداية العام 2017، وجلوس “دونالد ترامب” على كرسي الرئاسة الأميركية؛ وطرح مشروع “صفقة القرن”.

وللحديث عن ملف التطورات الفلسطينية، ومدى تأثير “صفقة القرن” على هذا الملف، خلال العام الجديد، أجرى “عبدالرحمن فتح الهي”، على موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من “وزارة الخارجية الإيرانية”، الحوار التالي مع، “جعفر قنادي باشي”، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط..

التعقيد تحول من تعطيل الصفقة إلى تهديد حياة الإسرائيليين !

“الدبلوماسية الإيرانية” : لقد شهد العام الجاري مجموعة من التحركات والإجراءات الرامية إلى تفعيل “صفقة القرن”.. في رأيكم ما هي متطلبات هذا الملف خلال العام الجاري، وما هو تأثيره على العام 2019 ؟

“جعفر قنادي باشي” : سعت كل من “أميركا” و”إسرائيل” إلى دخول، “صفقة القرن”، حيز التنفيذ خلال العام 2018، لكن الوضاع الإقليمية والفلسطينية لم تُمكن “البيت الأبيض” عمليًا من تهيئة الأجواء اللازمة لتنفيذ هذا المخطط. لأن “ترامب” سعى، بتنفيذ هكذا مشروع، إلى المحافظة على أمان “إسرائيل” من مخلب المقاومة.

لكن الأوضاع الراهنة لم تحل فقط دون تنفيذ “صفقة القرن”، وإنما تدفع بإتجاه تهديد حياة الصهاينة.

إن مجموعة المقاومة الشعبية الفلسطينية، التي إنطلقت، في آذار/مارس الماضي، باسم “مسيرات العودة”؛ زادت من الاضطرابات الأمنية على الحدود الإسرائيلية، أضف إلى ذلك إتساع الفجوة في “الضفة الغربية” بين “الفصائل الفلسطينية” وسياسات “دونالد ترامب”. ولذلك صُدر القرار بإغلاق مكتب “منظمة التحرير” في “أميركا”، وقطعت “واشنطن” المساعدات عن “منظمة الأونروا”.

وفي ضوء ما تقدم؛ وبينما نحن على مشارف عام جديد، جاء رد المقاومة الشعبية الفلسطينية على الجرائم الإسرائيلية في شكل مقتل ثلاثة عسكريين إسرائيليين، وهي خطوة غير مسبوقة تقريبًا في السنوات الأخيرة. وعليه فالوضع في الأرض المحتلة و”الضفة الغربية” لا يساعد على تفعيل الصفقة مطلقًا.

كذلك فالوضع معقد في “قطاع غزة”، وبخاصة بعد فشل الكيان الإسرائيلي في الهجوم على “قطاع غزة” والهزيمة في مواجهة “حماس”. من ثم فالموقف الإسرائيلي ضعيف، لاسيما وأن هذه الحرب عملت على توسيع نطاق الغضب الشعبي الفلسطيني.

وعليه؛ فالأوضاع الفلسطينية، بشكل عام، هي السبب في تعطيل ملف “صفقة القرن”، أو على الأقل للأشهر الأولى من العام 2019.

لكن ثمة احتمالية أن تقود “إسرائيل” و”أميركا”، بالتعاون مع بعض الدول العربية في المنطقة، الأوضاع إلى تهيئة الأجواء وتنفيذ “صفقة القرن”.

على المستوى الإقليمي، فالأوضاع “السعودية”، سواءً بالحرب على “اليمن” أو مقتل الصحافي، “جمال خاشقجي”، ساهمت في عدم تهيئة الأجواء اللازمة لتفعيل الصفقة، وبخاصة أن “الرياض” تلعب دورًا مهمًا في تطبيع الدول العربية مع “إسرائيل”. علاوة على ذلك فالوضع الحالي بين الدول العربية يعكس بوضوح إنعدام التنسيق والاستعداد الكامل بين الدول العربية في المنطقة بالشكل الذي يساعد على تنفيذ الصفقة.

لذلك علينا إنتظار ومتابعة تمهيدات هذا الأطراف، في العام 2019، لتفعيل الصفقة. وتجدر الإشارة إلى إن إنتهاء الحرب اليمنية قد يؤثر على توتير الأوضاع وإفشال التمهيدات، لأن إنتهاء الحرب يثير مخاوف الإسرائيليين.

وضع “نتانياهو” مهدد..

“الدبلوماسية الإيرانية” : بهزيمة “تل أبيب” في الحرب على “غزة” واستقالة “ليبرمان”.. كيف ينتهي مصير حكومة “نتانياهو” ومستقبله السياسي كرئيس للوزراء ؟

“جعفر قنادي باشي” : وضع الكيان الصهيوني حاليًا لا يساعد على شيء.. فالفساد المالي والإداري لأسرة “نتانياهو” مثل السيف على رقبته، وربما لا يكون من مفر سوى إقالته وسجنه في أي لحظة.

وبالنظر إلى مسألة الانتخابات المبكرة وإمكانية خسارة “حزب نتانياهو”، يمكننا القول: إن “صفقة القرن” سوف تتوقف؛ بسبب غياب “نتانياهو” عن المشهد.

من ثم سوف تسعى “أميركا ترامب” إلى بلورة نوع من الاستقرار السياسي داخل الأراضي المحتلة، لأن تيارات اليمين الراديكالي، ذا الميول المذهبية، في “إسرائيل” لم تثق أساسًا في مشروع “صفقة القرن”. لذلك يسعون إلى إجبار “فلسطين” على التراجع إلى “غزة” عبر استعراض قوتهم.

كذا؛ سوف تصارع “تل أبيب”، في العام الجديد، مشكلة اقتصادية. وفي هذا الصدد بذل “نتانياهو” جهودًا دبلوماسية كبيرة أثناء زيارته إلى “الهند” والتوقيع على اتفاقية سلاح بقيمة 500 مليون دولار، لكن الأنباء عن احتمالات إلغاء الجانب الهندي للصفقة يحيط مصير الاتفاقية بالغموض.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب