سؤال إيراني .. لماذا تزداد أهمية “الفوط الصحية” النسائية في المناطق المأزومة ؟

سؤال إيراني .. لماذا تزداد أهمية “الفوط الصحية” النسائية في المناطق المأزومة ؟

خاص : ترجمة – محمد بناية :

“كنّ في خيم الإيواء متقوقعات معزيات، فهذه فقدت أطفالها والأخرى زوجها.. إحداهن مهمومة بالبيت والحياة والعائلة، والأخرى حزينة لجفاف لبنها ورضيعها اليتيم الجائع”..

ظاهرة تنتشر وتثير ضجة !

“كانت قد مرت حوالي عشرة أيام على زلزال بم، حين إنطلقنا إلى المدينة كفريق طلابي لمساعدة المنكوبين؛ وإعداد تقرير عن المتضررين من الزلزال. كانت إحدى الفتيات الصغيرات منكفئة على نفسها داخل إحدى الخيمات، وبدا أنها في السادسة أو السابعة عشر. كانت قد فقدت والدها ووالدتها وكل أشقاءها وشقيقاتها. وقيل إنها كانت تبيت في منزل جدتها ليلة الزلزال، ولذلك نجت من الموت مع باقي أفراد أسرتها. لم تنطق ببنت شفة في اليوم الأول، لكن باليوم الثاني؛ حين دخلنا عليها الخيمة بالبطاطين والمعلبات، وقفت أمامنا وطأطأت رأسها وقالت: هل معكم فوط صحية أو حتى قماشة تنظيف؟” (!!).. كما رصدت “شيما شهرابي”، مراسلة موقع (إيران واير) الإخباري الإيراني المعارض، لظاهرة ملفتة، خاصة داخل مجتمع شبه مغلق مثل المجتمع الإيراني، وهي إرتباط حدوث النكبات البشرية مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والسيول بعدد حدوث دورات حيض النساء من أهالي تلك المناطق المنكوبة !

تعلق الدكتورة، “أفسانه. ف”، المتخصصة في الأمراض النسائية والولادة بالعاصمة “طهران”: “ارتفاع وتيرة الضغوط؛ قد يؤدي إلى تكرار الدورة الشهرية، أي في الأوضاع المأزومة كالسيول والزلازل قد تتكرر الدورة الشهرية تحت وطأة الصدمة والضغوط؛ حتى وإن كانت قد انقطعت للتو. وقد يزداد نزول الدم أو ينقطع بالنسبة لمن هن في مرحلة الدورة”.

وعن السبب في توقيت طرح هكذا موضوع، تقول “شیما شهرابي”: “انتشرت مؤخرًا، على مواقع التواصل الاجتماعي، توصيات المستخدمين بشأن توزيع الفوط الصحية والملابس التحتية في المناطق التي ضربتها السيول، وهي التوصيات التي وجهت بردود أفعال متباينة. إذ عارض البعض ما وصفوه بالدعاية للفوط الصحية باعتبارها سلعة فاخرة لا حاجة ضرورية لمثلها، على غرار تعلق مستخدم على تغريدة، مهناز أفشار، الممثلة السينمائية، وفيه: أنا نفسي امرأة، وتستطيع كل واحدة القضاء على المشكلة بقطعة قماش. وهذه دعوات المرفهين”.

الكوارث والجهل بجسد المرأة..

تضيف الدكتورة “أفسانه”: “صحيح، الفوط الصحية حديثة؛ وكانت النساء قديمًا تستخدم قطع القماش. لكن العثور على قطعة قماش نظيفة وسط السيول صعب، وكذلك عملية الغسل والتجفيف”.

وأضافت، تعليقًا على انفتاح عنق الرحم أثناء فترات الحيض؛ بحيث تكون النساء أكثر عرضة لأمراض العفونة: “الرعاية الصحية في فترات الحيض مهمة جدًا، لأن عنق الرحم يكون مفتوحًا وأكثر استعدادًا لإجتذاب الملوثات والعفونة. ولذلك نوصي الحائض بتغيير الفوطة الصحية والملابس التحتية بشكل يومي”.

بدوره؛ كان الدكتور، “م. يوسفي”، الأستاذ الجامعي وعالم الاجتماع، حريصًا على متابعة التعليقات المنشورة مؤخرًا، على موقع التواصل الاجتماعي، بشأن إمداد مناطق الفيضان بالفوط الصحية، وعزا المعارضة إلى دعم الحكومة فقط، وقال: “مسألة الفوط الصحية مخطط الغرض منه لفت الإنتباه قبل أن تتحول إلى كعب أخيل الدعاية المضادة”.

وأضاف: “لطالما كان الحديث في المجتمع الإيراني عن المسائل النسوية وجسد المرأة مصحوبًا بالحياء والخجل. والعادة في الأسر التقليدية ألا تُذكر كلمات مثل الدورة الشهرية أو غيرها من الكلمات التي تتعلق بجسد المرأة في حضور الرجال. ويعتبر الحديث عن هذه الموضوعات نوعًا من الإباحية، بينما يتحدثون عن الموضوعات الجنسية المتعلقة بالرجال بكل أريحية، لكن الحديث عن القضايا النسائية من المحرمات حتى وإن كان عن مشاكل صحية”.

وعزا “يوسفي” المناقشات، على شبكات التواصل الاجتماعي، إلى جهل الرجال بالتغييرات التي تطرأ على المرأة أثناء الدورة. وكذا عبر عن سعادته بالفيديو الذي نشرته “شهيندخت مولاوردي”، مساعد شؤون المرأة والأسرة السابق لرئيس الجمهورية، ويدعو الفيديو إلى إمداد النساء في مناطق الفيضانات بالفوط الصحية، وقال “يوسفي”: “أن تنشر سيدة كانت تشغل منصب مهم بالحكومة، فيديو الدعوات لإمداد النساء بالفوط الصحية دون خجل، هو أول خطوة على طريق تثقيف وإستساغة الحديث عن الأدوات الصحية التي تحتاجها النساء”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة