خاص : ترجمة – محمد بناية :
انتقامًا لاغتيال، الجنرال “قاسم سليماني”، قائد (فيلق القدس)، بقرار الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قصفت “الجمهورية الإيرانية” القواعد الأميركية الجوية في “العراق” بعشرات الصواريخ. وقد أعلن “الحرس الثوري” الإيراني مسؤوليته عن الهجوم الانتقامي المباشر.
في المقابل؛ أكد (البنتاغون) إنطلاق الصواريخ التي استهدفت القواعد الأميركية من قلب الأراضي الإيرانية. وبحسب تصريحات المسؤولين بالإدارة الأميركية، أطلقت “إيران”، أثناء الهجوم، عدد 15 صاروخ أصابت 10 منها قاعدة “عين الأسد”، غرب “العراق”، ومنشآت أخرى في “أربيل”؛ وكذلك قاعدة “التاجي” الجوية بالقرب من “بغداد”. بحسب موقع (الدبلوماسية الإيرانية)، نقلًا عن وكالة أنباء (بلومبيرغ).
خسائر الولايات المتحدة..
وعقب شيوع الأخبار؛ هوت أسعار مؤشرات الأسهم في الأسواق العالمية، وارتفعت أسعار “النفط”. والسؤال الآن: ما هي خسائر “الولايات المتحدة”، وهي من المحتمل أن تؤثر هذه العمليات على رد الفعل الأميركي ؟
من غير المعلوم، حتى اللحظة، إذا ما كانت هناك خسائر أم لا؛ أو حجم الخسائر إن وجدت، فقد أعلن (البنتاغون) أن القوات الأميركية في المنقطة كانت في حالة استعداد مُسبق.
وعقب اغتيال، الجنرال “سليماني”، الذي كان يقود قوات “الحرس الثوري” خارج “إيران”، وفي منطقة الشرق الأوسط، كان المتوقع إبداء رد فعل أو تنفيذ عمليات انتقامية. ورغم أن “طهران” لا تسعى لإشعال حرب شاملة ومباشرة ضد “واشنطن”، لكن على كل حال لا يمكن أن تترك اغتيال، الجنرال “سليماني”، يمر دون رد فعل.
لذلك فأنسب طريقة بالنسبة لـ”إيران” إتخاذ إجراء متوازن، وفي الوقت نفسه، عدم تحفيز الطرف الآخر. وكان “محمد جواد ظريف”، وزير الخارجية الإيراني، قد علق على عملية “الحرس الثوري”، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)، وكتب: “إتخذت الحكومة الإجراءات بما يتناسب والدفاع عن ذاتها، نحن لا نريد إحتدام الصراع أو الحرب، لكننا سوف ندافع عن أنفسنا إزاء أي إعتداء”.
وقد مرت الساعات الأولى، من فجر الأربعاء، على “طهران” وسط ترقب وحذر، وأبدى الكثير من الإيرانيين خوفًا من احتمالات اندلاع الحرب. في المقابل غرد، “دونالد ترامب”، بعد ساعات من الهجوم الصاروخي الإيراني؛ قائلاً: “كل شيء جيد !”. كما أعلن استمرار تقييم خسائر الهجوم.
الانتقام دون خطر مواجهة حرب أميركية !
جدير بالذكر؛ أن وتيرة الصراع بين “إيران” و”الولايات المتحدة” كانت قد ارتفعت بعد صعود، “دونالد ترامب”، للسلطة والانسحاب من “الاتفاق النووي” الإيراني. وفي المقابل أعلنت “إيران” عدم إلتزامها بأي من القيود النووية طالما لم ترفع الإدارة الأميركية العقوبات.
وعقب الهجوم الإيراني على القواعد الأميركية في “العراق”، عقد “دونالد ترامب” اجتماعًا طارئًا في “البيت الأبيض” مع عدد من القيادات والمسؤولين، بينهم نائبه، “مايك بنس”، ووزير الخارجية، “مايك بومبيو”، والجنرال “مايك ميلي”، رئيس الأركان المشتركة، و”روبرت أوبراين”، مستشار الأمن القومي.
وقال مسؤول في “البيت الأبيض”، رفض الكشف عن هويته: “كانت الفكرة المبدئية أن الهجوم الصاروخي خطوة كبيرة من جانب الإيرانيين تخولهم الانتقام دون خطر مواجهة حرب أميركية محتملة”.
وعقب الهجوم فرض مراقبو الطيران بـ”الولايات المتحدة”، عدد من القيود الجديدة على الرحلات الجوية الأميركية المدنية في المجال الجوي “العراقي، الإيراني، الخليجي وبحر عُمان”. لكن ما قد يزيد الأوضاع سوءً هو سقوط طائرة (بوينغ 737) تتبع شركة الطيران الأوكراني عقب إقلاعها من “مطار طهران”؛ بسبب مشكلات فنية، وعلى متنها 180 راكبًا، فضلاً عن طاقم الطائرة.
وللتعليق على هذه الأحداث؛ يقول “مايكل سينغ”، من مؤسسة سياسات الشرق الأدنى في “واشنطن” ومدير شؤون الشرق الأوسط في فترة “بوش الابن”: “الهجوم الصاروخي الإيراني على القوات الأميركية هو تطوير جاد وخطير للصراع. ولا يمكن اعتباره، (بغض النظر عن النتائج)، هجومًا رمزيًا أو لحفظ ماء الوجه فقط”.
بدوره تساءل، “غيرت بلانش”، من مؤسسة (كارنيغي) للسلام الدولي، والمنسق السابق بوزارة الخارجية الأميركية للتعهدات الإيرانية في “الاتفاق النووي”، عن مدى إمكانية أن ترد “الولايات المتحدة” على هذا الهجوم، وهل سيتسم بالشدة المناسبة ؟.. الكثيرون يعتقدون أن “إيران” تمتلك أكبر ترسانة صواريخ (باليستية) قصيرة المدى في المنطقة، وقد تكون الكثير من المنشآت العسكرية والدبلوماسية الأميركية بالمنطقة أهداف للعمليات الانتقامية الإيرانية.
ولقد كانت قاعدة “عين الأسد” من أهم المنشآت العسكرية الأميركية في “العراق”، وقد زار “ترامب” هذه القاعدة، في كانون أول/ديسمبر 2018.
يقول “كامران بخاري”، مدير ومؤسس مركز السياسات العالمية في “واشنطن”: “إيران كانت مضطرة للقيام بعمل سريع بأقل التكاليف”.