25 أبريل، 2024 9:15 ص
Search
Close this search box.

سؤال إسرائيلي .. هل ستهدأ احتجاجات “السترات الصفراء” في “فرنسا” .. أم ستعصف بدول أخرى ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية مقالاً تحليليًا للكاتبة والباحثة الإسرائيلية، “بنينا شوكر”، تناولت فيه أسباب وتداعيات الاحتجاجات الشعبية العارمة التي اندلعت في “فرنسا”؛ وكانت سلمية في بداية الأمر ثم أخذت طابع العنف ورفع سقف المطالب.

الاحتجاجات متواصلة رغم تراجع “ماكرون”..

تقول “شوكر”: لا زالت الأزمة السياسية في “فرنسا” عصية على الحل، رغم تراجع الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، عن قرار زيادة أسعار الوقود، واستعداده لتقديم مزيد من التنازلات لتهدئة خواطر المتظاهرين.

وفي ظل عدم رضا المتظاهرين وعدم إكتفائهم بالتراجع عن رفع أسعار الوقود، قام الطلاب في المرحلة الثانوية بإغلاق مئات المدارس، كما دعت العديد من النقابات إلى الإضراب عن العمل تضامنًا مع المتظاهرين.

والسؤال الذي يطرح نفسه – بعد أن أسفرت الاحتجاجات حتى الآن عن سقوط أربعة قتلى وإصابة المئات – هو من الذين يقفون وراء أشد الاحتجاجات وأكثرها انتشارًا في ربوع “فرنسا”، منذ عام 1968، وما هي أهدافهم ؟

رفع أسعار الوقود هو القاسم المشترك..

لقد اندلعت الاحتجاجات، في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، بعد رفع الضرائب على “وقود الديزل”. لكن تلك الاحتجاجات لم تتخذ طابع العنف إلا في الأسبوع الماضي فقط. ولقد إتسعت دائرة المشاركة في الاحتجاجات والمظاهرات لتشمل جميع الفئات العمرية والطبقية وأغلب المناطق والمدن الفرنسية، فيما ينتمي المشاركون في المظاهرات إلى الطبقة العمالية والطبقة الوسطى والعاطلين عن العمل، والعاملين غير الحكوميين والفنانين والمتقاعدين، فكلهم يعانون كثيرًا بسبب غلاء المعيشة ويكافحون من أجل تغطية النفقات.

ويُطلق على المتظاهرين لقب “أصحاب السترات الصفراء”؛ لأنهم يرتدون سترات الأمان المطلوبة في أي سيارة بموجب القانون الفرنسي.

ولأن القاسم المشترك لجميع المتظاهرين هو الاعتماد على السيارة من أجل التنقل – فقد كان قرار رفع أسعار الوقود هو السبب الرئيس لاندلاع الاحتجاجات العارمة.

زيادة سقف المطالب..

أوضحت الكاتبة الإسرائيلية أنه: “كلما إتسعت دائرة الاحتجاجات، كلما إزدادت مطالب المتظاهرين. وتتسم المظاهرات الآن بالغضب الشعبي العارم، جراء الارتفاع الشديد في تكاليف المعيشة وسوء السياسات الاقتصادية التي ينتهجها الرئيس، “ماكرون”، الذي تم انتخابه في ضوء الوعود التي كان قد أطلقها أثناء حملته الانتخابية بإجراء إصلاحات اقتصادية لتخفيض نسبة البطالة وتحفيز الاقتصاد. لكن كثيرًا من الفرنسيين باتوا يشعرون الآن بأن رئيسهم الذي انتخبوه قد حنث بالوعود التي قطعها على نفسه”.

الاستقالة الفورية لـ”ماكرون”..

كما أشارت “شوكر” إلى أن “المعهد الفرنسي للسياسة العامة” يتوقع – بعد تحليله لميزانية عام 2018/2019 – أن دخل الفرنسيين الفقراء إما أنه سوف يتراجع في أسوأ الأحوال، وإما سيظل كما هو في أحسن الأحوال.

أما الطبقة المتوسطة فمن المتوقع لها أن تشهد تحسنًا ضئيلاً، بينما سيكون الأثرياء الذين يتبؤون قمة الهرم الاجتماعي هم أكثر الرابحين من الإصلاحات الاقتصادية المنتظرة.

ومن المتوقع أن يكون أكثر المتضررين هم فئة المتقاعدين. وبالتالي، فإن مطالب الاحتجاجات تتمحور حول ضرورة تحسين الرواتب، وتخفيض الضرائب، فضلاً عن الاستقالة الفورية للرئيس، “ماكرون”.

السكان المحليون يمولون المتظاهرين..

بحسب “شوكر”؛ فإن معظم المتظاهرين يستغلون شبكات التواصل الاجتماعي، حيث ينشرون عليها مقاطع الفيديو والمنشورات والدعوات للمشاركة في التظاهر ضد الرئيس، “ماكرون”، وحكومته.

ومع انتشار الحراك الشعبي، بدأ المتظاهرون يلتقون في المحلات التجارية ومحطات الوقود وقاعات الاجتماعات لتنظيم الاحتجاجات العنيفة.

فيما يتم التخطيط للمظاهرات وفقًا لتوافر أعداد المشاركين، وبهدف تحقيق أقصى تغطية إعلامية للفعاليات.

أما السمة الرئيسة لتلك الاحتجاجات فهي إغلاق الطرق العامة بشكل متواصل في جميع أرجاء البلاد، وأن معظم التمويل يأتي من السكان المحليين الذين يدعمون المتظاهرين بالطعام والأموال.

“فيليب” يحتقر المتظاهرين !

أما السمة الأخرى للحراك الشعبي، الذي تشهده “فرنسا”، فيتمثل في إفتقار المتظاهرين للزعامة، رغم وجود العديد من المتحدثين الدائمين باسم المتظاهرين، وأغلبهم من الشخصيات الهامة.

وحتى الآن لم يتم إجراء اتصالات بينهم وبين ممثلي الحكومة، التي لا تزال تعتبرهم “مشاغبين لا يحركهم سوى المنفعة الاقتصادية والمقاصد غيرالأخلاقية، وأنهم يستغلون الفوضي من أجل نهب المحلات التجارية”، هذا بحسب وصف رئيس الوزراء، “إدوارد فيليب”، خلال إحدى المقابلات الصحافية.

ومن المتوقع أن يكون لهذا الوصف المُسيء للجماهير عواقب وخيمة، قد تتمثل في تفاقم حدة الاحتجاجات واستمرارها لفترات أطول.

“السترات الصفراء” هل ستكتسح دولاً أخرى ؟

ختامًا؛ ترى “شوكر” أن الحدث المحلي الذي وقع في “إسرائيل”، ويشبه ما يحدث حاليًا في “فرنسا”، هو ما وقع في “وادي الصليب”، في عام 1959، عندما إنتهجت القيادات الإسرائيلية أسلوبًا متغطرسًا، بعدما أجمع الوزراء على أن مسؤولية الأحداث تقع على عاتق “أشخاص مُنحطين أخلاقيًا وضالعين في أعمال الإجرام والدعارة”.

لكن يجب على المتابعين لما يجري الآن في “فرنسا”، أن ينتظروا لمعرفة ما إذا كانت الاحتجاجات الحالية – بعد أول تراجع للرئيس “ماكرون” – ستنجح في الحصول على مزيد من التنازلات.

كما يجب الإنتظار أيضًا لمعرفة ما إذا كانت “السترات الصفراء” ستكتسح الشوارع في دول أخرى من العالم أم لا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب