12 مارس، 2024 8:06 م
Search
Close this search box.

سؤال إسرائيلي .. هل ستتحقق “المُصالحة الخليجية” رغم عدم صدق النوايا السعودية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

تستضيف العاصمة السعودية، “الرياض”، اليوم الثلاثاء، القمة الأربعين لـ”دول مجلس التعاون الخليجي”، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين، الملك “سلمان بن عبدالعزيز”.

ويبحث القادة الخليجيون عددًا من الموضوعات المهمة لتعزيز مسيرة التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء، بالإضافة إلى تدارس التطورات الإقليمية والدولية وانعكاساتها على أمن واستقرار دول مجلس التعاون.

والسؤال المطروح الآن: هل ستُسفر القمة الأربعين لقادة دول المجلس عن تعزيز اللُّحمة الخليجية وتحقيق المُصالحة بين “السعودية” و”قطر” ؟

ضغوط أميركية..

يرى المحلل الإسرائيلي، “يوني بن مناحم”، أن “الولايات المتحدة الأميركية” تمارس ضغوطًا شديدة على “دول مجلس التعاون الخليجي” بُغية تحقيق المصالحة فيما بينها من أجل مواجهة المخاطر الإيرانية.

مُضيفًا أن هناك مؤشرات أولية لإمكانية تحقيق المصالحة بين “السعودية” و”قطر”؛ بعد القطيعة بينهما، جراء قيام “الرياض” بفرض الحصار السياسي والاقتصادي على “الدوحة”، تحت مظلة “الرباعية العربية” – المكونة من “مصر والسعودية والإمارات العربية والبحرين” – منذ حزيران/يونيو 2017 وحتى الآن.

وما نراه من تقدم في مساعي المصالحة الخليجية، قد تحقق بفضل الضغوط التي يمارسها الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، على قادة الدول الخليجية من أجل إصلاح ذات البين، بُغية تشكيل جبهة موحدة ضد “إيران”.

السعودية تعاني من المشاكل..

أشار المحلل الإسرائيلي إلى أن القمة الخليجية المنعقدة اليوم، في “الرياض”، تأتي بعد زيارة سرية قام بها وزير الخارجية القطري، الشيخ “محمد بن عبدالرحمن آل ثاني”، إلى “السعودية” في محاولة لتحقيق المصالحة. وفي المقابل أعلنت “السعودية والإمارات والبحرين” الموافقة على المشاركة في “البطولة الخليجية لكرة القدم”، التي استضافتها “الدوحة”، قبل بضعة أيام.

أضف إلى ذلك أن “المملكة السعودية” أصبحت تعاني من مشكلة اقتصادية؛ علاوة على تورطها في مستنقع الحرب اليمنية وتلقيها صفعة مؤلمة، بعد الهجوم الإيراني الذي استهدف المنشآت النفطية التابعة لشركة “آرامكو”، في الـ 14 من أيلول/سبتمبر الماضي. كما أن سُمعة “السعودية” قد تضررت كثيرًا بعد قضية مقتل الصحافي، “جمال خاشقجي”، داخل مبنى “القنصلية السعودية” في “إسطنبول”، قبل أكثر من عام.

ولكل تلك الأسباب تود “المملكة السعودية” تحقيق المصالحة مع “قطر”؛ لأن “الرياض” في أمس الحاجة لوقوف جميع “دول مجلس التعاون الخليجي” إلى جانبها في تلك الظروف التي تزداد فيها مخاطر التهديدات الإيرانية.

وساطة “كويتية-عُمانية”..

بحسب “بن مناحم”؛ فإن كل من “الكويت وعُمان” تقومان – بدعم من الإدارة الأميركية – بدور الوساطة بين “السعودية” و”قطر”.

إذ ترى “الولايات المتحدة” أنه لا يمكن إحباط المساعي الإيرانية لزعزعة أمن واستقرار المنطقة في ظل استمرار الأزمة بين دول الخليج. وكان وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، قد ناشد “دول مجلس التعاون الخليجي”، في الخامس من تشرين ثان/نوفمبر الماضي؛ لاستعادة الوحدة، مؤكدًا ضرورة حل الأزمة القائمة بين “قطر” وباقي الدول الخليجية.

واشنطن تستضيف قمة “خليجية-مصرية” !

فيما أكد مسؤول أميركي، خلال حوار مع قناة (الحُرة)، الشهر الماضي، أن مساعي المصالحة بين دول الخليج وصلت إلى مرحلة متقدمة في ظل الجهود التي يبذلها “البيت الأبيض”، وأن الرئيس، “ترامب”، قد فوَّض السفير الأميركي في الرياض، “جون أبي زيد”، للعمل في سرية تامة لإنجاز المصالحة بين دول الخليج.

وأضاف المسؤول الأميركي أن مساعي الوساطة مستمرة بين كل من ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”، وأمير قطر، الشيخ “تميم بن حمد”، والرئيس المصري، “عبدالفتاح السيسي”.

أشار “بن مناحم” إلى أن الزيارة الأخيرة، التي أجراها الرئيس، “السيسي”، إلى “الإمارات”؛ كان الهدف منها هو بحث الفكرة الأميركية بشأن إجراء لقاء قمة، العام المُقبل، في “الولايات المتحدة”، بمشاركة قادة دول الخليج.

الرياض تتواصل مع الحوثيين !

إلى جانب مساعي المصالحة بين “الدوحة” و”الرياض”، تقوم “المملكة السعودية” أيضًا بإجراء مفاوضات – بوساطة عُمانية – مع المتمردين الحوثيين في “اليمن” المعروفين بولائهم لـ”إيران”، من أجل إنهاء الحرب التي تشنها “السعودية” في “اليمن”.

ففي الثاني عشر من الشهر الماضي؛ كشفت القناة التليفزيونية اليمنية، (بلقيس)، أن وفدًا ممثلًا لـ”الحوثيين” متواجدًا في “الرياض” لإجراء مفاوضات مع السلطات السعودية حول إمكانية إنهاء الحرب بين الطرفين.

وخلال الأيام الأخيرة؛ أطلقت “السعودية” سراح 120 أسيرًا تابعًا لـ”الحوثيين” في “اليمن”، وأعلنت عن موافقتها لتشغيل مطار العاصمة، “صنعاء” – الخاضع لسيطرة المتمردين “الحوثيين” – من أجل إجراء رحلات خاصة بنقل المرضى والمصابين لتلقي العلاج.

وكان وزير الخارجية العُماني، “يوسف بن علوي”، قد قال في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، بعد لقاء بوزير الخارجية الأميركي، “بومبيو”، إن هناك “رغبة حقيقية” من جانب “السعودية” و”الحوثيين”، في “اليمن”، لإنهاء الحرب وأن الحوار بينهما يشهد تقدمًا ملموسًا.

واشنطن لن توفر الحماية للسعودية..

خلص الكاتب الإسرائيلي إلى أن الهجوم الأخير الذي استهدف منشآت “النفط” السعودية، قد أيقظ قادة “الرياض” وجعلهم يدركون أنه لا يمكنهم الإعتماد على “الولايات المتحدة” في أن توفر لهم الحماية من التهديد الإيراني، وأن عليهم العودة إلى التحالفات التقليدية وإعادة اللُّحمة مع دول الخليج للوقوف في خندق واحد أمام “إيران”.

في المقابل؛ أدركت “السعودية” أيضًا أنه ينبغي عليها بدء حوار مع “إيران”؛ والإبتعاد عن شبح الصدام العسكري بعدما أخذت العبرة من الحرب الفاشلة في “اليمن”.

عدم صدق النوايا السعودية !

ولفت “بن مناحم” إلى أن “قطر” تستجيب لمساعي الوساطة؛ غير أنها تود الحصول على ضمانات بألا تتكرر نفس الأزمة مستقبلًا.

وتكمن المشكلة الأساسية في إنعدام الثقة بين أطراف الأزمة الحالية. وبالنسبة لـ”قطر” فقد استطاعت الصمود أمام الحصار السياسي والاقتصادي، الذي فُرض عليها من جانب “الرباعية العربية” ولم ترضخ للضغوط. وهي الآن تبدو قوية وغير مستعدة لتقديم تنازلات من أجل إتمام المصالحة المنشودة.

وتدرك “قطر” أن “الرياض” ليس لديها النية الحقيقية للمصالحة، وأن ما يدفع “الرياض”، في الوقت الراهن، لبذل مساعي المصالحة، هي حالة الضعف التي تمر بها “المملكة السعودية”، لا سيما في أعقاب ضرب منشآتها النفطية. أي أنه لولا المصلحة السعودية لما بذلت “الرياض” جهدًا لتحقيق الوفاق.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب