18 نوفمبر، 2024 9:44 م
Search
Close this search box.

سؤال أميركي .. لماذا لم يعتذر “خامنئي” ؟

سؤال أميركي .. لماذا لم يعتذر “خامنئي” ؟

خاص : ترجمة – محمد بناية :

نموذج “الجمهورية الإيرانية”، في أسلوب الإعتراف بإسقاط طائرة ركاب بواسطة واحد من صواريخ “الحرس الثوري”، يشبه بالضبط إعترافها بجريمة “معتقل كهريزك”، عام 2009.

حينها قيل إن المرشد، “علي خامنئي”، أُحيط علمًا بالجرائم التي إرتكبها المسؤولون عن المقتل وعمليات القتل والتعذيب؛ التي تعرض لها المتظاهرون احتجاجًا على نتائج الانتخابات الرئاسية، ومن ثم وجه على الفور، “المجلس الأعلى للأمن القومي”، بمتابعة القضية وتم إغلاق المعتقل. بحسب (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.

أستاذ الفرار إلى الأمام !

وعقب سقوط الطائرة الأوكرانية؛ كتبت وكالة أنباء (فارس)، التابعة لـ”الحرس الثوري”، بعد يومين من الحادث، حين أطلع، آية الله “علي خامنئي”، على “الخطأ القاتل”؛ وجه بإنعقاد “المجلس الأعلى الأمن القومي”، وقال: “أخبروا الشعب بشكل صريح وشفاف بالنتائج”.

هذا النموذج المتكرر يعكس في الظاهر قبول المسؤولية والمتابعة، لكن في الحقيقة هو مسعى آخر لكسب المصداقية من خلال الكارثة. علاوة على ذلك، عادةً يكون “خامنئي”، في مثل هذه القضايا، أستاذ الفرار إلى الأمام.

وهو ما يظهر جليًا في رسالته بشأن سقوط الطائرة، حيث طالب مسؤولي الرقابة بعدم تكرار هكذا حادثة؛ وأمر بتقصي حقيقة التقصير المحتمل.

ومرشد الجمهورية الإيرانية، (بموجب الدستور)، هو أهم مسؤول للقوات المسلحة الإيرانية، وهو بنفسه أكد بشكل صريح مسؤوليته، لكنه مع هذا يترفع عن استخدام كلمة الإعتذار وتقبل المسؤولية. وهذا ليس حدث عارض ولكن طبيعة.

المسؤولون يعلمون..

وتعكس تصريحات قائد القوات الجوية بـ”الحرس الثوري”؛ علمه بالمسألة بعد دقائق من إنطلاق الصاروخ. والحقيقة إن كل قيادات النظام البارزة كانت على علم بالمسألة. ولم يكتفى مسؤولي “الحرس الثوري”، قبل 72 ساعة، بالصمت فقط؛ وإنما كذبوا القصة بشكل كامل، وقالوا: “إنها تأتي في إطار الحرب النفسية الأميركية، وأن وسائل إعلام العدو تعمل على تعكير فرحة الصواريخ الإيرانية”. ولم يفكروا في التحقيق وتقبل المسؤولية وتقديم تقرير إلى الشعب.

وكان أول ما تبادر إلى أذهانهم، بعد أن أتضحت الصورة، هو عدم تخريب الاحتفالات بإطلاق الصواريخ على القواعد الأميركية في “العراق”.

وكانت الرؤية: إن الشعب فداء النظام إلى أقصى حد ممكن، مثل أنباء مقتل 60 شخصًا خلال تشييع جناز، “قاسم سليماني”، حيث إمتدحت، الصحف، الجنرال “كرمان فداءك”.

لحظة بدء الغموض !

وإنصياع نظام “الجمهورية الإيرانية” لمثل هذه الإعترافات غير جديد. ومن النماذج المهمة على تلكم الإعترافات، على من تقع مسؤولية جرائم القتل المتسلسلة، عام 1998، والتي لم تتضح بدقة بعد.

لكن هذه الإعترافات ليست عديمة الفائدة. وحتى لو تقدمت القيادات العسكرية باستقالتها أو قُدمت للمحاكمة، فالمهم هو نهج “الجمهورية الإيرانية”. وفي حادث الطائرة الأوكرانية، وصف المسؤولون، (لحظة بدء الغموض)، وسائل الإعلام ومستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي الذين يتابعون الموضوع؛ بـ”جندي العدو”، والمعلومات الأميركية، بـ”الحرب النفسية”، و”أوكرانيا” و”كندا”؛ اللتان أكدتا وطالبتا بالإجابات، بـ”المخدوعون”، وهددوا الصحافيين بالقتل.

ولكن حين أصطفت أجهزة المخابرات الغربية إلى جانب وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي والحكومات الأوكرانية والكندية وأتبعوا سياسة “الحد الأقصى من الضغوط”، قدم المسؤولون الإيرانيون التعازي.

وقد أدى هذا الضغط لإعتراف شبيه بحادث “كهريزك”. لأنه لو لم يتورط أي من أبناء المحسوبين على النظام في متابعة الحادث؛ لما تحدث أحد عن “كهريزك”. ولولا المعلومات الأميركية وتأكيد الحكومات الأوكرانية والكندية، (بالنسبة للحالة الراهنة)، لكان من المُستبعد طرح الأسئلة في الفضاء الإلكتروني.

وبالنهاية إذا ساء الوضع، فقد قطعوا الإنترنت عدة أيام وبقي عار الاتهام على جبين النظام، لكن دون إعتراف. فقد إعتادت “الجمهورية الإيرانية” العصبية. مع هذا يتوقع عودة عجلة الإعترافات والصدق مجددًا إلى قضيب المطالبين خلال الأيام المقبلة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة