28 مارس، 2024 9:25 م
Search
Close this search box.

سؤال ألماني .. متى ينتصر العراق على مشاعر الانتقام ويستوعب عائلات “داعش” العائدة بشجاعة التسامح ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

تناول موقع (دوتشيه فيله) الألماني، التعقيدات المرافقة لظاهرة عائلات عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي؛ وعودتهم إلى محاولة الإندماج في المجتمعات العراقية المختلفة، وجهود المصالحة المتواضعة التي تجري لاستيعابهم، وهي قضية تُثير الكثير من التحديات أمام العراقيين وسلطاتهم في الحكومة الاتحادية والمحافظات.

وسلّط الموقع؛ في تقرير له؛ الضوء على أن عائلات (داعش) العائدين؛ عليها الاعتماد على المبادرات المحلية لنيل المساعدة في ظل عدم وجود مسار رسمي ترعاه الدولة لعودة هؤلاء إلى مناطقهم.

الشيخ “أحمد المهيري”، (27 عامًا)، قتل تنظيم (داعش) والده وأعمامه الأربعة وتم تدمير منزله، مثل كثيرين آخرين في “الحويجة”، على بُعد: 290 كيلومترًا، شمال “بغداد”. لكنه الآن يُرحب بأفراد من العشائر العائدين في غرفة الاستقبال الخاصة به، حيث رفعت لافتة ترحيب بارزة بهم.

أمر نادر الحدوث في العراق !

وينقل التقرير عن “المهيري”؛ قوله أن: “الأمر يتطلب شجاعة للتكلم عما حدث، لأنه مؤلم للغاية”، مشيرًا إلى أنه من المهم أن تظهر المسامحة وأن لا يؤثر الغضب على حياته.

ويُلفت الموقع الألماني إلى أن هذا: “أمر نادر” الحدوث في “العراق”، حيث تم تدمير منازل أعضاء (داعش) لمنع عائلاتهم من العودة. ومع ذلك، فإن الشيخ “المهيري” يقول أن هؤلاء النساء والأطفال هم تحت مسؤوليته، موضحًا: “لقد سامحت العائلات التي كانت على صلة بـ (داعش)”.

ونقل التقرير عن “المهيري” قوله؛ أن: “النساء والأطفال لا يُشكلون أي خطر، وهم أيضًا جزء من العشيرة، ولا يمكننا أن نسمح بإنقطاع هذه الروابط، أما الجناة فهم من مسؤولية الشرطة”، مشيرًا إلى أن البديل عن هذا السلوك، سيكون مدمرًا.

وأوضح أنه إذا لم يكن المجتمع بمقدوره استيعاب هذه العائلات العائدة، فسيكون هناك خطر ظهور التطرف بين الأقارب، بما في ذلك الأطفال.

وبرغم إقراره بأن جهود المصالحة تراوح مكانها، إلا أنه يُشير إلى أن زعماء العشائر الآخرين قد بدأوا في إتباع أسلوبه، على الرغم من أنه بالنسبة لغالبية الناس، فإن الأمر ما زال مؤلمًا للغاية.

العائلات العائدة..

وذكر تقرير (دوتشيه فيله)؛ أن عودة أرامل عناصر (داعش) إلى بلداتهن وقراهن تعني انتقالهن إلى المنزل المجاور لأشخاص كانوا ضحايا التنظيم الذي أنتمى إليه أزواجهن أو أبناؤهن، ومن ناحية أخرى فإن ذلك يُشكل خطوة نحو التطبيع في “العراق”.

وأشار إلى أنه: “يمكن أن يعود ما يصل إلى: 30 ألف شخص يومًا ما من المخيمات في سوريا؛ التي تؤوي الآن عائلات (داعش)، بالإضافة إلى وجود أكثر من: 17 ألف شخص منخرطين مع (داعش)، وما يزالون في العراق”.

خطر الانتقام من “داعش”..

وتناول التقرير قصة “انتصار علي حمد”، التي غادرت مع أطفالها الخمسة مخيمًا عراقيًا للنازحين، وذلك بهدف الاستقرار في حي فقير، في “الموصل”، بعدما كان زوجها وأبنها البكر ووالدها قد أنضموا إلى (داعش)، وهي مدركة تمامًا أن السماح لها بالعودة كان بفضل جيرانها فقط.

وبرغم ذلك، فقد جرى إضرام النار بمنزلها جزئيًا، واضطرت السيدة البالغة من العمر (45 عامًا)؛ إلى نصب خيمة ينام فيها أفراد الأسرة، وساعدتها منظمة غير حكومية في إقامة جدار حول العقار لحمايتها من جيران آخرين يسعون للانتقام منها.

وذكر التقرير أنه: “حتى الجدار الوقائي أثار الغيرة بين الجيران، وقال أحدهم: هؤلاء الدواعش يحصلون على كل شيء، ونحن لا نحصل على شيء”.

لكن “انتصار حمد”؛ قالت وهي تتنهد: “أبني كان يبلغ من العمر (13 عامًا) فقط؛ عندما أنضم إلى (داعش)”، لكنها اليوم تعتبر أن التنظيم الإرهابي: “ليس جيدًا”، وتوضح: “ليست هذه هي الحياة التي أردتها. لقد عانينا، نحن العائلات”.

ولا تُشير “انتصار حمد” فقط إلى السنتين اللتين قضتهما في معسكر اعتقال، لكن مصدر قلقها الأساس هو الفقر الذي لحق بالعائلة، والطريقة التي يُعاملون بها الآن، وتقول: “الناس خائفون، وإذا أبلغوا عني، فسيتم اعتقالي على الفور”.

ولفت التقرير إلى أنه من دون حماية جيرانها الطيبين، فإن “انتصار حمد”؛ لن تتمكن من البقاء في منزلها، كما أن الحياة صعبة أيضًا على أطفالها، حيث تُطلق بحقهم نعوت مختلفة أثناء لعبهم خارج المنزل.

وصمة العار !

وأوضح التقرير أن أرامل تنظيم (داعش)؛ مثل “انتصار حمد”؛ ممنوعون من الاستحقاقات الحكومية، مثل الرواتب المخصصة للأرامل، ومن المُرجح أن تنتقل “وصمة العار” التي يحملونها إلى الجيل القادم.

وتابع أنه منذ أن ولد أبنها “علي”، البالغ من العمر (05 سنوات)؛ في مستشفى تابع لتنظيم (داعش)، لا يمكن لأمه “انتصار حمد”؛ الحصول على شهادة ميلاد عراقية سارية المفعول من دون موافقة والده، ونظرًا لأن إعلان وفاة زوجها لم يتم رسميًا، فهي ما تزال بحاجة إلى توقيعه في كل شيء، بما في ذلك تسجيل أبنها في المدرسة.

وأوضح التقرير أن الحكومة العراقية لم تطرح، حتى الآن؛ إطارًا للإندماج بالنسبة إلى العائلات العائدة، مشيرًا إلى أنه فيما يتم إغلاق مخيمات النازحين داخليًا، فإن المصالحة على مستوى المحافظات لم تتحقق.

عاصمة الخلافة الداعشية..

وفي مدينة “الموصل”، التي كانت ذات يوم عاصمة خلافة (داعش)، بذل نائب المحافظ، “علي عمر كبعو”، جهوده من خلال وظيفته لمساعدة العائلات على العودة إلى ديارهم أو نقلهم، وجرى حتى الآن إعادة توطين أكثر من ألف عائلة من عائلات (داعش)، في “منطقة المهلبية”، بـ”الموصل”.

وقال “كبعو”: “هذا شديد البُعد عن المكان الذي أتوا منه في الأصل، لذلك لا يوجد نزاع مباشر بين العائلات وجيرانهم”.

ويُشير التقرير إلى أن نائب المحافظ؛ يشكو من: “إفتقار بغداد” للرؤية حول كيفية إعادة دمج أعضاء (داعش) وعائلاتهم، ويقول أنه: “إذا لم تقم الحكومة بإعادة تأهيلهم، فسوف ينضمون إلى الجماعات المتطرفة الأخرى ولن نكسر دائرة العنف أبدًا”.

ويعتقد “كبعو” أن: “النساء والأطفال ليسوا مسؤولين”، وأنه بالنسبة إليه فإن البديل أسوأ، موضحًا: “إذا لم نحل مشكلتهم، فإنها ستزداد، ومعها، سيزيد خطر نشوب صراع جديد”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب