31 يناير، 2025 12:55 ص

زيارة “فيدان” للعراق .. هل تخرج بنتائج للطرفين أم تعتبر ضغط تركي على بغداد ؟

زيارة “فيدان” للعراق .. هل تخرج بنتائج للطرفين أم تعتبر ضغط تركي على بغداد ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

أثناء زيارته لـ”بغداد”؛ دعا وزير الخارجية التركي؛ “هاكان فيدان”، بعد محادثات إلى شّن معركة مشتركة باستخدام: “كل مواردنا” للقضاء على تنظيم الدولة، والمسلحين الأكراد في المنطقة، وفق قوله.

وجاءت زيارة “فيدان” إلى “العراق”، وسط دعوات متكررة من “تركيا” لحل “وحدات حماية الشعب” الكُردية في شمال شرق “سورية”؛ بعد سقوط رئيس النظام السابق؛ “بشار الأسد”، الشهر الماضي، مع توعد “أنقرة” بشن عملية جديدة عبر الحدود ضد الوحدات ما لم يتم معالجة مخاوفها.

و”وحدات حماية الشعب”؛ هي الفُصيل الرئيس في “قوات سورية الديمقراطية”؛ (قسد)، المتحالفة مع “الولايات المتحدة”، وتعتبرها “تركيا” جماعة إرهابية وتراها امتدادًا لحزب (العمال الكُردستاني)، الذي تنُفذّ “أنقرة” بانتظام ضده عمليات عسكرية عبر الحدود في المناطق الجبلية بشمال “العراق”، حسّب وكالة (رويترز).

خوض معركة مشتركة ضد الإرهاب..

وتُصّنف “أنقرة” والغرب حزب (العمال الكُردستاني) منظمة إرهابية. وقبل سقوط نظام “الأسد”، كانت “قوات سورية الديمقراطية” هي الشريك الرئيس لـ”الولايات المتحدة” في الحرب ضد تنظيم (داعش) في “سورية”.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي؛ “فؤاد حسين”، قال “فيدان”: إنه نقل مجددًا توقعات “تركيا” من “العراق” بشأن تصّنيف حزب (العمال الكُردستاني) منظمة إرهابية رسميًا، وذلك بعد أن صّنفته “بغداد”: “منظمة محظورة” العام الماضي.

وأضاف “فيدان”: “أود أن أؤكد بقوة على هذه الحقيقة: حزب (العمال الكُردستاني) يستهدف تركيا والعراق وسورية. ومن أجل مستقبل منطقتنا وازدهار شعوبنا، يتعيّن علينا أن نخوض معركة مشتركة ضد الإرهاب”.

وتابع: “يتعيّن علينا تدمير (داعش)؛ (تنظيم الدولة)، وحزب (العمال الكُردستاني) بكل ما أوتينا من قوة”، مشيرًا إلى أنه ناقش خلال زيارته آليات التعاون الممكنة في مجالي الاستخبارات والعمليات، فضلًا عن مشاركة دول المنطقة في الحرب ضد (داعش).

تفاهمات بين “تركيا” و”العراق”..

من جهته؛ أكد “حسين” أنه بحث مع “فيدان”: “الوضع الأمني؛ وخصوصًا وضع إرهابيي (داعش) على الحدود العراقية-السورية (…) وكيفية التعاون مع الإدارة الجديدة في دمشق حول هذه المسألة”.

وأشار إلى أنهما تطرّقا كذلك إلى الوضع الراهن في “سورية”، موضحًا أن: “هناك تفاهمات واضحة بين (…) تركيا وجمهورية العراق حول كيفية التعامل مع الوضع في سورية، ونحن على اتصال مستمر مع المسؤولين في الإدارة الجديدة في دمشق ونُحاول التنسّيق في العديد من المسائل”.

وكانت العلاقات بين “تركيا” و”العراق” توترت في السنوات الماضية، بسبب العمليات العسكرية عبر الحدود التي تُنفذّها “أنقرة”، لكن العلاقات تحسّنت منذ أن صّنفت “بغداد”؛ حزب (العمال الكُردستاني): “منظمة محظورة”، واتفقت الدولتان الجارتان على عقد محادثات أمنية رفيعة المستوى.

وقالت “وزارة الدفاع” التركية؛ الأحد الماضي: إن “قواتها قتلت (13) مسلحًا من حزب (العمال الكُردستاني) في شمال العراق”.

ومنذ إطاحة المعارضة السورية بـ”الأسد”، أصبحت الفصائل الكُردية في “سورية” في موقف صعب. ويعمل مفاوضون من الإدارة السورية الجديدة و”الولايات المتحدة وتركيا وقوات سورية الديمقراطية” على التوصل لاتفاق محتمل بشأن مصّير حزب (العمال الكُردستاني).

مخاطر تُزيد مشكلة اللاجئين..

وقال وزير خارجية “العراق”؛ يوم الخميس: إن “مهاجمة تركيا للمقاتلين الأكراد في شمال سورية؛ تنطوي على مخاطر وستُزيد مشكلة اللاجئين”.

ضغوط غير مقبولة..

تعليقًا على تلك الزيارة؛ أكد محلل سياسي، أن الضغوط التي تُمارسها “تركيا”: “غير مقبولة”؛ ولا يُمكنها أن تتدخل بالشأن الأمني العراقي وتُفرض سياستها على “العراق”، كونه بلد ذات سيّادة ودستور، مبينًا أن هذا الملف بيد القائد العام حصرًا.

ويقول الباحث في الشأن السياسي؛ “حسين الركابي”، في تصريح لـ (روج نيوز)، إن: “الضغوط التي تٌمارسها تركيا، وما ناقشه وزير خارجيتها؛ هاكان فيدان، في بغداد، هو خرق غير مقبول، فالعراق ذات سيّادة كاملة ولديه دستور وحكومة منتخبة، بالتالي لا يمكن تقديم هكذا أوراق أو الضغط والتدخل بسياسته الداخلية”.

ويُضيف “الركابي”، أنه: “يجب على تركيا أن تتعامل مع العراق كدولة، لكنها خرق كل شيء، عبر دخول قواتها للأراضي العراقية”، مبينًا أنه: “لا يمكن السماح بهكذا إملاءات خارجية، وما ممكن أن نسمح بسياسة خارجية تُفرض عليه والتدخل بشأنه الأمني، فهذا الأمر خاضع لتقديرات القائد العام للقوات المسلحة فقط”.

لن تخرج بنتائج..

من جهته؛ أكد المحلل السياسي؛ “راجي نصير”، أن زيارة وزير الخارجية التركي لـ”بغداد”، لا يُمكن أن تخرج بأي نتائج، في ظل عدم احترام بلاده لـ”العراق”، واصفًا سياسة “إردوغان” تجاه “العراق”؛ بأنها: “لا تبعث على التفاؤل”.

قائلًا إن: “تجربتنا مع تركيا؛ في زمن إردوغان، لا تبعث على التفاؤل، في ظل عدم احترام تركيا لمصالح وسيّادة العراق، ومن الصعب أن تكون هناك نتائج إيجابية لزيارة وزير الخارجية التركي إلى بغداد، ولا يمكن أن نطمئن للنوايا التركية المعلنة ما لم تكن هناك نتائج ملموسة”.

ويُضيف أن: “إردوغان؛ معروف عنه الفوقية في تعامله مع الآخرين، خاصة وأنه يتعامل مع الجميع وكأنه وريث للإمبراطورية العثمانية، ولهذا نحتاج حقائق عملية وليست تصريحات، وأن كل الزيارات التركية إلى العراق لم تسَّفر عن نتيجة طيبة ولا تبعث زيارة فيدال لبغداد أي اطمئنان”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة