7 أبريل، 2024 12:45 ص
Search
Close this search box.

زيارة “غانس” لواشنطن ولندن دون أخذ الموافقة .. هل تُعتبر خطوة نحو استبدال “نتانياهو” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

في زيارة من شأنها تأجيج الخلافات العلنية وزيادة اشتعالها بين رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، وعضو مجلس الحرب رئيس (المعسكر الوطني)؛ “بيني غانتس”، المقررة اليوم الأحد إلى “واشنطن”، حيث لم يُجرِ التنسّيق بينهما حول الزيارة، وهو ما جعل الأول ينفجر غضبًا في وجه “غانتس” قائلاً له إن لـ”إسرائيل” رئيس وزراء واحدًا فقط.

ويطير “غانتس” إلى “واشنطن” متحديًا؛ “نتانياهو”، في وقتٍ حسّاس ومُثير على وجه الخصوص، بدأت فيه إدارة الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، تفقد الصبر حيال حكومة “نتانياهو”، وحيث تتواصل المحادثات لإبرام صفقة تبادل في “قطاع غزة”.

موقع (واي نت)؛ التابع لصحيفة (يديعوت أحرنوت)، قال إن زيارة “غانتس”؛ لـ”واشنطن”، أثارت غضب “نتانياهو”، الذي أكد مقربون منه أنه لم يوافق على الزيارة التي تتعارض مع اللوائح الحكومية، التي: “تُلزم كل وزير تلقى الموافقة مسبقًا على سفره من رئيس الحكومة، بما يشمل الموافقة على برنامج الرحلة”.

وقال مقربون من “نتانياهو”؛ لـ (واي نت)، إن: “رئيس الحكومة أوضح للوزير؛ غانتس، إنه يوجد لدولة إسرائيل رئيس حكومة واحد فقط”.

ومن المخطط أن ينطلق “غانتس” من “واشنطن” إلى “لندن” أيضًا.

ويصل “غانتس”؛ الذي يُعد رقم واحد في استطلاعات الرأي الإسرائيلية، إلى “واشنطن” الغاضبة من حكومة “نتانياهو”، بعد أيام على مهاجمة الرئيس الأميركي؛ حكومة “نتانياهو”، واصفًا إياها بأنها: “محافظة” إلى الحد الذي قد تفقد معه الشرعية الدولية.

توقعات بصدام مباشر مع “البيت الأبيض”..

وقال مسؤولون أميركيون كبار؛ لموقع (واي نت)، إن تصريحات “بايدن” لم تكن سوى البداية، وأن “الولايات المتحدة” تواصل الضغط بكل قوتها للتوصل إلى صفقة لوقف النار في “غزة”، وحذروا من أنه إذا اتضح أن “نتانياهو” يقوم بتخريب هذا الأمر لأسباب سياسية، سيؤدي ذلك إلى تصادم مباشر مع “البيت الأبيض”.

ورأى المسؤولون الأميركيون؛ أنه على الرُغم من أن (حماس) تُمارس الألاعيب، ولا تجعل الحياة سّهلة بالنسّبة لنا؛ بحسّب تعبيرهم، فإن “إسرائيل” تفعل الشيء نفسه، وأكدوا: “هذا لن يوقفنا، نحن نُركز على الصفقة”.

ونقلت (واي نت)؛ عن المسؤولين الأميركيين، قولهم إنه: “يجب على نتانياهو أن يفعل كل ما هو ضروري للتوصل إلى اتفاق. إذا توصلنا إلى نتيجة مفادها أنه لا يتصرف بشكلٍ منطقي ويُخرب الصفقة، فسيكون الأمر صعبًا للغاية بالنسبة لنا، ولن يكون هناك مفر من الوصول إلى نقطة ما من الصراع”، وأضافوا: “سنسّمع أشياء أكثر جدية من بايدن”.

رسالة لـ”نتانياهو”..

وقال (واي نت)؛ إن الهدف من وصول “غانتس” قد يكون نقل رسالة إلى “نتانياهو” كذلك.

وجاء تقرير (واي نت)؛ بينما نقلت صحيفة (واشنطن بوست) عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، تقترب من نقطة لم يُعد ممكنًا بعدها التسّامح مع تحديها لشركائها الأميركيين.

وأضافت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين أعربوا عن إحباطهم العميق وغضبهم مما يرونه من: “حكومة إسرائيلية عنيدة ومتعجرفة”.

خلافات حادة بين “نتانياهو” و”غانتس”..

وتشهد “إسرائيل” خلافًا حادًا بين “نتانياهو” و”غانتس” على خلفية إدارة الحرب في “غزة”؛ بما في ذلك التعامل مع ملف المحتجزين، وقضايا أخرى مرتبطة بالعلاقة مع “أميركا”، وصلاحيات الوزراء المتطرفين في حكومة “نتانياهو”، وإدارة الحكم.

وهي تقريبًا الخلافات التي سببت تصادمًا بين الإدارة الأميركية و”نتانياهو”؛ الذي يُعّده الأميركيون أسّيرًا لوزرائه المتطرفين، وزير الأمن القومي؛ “إيتمار بن غفير”، ووزير المالية؛ “بتسلئيل سموتريتش”.

ويتهم “نتانياهو”؛ “غانتس”، بأنه حاول الإطاحة به من قبل.

وكان “غانتس”؛ هاجم “نتانياهو” أكثر من مرة خلال الحرب الحالية على “قطاع غزة”، وسّربت وسائل إعلام إسرائيلية، مرارًا، بأنه (غانتس) يُخطط لمغادرة حكومة الطواريء الحربية مع زملائه المقربين، وهو ما قد يُشّكل ضربة قاصمة لـ”نتانياهو”، لأنه سيكون بمثابة خطوة أولى كبيرة نحو الانتخابات البرلمانية الجديدة التي ستُطيح وفق الاستطلاعات بـ”نتانياهو”، وستتوج “غانتس”.

وتُظهر جميع استطلاعات الرأي في “إسرائيل” تفوقًا كبيرًا لحزب “غانتس”؛ في أي انتخابات مقبلة، سيحصّد معه نحو: (39) مقعدًا في (الكنيست) ما يجعله القوة الأولى، بدل (الليكود)، الذي يتزعمه “نتانياهو”، وسيحصل فقط على نحو: (16) مقعدًا.

ووفق آخر استطلاع أجرته صحيفة (معاريف) الإسرائيلية، سيحّصد “غانتس” وأحزاب المعارضة: (71) مقعدًا، بينما يحصد (الليكود) وحلفاؤه؛ (التركيبة الحالية للحكومة)، (44) مقعدًا فقط.

تحركات استبدال “نتانياهو”..

أجمع خبراء ومحللون على أن زيارة الوزير بمجلس الحرب في إسرائيل؛ “بيني غانتس”، إلى “الولايات المتحدة” و”بريطانيا”، رسالةٌ واضحة من “واشنطن” إلى رئيس الوزراء؛ “بنيامين نتانياهو”، في ظل تهوره بقيادة الحرب على “قطاع غزة”.

وقال الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي؛ “إيهاب جبارين”، إن “واشنطن” ضاقت ذرعًا من تصرفات “نتانياهو”، وفتحت خطًا موازيًا مع “غانتس” لتخفيف تهور الأول في الحرب الحالية.

وأضاف “جبارين” – في حديثه لبرنامج (غزة.. ماذا بعد ؟) – أن “غانتس” كأنه يتمرد على “نتانياهو” بعدما كان الأخير مرتاحًا خلال الشهر الماضي؛ وبدا مسيّطرًا على مجلسي الحرب و(الكابينت)، لافتًا إلى أن الزيارة قد تأتي أيضًا في سيّاق تحركات استبدال “نتانياهو”.

وأشار إلى أن “غانتس” يعيش نشوة استطلاعات الرأي التي تُظهر حزبه الأقوى والأكثر شعبية، قبل أن يسّتدرك قائلاً إنها قد تتبّدد بنهاية الحرب، التي لن تنتهي سوى بدفع أنصار اليمين المتطرف الثمن.

أما بشأن “نتانياهو”؛ فهو يُحاول – وفق “جبارين” – إثبات معادلة أنه رئيس الوزراء الوحيد الذي يقول: “لا”؛ لـ”الولايات المتحدة”، ويحصل على: “نعم”، مؤيدًا ما قيل إنه إذلال لـ”الولايات المتحدة” بعدما قامت الأخيرة بإنزال جوي للمساعدات على “غزة”، وبدّت كأنها تتصرف كبقية الدول ودون السيّطرة على “إسرائيل”.

حالة انشّقاقية سياسية..

بدوره؛ يعتقد الخبير بالشؤون الدولية؛ “حسام شاكر”، أن زيارة “غانتس” تُعبّر عن حالة انشقاقية سياسية وتُمثل ضربة معنوية لـ”نتانياهو” سبقتها إرهاصات مثل مشاركة الأول في مظاهرات عائلات الأسرى واستبعاد “غانتس” من مشاورات “باريس”.

ويُبيّن أن الأزمة خرجت للسّطح مجددًا بعد ذهاب “غانتس”؛ لـ”واشنطن”، في إطار تعّزيز رصيده داخليًا وتحالفه مع “الولايات المتحدة”، كما أنها رسالة انزعاج أميركية بالحديث مع منافس “نتانياهو” السياسي.

ورُغم ذلك؛ يقول “شاكر” إن “نتانياهو” أثبت أنه قادر على فرض خياراته على “البيت الأبيض” بشكلٍ متكرر، وإنه قد يُظهر “غانتس” معاديًا وليس مناسبًا للدفاع عن مصالح “إسرائيل”.

ويُضيف: “لذلك قد يكون الإنزال الجوي الأميركي على غزة؛ للتغطية على هذا الانطباع، بأن واشنطن ضالعة في تجويع الفلسطينيين”، مشيرًا إلى أن “أميركا” تخشّى شهر رمضان باعتباره قد يكون محطة قد تُزعزع أمن المنطقة.

إيلام “نتانياهو” دون مضمون سياسي..

وحول زيارة “غانتس” المتوقعة أيضًا إلى “بريطانيا”؛ يُشير الخبير في الشؤون الدولية إلى أن “لندن” واقعة في الخاصرة الأميركية وتبدو كأن “واشنطن” تُحّركها عن بُعد، وقد تكون ثمة إشارة جاءت إلى “لندن” بضرورة استقبال “غانتس” وإيلام “نتانياهو” من دون مضمون سياسي.

فوائد للطرفين..

أما المسؤول السابق في الخارجية الأميركية؛ “وليام لورانس”، فيؤكد أنه لا يوجد إعجاب بين الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، و”نتانياهو”، وكان “بايدن” يرفض لقاءه بـ”البيت الأبيض”؛ قبل السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي، قبل أن يتغيّر الوضع لاحقًا، إذ حاول “بايدن” ألا ينتقده علنًا.

ويُضيف أن زيارة “غانتس”؛ لـ”واشنطن”، تحمل فوائد للطرفين، كما توجد مفاوضات بيّنه وبين قيادات بحزب (الليكود) لإزاحة “نتايناهو” وفق تقارير إسرائيلية.

ويعتقد أن إنزال “واشنطن” المساعدات على “غزة” جوًا، وتصريحات “نتانياهو” ضد زيارة “غانتس”؛ لـ”الولايات المتحدة”، يُظهران بلا شك طبيعة العلاقة بين الرجلين الأقوى في “إسرائيل”، والعلاقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي وحاكم “البيت الأبيض”.

أزمة صفقة الهدنة..

ويرى المحلل السياسي الإسرائيلي؛ “شلومو غانور”، في حديث لموقع (سكاي نيوز عربية)، أنه: “من المُرجّح أن ينسّحب وزيري المجلس الحربي؛ بيني غانتس، وغابي آيزنكوت، من الحكومة في حال المراوغة في مفاوضات صفقة المختطفين، حيث وضعا هذا الملف كأدنى شرط لاستمرار شراكتهما في حكومة نتانياهو”.

وشّدد “غانور”؛ على أن الأمر يتوقف الآن على سّير المفاوضات ومدى نجاح الوسّطاء: “مصر وقطر” في إقناع (حماس) بتليّين موقفها وتقديم صيّغة اقتراح غير رفضتها الأوسّاط الرسّمية في “إسرائيل”.

وقال إن هناك تطابقًا في الآراء بشأن عدد من محاور الحرب، واختلاف حاد بشأن بعضها الآخر داخل وزراء الحكومة الإسرائيلية، إذ تتوافق الحكومة وتتمسّك بأهداف الحرب الممثلة في تفكيك البُنية العسكرية والحكومية لـ (حماس)، والإفراج عن المخطوفين، وضمان عدم تحول “قطاع غزة” مرة ثانية كقاعدة للهجوم على “تل أبيب”.

وأوضح “غانور” أن هناك تباينات واضحة في أراء أركان الائتلاف الحكومي، بالنسّبة لموضوعات أخرى مثل الموقف من وقف إطلاق النار، وعدد الفلسطينين الذين سيُفرج عنهم و”نوع الجُرم” الذين ارتكبوه، وكذلك المساعدات الإنسانية، ودور “السلطة الفلسطينية” في القطاع، والاستيّطان في “قطاع غزة”، وعودة نازحي قرى “غلاف القطاع”؛ “الإسرائيليين”، إلى بيوتهم مجددًا.

وأضاف المحلل السياسي الإسرائيلي أن: “كل ملف من تلك الملفات من الممكن أن يُسبب خلافًا قد يؤدي إلى ضعف أركان الائتلاف وإلى أزمة وزارية”.

ومع ذلك؛ بيّن “غانور” أنه: “حتى ذلك الحين، فالدعم الحزبي لأركان الائتلاف الحكومي موحّد ومضمون حول ضرورة استمرار العمليات العسكرية؛ بما فيها منطقة رفح ومحور فيلادلفيا”.

خلاف سياسي وإجماع على الحرب..

أما أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في “القدس”، وعضو اللجنة المركزية لحزب (العمل) الإسرائيلي؛ “مئير مصري”، فأوضح لموقع (سكاي نيوز عربية)، أن الخلاف بين “غانتس” و”نتانياهو”: “سياسي” في المقام الأول ولا يتعلق بإدارة الحرب، مشيرًا إلى أن هناك إجماع شّبه كامل في “إسرائيل”، وداخل الائتلاف الحكومي، فيما يتعلق باستراتيجية الحرب وبضرورة القضاء على حكم (حماس) قبل التطرق إلى أي قضية أخرى.

وبشأن علاقة الخلاف الراهن بصفقة الهدنة مع (حماس)، يزعم “مصري” أن: “الممّاطلة ليست من طرف إسرائيل، وإنما يُمارسها الطرف الآخر الذي يُحاول كسّب الوقت ظنًا منه أن المجتمع الدولي سوف يُفرض على إسرائيل وقفًا لإطلاق النار في مرحلة ما؛ مما يسمح له بإنقاذ آخر معاقله، ولا سيما في محافظة رفح”.

وادعى: “هناك سوء تقدير منذ اليوم الأول من العدوان على إسرائيل، ناتج عن عدم فهم الواقع الاجتماعي والسياسي في إسرائيل بشكلٍ دقيق، فلن توقف إسرائيل عملياتها العسكرية قبل تدمير (حماس)؛ وإنهاء وجودها مهما كلفها الأمر، بغض النظر عن الضغوط الدولية، وأيًا كان مصير المختطفين”.

وتابع: “الموضوع ليس متعلق بمستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي السياسي أو بتركيبة حكومته، وإنما بمستقبل إسرائيل كدولة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب