25 أبريل، 2024 8:16 ص
Search
Close this search box.

زيارة “عبدالمهدي” لمصر .. توقيت مناسب وأهداف متعددة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في أول زيارة رسمية له خارج “العراق”؛ منذ تسلمه المنصب رسميًا في 24  تشرين أول/أكتوبر الماضي، التقى رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، الرئيس المصري، “عبدالفتاح السيسي”، بالقاهرة، ثم جمعهما لقاء ثلاثي مع العاهل الأردني، الملك “عبدالله الثاني”.

“عبدالمهدي” أكد على أهمية الصداقات مع جميع دول الجوار، ووضع الخلافات جانبًا، مبينًا أن “العراق” يعمل على تعظيم الأمور المشتركة وتجاوز أي خلافات، موضحًا أن: “دول الجوار، باختلاف أنظمتها، صديق للعراق”.

وأضاف “عبدالمهدي”، في المؤتمر الصحافي مع الرئيس، “عبدالفتاح السيسي”، أن: “الإرهاب والاحتلال والفقر والأمية والبطالة هم أعداؤنا، ولهذا يجب أن يكون العمل وبذل الجهد هو الأساس”.

وتابع “عبدالمهدي”: “خضنا معارك كثيرة مع الإرهاب، وكانت معارك قاسية، وأعلم أن مصر أيضًا لديها المساعي نفسها للقضاء على الإرهاب، ولكن الإرهاب ليس منظمة بل هو مجتمع وفكرة وامتدادات يجب القضاء عليها من جذورها وتجفيف منابعها”.

دعم مصري للحكومة العراقية..

وحرص الرئيس “السيسي”، في بداية المباحثات، على الترحيب برئيس الوزراء العراقي، موجهًا التعازي لـ”العراق”، حكومة وشعبًا، في ضحايا حادث “عبارة نهر دجلة”، بـ”الموصل”، ومؤكدًا تضامن الشعب المصري مع شعب “العراق” الشقيق في مصابه الأليم.

كما أعرب، خلال المباحثات، عن التقدير لاختيار رئيس الوزراء العراقي أن تكون “مصر” أولى زياراته الخارجية بما يؤكد المكانة الكبيرة لـ”مصر” لدى الجانب العراقي، مؤكدًا على دعم “مصر” للحكومة العراقية الجديدة والأهمية التي توليها لعلاقاتها مع “العراق”، والحرص على تطويرها في مختلف المجالات.

يرتكز على توسيع العلاقات وإعادة الإعمار..

عن الزيارة؛ قال الدكتور “أحمد الصحاف”، المتحدث باسم الخارجية العراقية، إن زيارة رئيس وزراء العراق، “عادل عبدالمهدي”، إلى “مصر” تأتي في إطار تعزيز العلاقات “المصرية-العراقية”.

مشيرًا إلى أن البرنامج الحكومي العراقي يرتكز على مبدأين أساسيين، وهما توسيع مظلة العلاقات العراقية العربية، والعمل على دعم تنفيذ البرنامج الحكومي العراقي فيما يتعلق بـ”إعادة إعمار العراق”، مؤكدًا أن “العراق” يتطلع للأشقاء العرب، ويعمل على استعادة دوره الحيوي في العالم العربي.

مساهمة مصرية في إعادة الإعمار..

وصرح السفير، “بسام راضي”، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، بأنه تم عقد جلسة مباحثات ثنائية أعقبها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين.

وذكر المتحدث الرسمي، أن الرئيس أكد موقف “مصر” الثابت من “العراق” والداعم لوحدته واستقراره وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، كما وجه التهنئة على الانتصارات التي حققتها القيادة والجيش العراقي، لطرد التنظيمات الإرهابية من الأراضي العراقية، ونجاح العمليات العسكرية في استئصال تلك التنظيمات من مراكز نفوذها في المحافظات العراقية، بما يمهد الطريق لاستقرار “العراق” وعودته للقيام بدوره الفاعل في محيطه العربي، ليكون أحد عوامل الاستقرار والأمن والنمو الاقتصادي في المنطقة، وبما يساهم في تعزيز التكاتف والتضامن بين الدول العربية، في ظل الأزمات الإقليمية التي تواجه الأمة في الوقت الراهن.

مضيفًا أن أن “مصر” مستعدة لنقل تجربتها بتطوير البنية التحتية إلى الدولة الشقيقة، “العراق”، وأن التجربة المصرية ستساهم في عملية إعادة إعمار المناطق التي تضررت في “العراق”، وفقًا لبيان الرئاسة.

إعادة تأسيس البنية التحتية..

تعليقًا على الزيارة؛ أكد الكاتب العراقي، “رائد العزاوي”، إن زيارة رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، للقاهرة، جاءت في توقيت هام للغاية؛ منوهًا إلى الدور المصري الكبير في مساعدة “العراق” خلال الفترات الماضية.

وأوضح “العزاوي”، أن رئيس الوزراء المهندس، “مصطفى مدبولي”، أحد الجنود المجهولة في إعادة إعمار الكثير من مناطق “العراق”، من خلال شركة “المقاولون العرب”، قبل أن يتولى رئاسة مجلس الوزراء؛ مشيرًا إلى أن “مصر” ساهمت في رفع معدل إنتاج الكهرباء في “العراق”، من خلال إنشاء أربع محطات كهرباء.

مشيرًا إلى أن “العراق” في مواجهة محور الشر، “التركي-الإيراني-القطري”؛ ولا بد من عقد اللقاءات “المصرية-العراقية” وتبادل الآراء.

وأشار “رائد العزاوي” إلى أن “مصر” ساهمت في إعادة إعمار “العراق”؛ وأنشأت 4 محطات طاقة كهربائية، موضحًا أنه تم الاتفاق خلال لقاء الرئيس، “السيسي” ورئيس وزراء العراق، بـ”القاهرة”، على مشروعات هامة جدًا في “العراق”، منها إنشاء 150 ألف وحدة سكنية جنوب “العراق”، وإنشاء 3000 مدرسة، وإنشاء مجموعة كبيرة من مصارف المياه على جانبي نهري “دجلة” و”الفرات”، وإعادة إعمار المناطق التي تضررت بها.

إمتداد العلاقات بعيدًا عن إيران..

من جانبه؛ قال الكاتب المختص في الشؤون العربية، “العزب الطيب الطاهر”، إن الزيارة الخارجية الأولى لرئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، إلى “مصر”؛ وفي هذا التوقيت، هي رسالة أن “العراق” لن يقصر علاقاته وتفاعلاته الإقليمية مع دولة واحدة، وهي “إيران”، بل أن التفاعل سيمتد إلى دول الجوار العربي ومع الدول العربية المؤثرة، وفي مقدمتها “مصر”.

مضيفًا أن القمة الثلاثية بين “مصر” و”الأردن” و”العراق” تجري في ظل وجود تنسيق على درجة عالية للغاية بين الدول الثلاث فيما يتعلق بملف الإرهاب في المنطقة، مؤكدًا على أن “مصر” كانت داعمًا رئيسًا لـ”العراق” طوال فترة حربه مع تنظيم (داعش) الإرهابي، متابعًا هناك تنسيق واضح ليس فقط على مستوى وزراء الخارجية بل على مستوى الحكومات.

وأوضح “الطاهر” أن هذا التنسيق، في هذا التوقيت، له أهمية قصوى، خاصة بعد تلاشي تنظيم (داعش) الإرهابي وفشله في إعلان دولة الخلافة، وأن ما تبقى هو مجرد فلول، مشددًا على أهمية التنسيق في هذا التوقيت لإجهاض أي تمدد لـ (داعش) أو لأي تنظيم إرهابي آخر في المنطقة.

توقيت مناسب للزيارة..

وقال الدكتور، “باسم جميل أنطوان”، نائب رئيس جمعية الاقتصاديين العراقيين، إن العلاقات “المصرية-العراقية” ستشهد طفرة بين البلدين في ضوء خصوصية الزيارة التي أولاها رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، للقاهرة، في أول زيارة خارجية له منذ توليه رئاسة الحكومة.

موضحًا أن الوضع الاقتصادي في “العراق” أصبح يخطو نحو الأمام، لاسيما بعد تشكيل الحكومة والإنتهاء من تحرير “العراق” من العناصر الداعشية، مشيرًا إلى أن الزيارة تأتي في التوقيت المناسب.

ولفت إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين لابد وأن ترقى للحجم المأمول، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين “مصر” و”العراق” تزايد حاليًا إلى مليار و403 ملايين دولار، منذ كانون ثان/يناير الماضي، حتى أيلول/سبتمبر 2018.

وأضاف: أن مناطق؛ مثل “الموصل” و”الأنبار” و”صلاح الدين” و”ديالى”، تعد مناطق تجارية نشطة تحتاج لإنجاز عملية الإعمار؛ لينطلق منها أنشطة تجارية وصناعية تغير واقع “العراق”، و”مصر” جديرة وأولى بأن تقوم بإعادة إعمار المدن المحررة لما لها خبرة في هذا المجال.

وحدة اقتصادية..

الباحث في الشأن السياسي العراقي، “هاشم الشماع”، قال إن زيارة رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، إلى “القاهرة” تتميز بنقطتين مهمتين، الأولى: إنها أول زيارة له خارج البلاد بعد توليه منصب رئاسة الوزراء، وهذا يعني إنه يعمل بجهد كبير ليكتب لها النجاح.

أما الثانية: يعد “عبدالمهدي”، مصر، بلد أكثر ميزة عن بلدان الإقليم العراقي؛ لما لها من ثقل دولي واقتصادي، إذ إننا نرى أن “عبدالمهدي” حريص بأن تكون هناك غرفة متابعة للاتفاقيات مع “مصر”، وأن تدخل الشركات المصرية في شراكة مع الشركات العراقية في مجال الاستثمار وتنمية وتنشيط الاقتصاد، وهذه الخطوة إذا تحققت؛ فإن ثمة وحدة اقتصادية ستلمع في سماء الجانب الاقتصادي، ليس بين البلدين بل في المنطقة.

بخلاف الزيارات الأخرى، التي قام بها كل من رئيس الوزراء الأردني والملك الأردني والوفدين السعودي والقطري والرئيس الإيراني، لـ”بغداد”، حيث لم تكن درجة الانفتاح الاقتصادي بقدر الانفتاح الذي دعا إلى الشراكة بين “بغداد” و”القاهرة”.

وحتى يزدهر الجانب الاقتصادي بين البلدين بشكل أسرع؛ على “القاهرة” العمل الجاد بتقديم التسهيلات إلى المستثمرين العراقيين ورجال الأعمال، وفتح أبواب “مصر” على مصرعيها للشعب العراقي لغرض السياحة والدراسة.

مد أنبوب نفطي..

وعن آفاق العلاقات الاقتصادية بين “مصر” و”العراق”، يقول الخبير الاقتصادي، “صالح الهماشي”، أن: “العراق بحاجة ماسة إلى عقد اتفاقيات اقتصادية مع جميع الدول الإقليمية والعالمية، لتسهيل عملية التبادل التجاري وانتقال الخبرات ورؤوس الأموال، كون العراق سوق كبير جدًا، وكل دول المنطقة والعالمية تبحث عن حصة سوقية فيه، وزيارة رئيس الوزراء إلى مصر تندرج في إطار تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية معها، فمصر من البلدان الكبيرة، ومرت بأزمات شبيهة بالأزمات العراقية، كأزمة السكن التي استطاعت مصر تجاوزها بشكل كبير، ومن الممكن الاستفادة من تجربتها، وكذلك في مجال البنى التحتية، فهناك تشابه كبير بين البلدين على المستويات الاجتماعية والبيئية، ويعتمدان على الأنهار”.

وتابع بقوله: “إضافة إلى مسألة مد الأنبوب النفطي الذي يصل إلى ميناء العقبة، فهناك اقتراح بمد الأنبوب إلى مصر وبيع النفط هناك، ومن ثم التصدير عبر البحر الأبيض المتوسط إلى الدول الأوروبية، كما أن المنطقة ملتهبة والأنظمة السياسية غير متجانسة، ويحاول العراق لعب دورًا محوريًا من خلال وضعه الاقتصادي، ومصر تمثل بُعدًا مهمًا، فلديها خبرات من الممكن الاستفادة منها، وكذلك من تجربتها في مجال المصارف”.

إنشاء سوق مشتركة..

وحول ما إذا يبحث الطرفان موضوع إنشاء سوق مشتركة، يقول “الهماشي”: “المنظومة العربية لديها خصوصيات، بسبب عدم تجانس الأنظمة السياسية، حيث قلما نجد بلدين متجانسين بشكل تام، حتى على مستوى دول الخليج، وهو ما يعيق إقامة سوق عربية مشتركة، فهذه السوق مجرد شعار؛ ومن الصعب جدًا تحقيقها، لكن على المستوى الثنائي فمن الممكن أن يعقد العراق اتفاقية مع الجانب المصري على غرار الاتفاقية مع المملكة الأردنية، وكذلك مع إيران، فالعراق بحاجة ماسة إلى الدول الإقليمية، كون الصناعة في العراق، وكذلك الزراعة في وضع مشلول، كما أن العراق يمتلك أموال ولا يمتلك اقتصاد، وتلك الدول تعرف أن العراق لديه سوق استهلاكي كبير، قياسًا بالمنطقة، فالمواطن العراقي يستهلك أكثر من نظرائه في دول الإقليم، لذا فهناك سوق عراقية واعدة لتصريف المنتجات، وعقد اتفاقية ثنائية مع مصر سوف تخدم الجانبين، وربما سينشأ العراق سوق مشتركة مع مصر والأردن”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب