11 يناير، 2025 12:46 ص

زيارة “ظريف” لبغداد .. تؤكد تجذر العلاقات “الإيرانية-العراقية” وتضرب مطالب “بومبيو” في مقتل !

زيارة “ظريف” لبغداد .. تؤكد تجذر العلاقات “الإيرانية-العراقية” وتضرب مطالب “بومبيو” في مقتل !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في زيارة تضع المزيد من التساؤلات حولها، بشأن ما إذا كانت مقصودة ورد فعل على الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، لـ”العراق”، الأسبوع الماضي، محاولاً بشتى الطرق الضغط على “العراق” للإبتعاد عن “إيران”.. وصل وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، أمس الأحد، إلى العاصمة العراقية، “بغداد”، على رأس وفد سياسي واقتصادي، “رفيع المستوى”، مكون من 30 مسؤولاً إيرانيًا، لتستغرق الزيارة خمسة أيام، يزور فيها “إقليم كُردستان العراق” ومحافظة “كربلاء”، ويعقد خلالها أكثر من ندوة اقتصادية.

والخميس الماضي، كشف مصدر سياسي عراقي؛ أن “بومبيو”، طالب رئيس الحكومة العراقية، “عادل عبدالمهدي”، بالعمل على تقليص أنشطة الشركات الإيرانية العاملة في “العراق”.

وقال المصدر: “الزيارة الأخيرة لبومبيو؛ ركزت كثيرًا على الملف الاقتصادي وكيفية إلتزام العراق بالعقوبات المفروضة على إيران”.

الولايات المتحدة حصان خاسر..

وفي معرض تصريحاته؛ عقب اجتماعه في “بغداد” مع نظيره العراقي، اعتبر وزير الخارجية الإيراني، “ظريف”، أن “الولايات المتحدة” حصان خاسر، مؤكدًا عدم السماح لها بالتدخل في علاقات البلدين، مشيدًا بمواقف “العراق” من “العقوبات الأميركية” على بلاده.

التباحث حول عشرة ملفات..

وقال وزير الخارجية العراقي، “محمد علي الحكيم”، أنه أجرى مباحثات مطولة مع “ظريف” تناولت عشرة ملفات، كان من ضمنها علاقاتهما السياسية والاقتصادية؛ والاتفاق على آليات جديدة لمنح تأشيرات الدخول لمواطني البلدين؛ ومسألة الحدود البرية والنهرية المشتركة؛ والإجراءات الاقتصادية الأميركية الأحادية الجانب وكيفية التعامل مع “إيران” بخصوصها، إضافة إلى الجوانب القنصلية والمشاكل المتعلقة بالملاحة في “شط العرب”.

وأشار إلى أن المباحثات تناولت أيضًا؛ التعاون الدبلوماسي المشترك في “الأمم المتحدة”؛ والعمل على مكافحة الإرهاب في “سوريا” ودعم حكومتها على فرض سيطرتها على جميع أراضي البلاد ودعم جهود “العراق” لإعادة “سوريا” إلى “الجامعة العربية”؛ وتأييد المساعي السلمية لحل “أزمة اليمن”، إضافة إلى دعم البلدين للشعب الفلسطيني في حقه في أراضيه وعاصمتها “القدس” وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

لن نسمح بتدخل أي جهة في علاقات البلدين..

ومن جانبه؛ شدد “ظريف” على أن العلاقات “الإيرانية-العراقية” لن تكون على حساب أي جهة أخرى، “وعليه لن نسمح لأحد التدخل فيها”، مشيرًا إلى أن للبلدين مواقف قريبة جدًا في مجالات كثيرة.

وقال أن العلاقات الثنائية في مختلف المجالات؛ التجارية والسياسية والشعبية والسياحية والصحية والمراقد المقدسة، إلى جانب التطورات في المنطقة والتعاون على صعيد المنظمات الدولية، شكّلت جانبًا من المحاور المطروحة في الاجتماع المشترك، مشيرًا إلى أن البلدين اتفقا على تشكيل لجنة مشتركة معنية بشؤون الملاحة البحرية والموارد المائية في “شط العرب” وتحديد أعضاء هذه اللجنة.

واشاد بما أسماها المواقف الإيجابية لمسؤولي الحكومة العراقية؛ فيما يتعلق بإجراءات الحظر الأميركية أحادية الجانب ضد الشعب الإيراني، معتبرًا هذه المواقف عنصرًا لتعزيز هذه العلاقات، وأن “إيران” تسعى لتفعيلها.

نتيجة لفشل السياسات الأميركية..

وحول التحركات الأميركية في المنطقة، قال “ظريف” أن هذه التحركات هي نتيجة لفشل سياسات “أميركا” المستمرة، منذ 40 عامًا، وأن “اقتراحي لدول المنطقة هو ألا تراهن على الحصان الخاسر أبدًا”، موضحًا أنه بعد الانتصار على (داعش)؛ حدثت بعض المشاكل في طريق التعاون بين “العراق” و”إيران”، خاصة في القطاع التقني والهندسي، والعقبات التي تختلقها “أميركا”، حيث نأمل بمعالجة هذه المشاكل في ظل تبادل الرأي وتلاقح الأفكار بين البلدين.

ورحب بمواقف المسؤولين العراقيين حول الحظر، “وينبغي علينا عبر تبادل الآراء؛ الوصول إلى السبل العملية لتفعيل هذه المواقف السياسية”.

حجم العلاقات التجارية بين البلدين..

وتسعى “إيران” إلى توسيع آفاق تجارتها مع “العراق”، الذي يُعتبر حاليًا المتنفس الاقتصادي لـ”إيران”؛ نتيجة العقوبات الاقتصادية الأميركية التي تحاصرها، حيث يبلغ الميزان التجاري بين البلدين حاليًا؛ 12 مليار دولار، وتسعى “إيران” لمضاعفته.

ويستورد “العراق” حاليًا ا”لغاز والطاقة الكهربائية” من “إيران”، التي تُعتبر المزود الأول لهما لـ”العراق”؛ ما يُدر على “إيران” مبالغ ضخمة تعينها على مواجهة آثار العقوبات. وستنتهي مدة الإعفاءات الحالية بنهاية آيار/مايو القادم. والتي مُنحت لكل من “العراق وتركيا والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية”، بعد أعادة فرض العقوبات على “قطاع النفط الإيراني”، في تشرين ثان/نوفمبر عام 2018.

وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني”، قد قال مؤخرًا إن حجم التجارة الثنائية بين “إيران” و”العراق” يمكن أن يرتفع إلى 20 مليار دولار سنويًا؛ عن قيمة 12 مليار دولار في الوقت الحالي، برغم المخاوف بشأن التأثير الاقتصادي لتجدد “العقوبات الأميركية”، التي تستهدف “النفط الإيراني” والقطاع المصرفي وقطاع النقل.

وأشار “روحاني”، خلال اجتماعه مع الرئيس العراقي الزائر، “برهم صالح”، في 17 تشرين ثان/نوفمبر الماضي، إلى أن “العراق” و”إيران” يجريان حاليًا مباحثات بشأن التجارة في “الكهرباء والغاز والمنتجات النفطية”؛ وفي مجال التنقيب عن النفط وإستخراجه.

وتسعى “بغداد” للحصول على موافقة “الولايات المتحدة” للتمديد بالسماح لها باستيراد “الغاز الإيراني” لمحطات الكهرباء، حيث يقول مسؤولون عراقيون إن الأمر يتطلب المزيد من الوقت لإيجاد مصدر بديل؛ بخلاف الإعفاء الذي منحته “الولايات المتحدة”، لـ”العراق”، لمدة 45 يومًا.

ويستورد “العراق” مجموعة كبيرة من السلع، من “إيران”، تشمل الأغذية والمنتجات الزراعية والأجهزة المنزلية ومكيفات الهواء وقطع غيار السيارات. وتمثل السلع من الصادرات الإيرانية إلى “العراق”؛ نحو ستة مليارات دولار، في الإثنى عشر شهرًا الأخيرة، حتى آذار/مارس عام 2018، أي نحو 15 بالمئة من واردات “العراق” الكلية في عام 2017.

ويتضح من تصريحات وزير الخارجية الإيراني، وما أكده هو ووزير الخارجية العراقي من اتفاقات، أن ما تحاول “واشنطن” السعي إليه من إبعاد “العراق” عن المحور الإيراني؛ بات أمرًا صعبًا لا يمكن تحقيقه واقعيًا، وأن ما ترنوا إليه مجرد أوهام لن تصل إليها يومًا، فالتقارب يزيد والنفوذ يسيطر ويتوغل أكثر بـ”العراق”، ببساطة لأن “واشنطن” لا يمكنها أن تقدم لـ”بغداد” مثل ما قدمته “طهران” لها.

زيارة مهمة في تحول العلاقات بين البلدين..

عن الزيارة؛ أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية، “فرات التميمي”، لموقع (دجلة)، أن “العراق” لديه ملفات كبيرة ومتعددة مع “إيران” تم بحثها خلال زيارة “ظريف” إلى “بغداد”.

مشيرًا إلى أن زيارة وزير الخارجية الإيراني جاءت محل ترحيب واسع من الحكومة العراقية الجديدة، التي تتطلع إلى علاقات واسعة ومتوازنة مع جميع الدول، وخاصة دول الجوار.

موضحًا أن الوفد الاقتصادي، الذي يرافق وزير الخارجية الإيراني، جاء لبحث التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين والتعاون في مجالات الكهرباء والطاقة.

وأضاف “التميمي”؛ أن زيارة “ظريف” مهمة وفيها تحول، خاصة وأن “العراق” يحتاج لدعم جميع أصدقائه خلال مرحلة إعادة الإعمار.

وتابع؛ إنها مقدمة لدخول الشركات الاستثمارية والنشاطات التجارية لتوسيع الآفاق بين البلدين والتعاون المشترك في كافة المجالات، وخاصة الخدمية والأمنية والمعلوماتية.

تسعى إيران لأن يكون لها اليد الطولى !

في هذا الإطار؛ قال “عباس عبود”، الكاتب والمحلل السياسي، إن: “زيارة جواد ظريف للعراق ليس لها علاقة بتوقيت زيارة وزير الخارجية الأميركي الأخيرة، لأن العلاقة بين البلدين مبنية على إستراتيجية التعاون والشراكة في مجالات مختلفة منذ 2003”.

وأشار إلى أن “العراق وإيران تربطهم حدود كبيرة، 1200 كيلومتر، ما يعني وجود تعاون اقتصادي وتبادل تجاري كبير بين الدولتين؛ التي كانت علاقاتهما مستقرة عكس العلاقات العراقية العربية، التي أصابها بعض التذبذب بعد 2003”.

وأوضح أن: “إيران من مصلحتها استقطاب العراق، لأنها سوق كبيرة ومهمة وهي تسعى لأن يكون لها اليد الطولى فيه؛ لما به من تعداد سكاني كبير ويمر بإعادة إعمار في ظل البنية التحتية شبه المدمرة، مما يخدم ويزيد من عملية الاستيراد من إيران”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة