زيارة “شمخاني” للعراق كشفتها .. مباركة إيران لتولي “الكاظمي” منصب رئاسة الحكومة العراقية !

زيارة “شمخاني” للعراق كشفتها .. مباركة إيران لتولي “الكاظمي” منصب رئاسة الحكومة العراقية !

خاص : كتبت – هانم التمساح :

على عكس ما أشاعته بعض الكتائب من توتر العلاقة بين رئيس المخابرات العراقية، “مصطفى الكاظمي”، و”إيران”، ورغم اتهامات (كتائب حزب الله) العراقية، له، بالتورط في مقتل “سليماني” و”المهندس”، إلا أن وسائل الإعلام الإيرانية عكست اهتمامًا مبالغًا فيه بلقاء أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، “علي شمخاني”، الأحد، بـ”مصطفى الكاظمي”.. ويأتي هذا اللقاء في ظل طرح اسم “الكاظمي” لتولي منصب رئاسة الحكومة العراقية؛ مما يعكس مباركة “إيران” لقرار اختيار “الكاظمي”.

ثقة إيرانية في شخص “الكاظمي”..

وتعكس الزيارة الثقة الكبيرة، من الجانب الإيراني، في شخص “الكاظمي”، خاصة مع إشادة “شمخاني” بالدور الذي لعبه “الكاظمي” في السيطرة الأمنية على “العراق” بما يخدم الأمن القومي لـ”العراق” و”إيران”؛ بل ومنطقة الشرق الأوسط، بحسب “شمخاني”. وترى “إيران”، في “الكاظمي”، الشخصية الأنسب لتولي رئاسة الحكومة العراقية؛ لأنه، وبحسب صحف إيرانية، يُعد الرجل الأنسب لإنتشال “العراق” من الأزمة الحالية؛ نظرًا لعلاقاته التوافقية بدول المنطقة والعالم بما يخدم علاقة بينية لتدعيم السلام في المنطقة والعالم.

وأكد “شمخاني”، خلال زيارته؛ على أن تشكيل حكومة قوية وفاعلة ومنبثقة من أصوات الشعب العراقي، تمثل رغبة إيرانية دائمة، على حد قوله.

وقال، إنه: “نظرًا للظروف السياسية والأمنية في العراق، فإن دور الأجهزة الاستخباراتية والأمنية هام ومعقد للغاية لإدارة الظروف الجديدة”.

ولفت “شمخاني” إلى: “تأثير التطورات السياسية والأمنية في العراق على استقرار المنطقة وأمنها، وأعلن استعداد إيران لنقل تجاربها الاستخباراتية والأمنية إلى الأجهزة العراقية المعنية”.

ونوه “شمخاني” إلى أن: “إنطلاق تظاهرات مليونية وتاريخية احتجاجًا على الاحتلال الأميركي ودعمًا لاستقلالية العراق وسيادته الوطنية، مؤشر على ريادة الشعب العراقي في مسار طرد أميركا من المنطقة”، حسب زعمه.

وشرح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي؛ الطاقات والفرص الواسعة للتعاون بين “إيران” و”العراق”، في مختلف الجوانب الاقتصادية السياسية والأمنية والثقافية، زاعمًا استمرار المشاورات بين كبار مسؤولي البلدين بأنه أمرًا مؤثر وهام في تكامل الأدوار الإقليمية ومواجهة مخططات الأعداء لتقسيم الدول الإسلامية وإضعافها.

تعويض غياب “سليماني”..

وجاءت زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، “علي شمخاني”، إلى “بغداد”، وهي الأولى لمسؤول إيراني بارز، عقب مقتل القائد السابق لـ (فيلق القدس)، التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، “قاسم سليماني”، قرب “مطار بغداد الدولي”، لتُثير الكثير من علامات الاستفهام حول تلك الزيارة.

فقد قُتل “سليماني”، ومعه نائب رئيس هيئة (الحشد الشعبي) العراقي، “أبومهدي المهندس”، في الثالث من كانون ثان/يناير 2020، بضربة جوية لطائرة أميركية بدون طيار، استهدفت موكبه قرب “مطار بغداد”، الذي وصله قادمًا من “سوريا”.

وأشار مراقبون، إلى أن الهدف من زيارة “شمخاني”، إلى “العراق”، هو تعويض غياب “قاسم سليماني”، الذي كان الحاكم الفعلي الإيراني لـ”العراق” وما على السياسيين العراقيين إلا تنفيذ الأوامر الإيرانية.

وأوضحوا؛ أن مرشد النظام الإيراني، آية الله “علي خامنئي”، يُريد تعويض “سليماني”، حيث الضلع الأقوى لـ”إيران” في “سوريا” و”العراق”، وبمقتله لم يستطع أي مسؤول إيراني ملء ذلك الفراغ.

ويخشى “خامنئي” تلاشي النفوذ الإيراني في “العراق”؛ الذي أصبح في مهب الريح، خاصة بعد تظاهرات “العراق” التي دخلت في شهرها الخامس على التوالي ضد النفوذ والتبعية العراقية لـ”إيران”.

وأضافوا أن “خامنئي” يعلم جيدًا أن “العراق” لو تخلص من النفوذ الإيراني فلن تسطيع “إيران” فرض نفوذها على أي دولة في المنطقة العربية، كما أن زيارة “شمخاني” لـ”العراق”، تُمثل ذلك القلق العميق من إرتباك حلفائها ومحاولة لإعادة ترتيب التأثير في المشهد السياسي، ورسالة من “طهران” لـ”واشنطن” بسرعة الإمساك وملء فراغ “سليماني”.

ويرى محللون سياسيون؛ أن “شمخاني” جاء لسد الثغرات في الملف السياسي التي أحدثها غياب “سليماني”، وعجز بديله، “إسماعيل قاآني”، عن إنجاز المهمة، كما أنه ثمة عدة أهداف تتعلق بزيارة “شمخاني”، منها أنها جاءت لـ”التأكيد على إنجاز مهمة إخراج القوات الأميركية والتحالف الدولي من العراق، واختيار رئيس وزراء جديد ومساعدة البيت السياسي الشيعي في ذلك، فضلاً عن تفعيل التفاهمات الاقتصادية (العراقية-الصينية)”.

تحول مذهل في موقف إيران..

الغريب في الأمر أن “الكاظمي” لم يكن يلقى قبولًا لدى “إيران” وحلفائها؛ إذ أول ما قام به “الكاظمي”، عندما تولى منصبه؛ أنه عزل الضباط الموالين لـ”إيران”، وتحديدًا من منظمة (بدر)، الذين سيطروا على الجهاز لسنوات، كما أنه ألغى “شُعبة إيران”، التي كان يديرها ضابط من أصل عراقي ينتمي إلى “الحرس الثوري” الإيراني.

كما أن مليشيا (كتائب حزب الله) أعربت عن استعدادها لتقديم معلومات عن مقتل “سليماني” و”المهندس”  متهمة، “الكاظمي”، بالتواطؤ في عملية الاغتيال.

ويبدو أن “إيران” أصبحت مرغمة على دعم رئيس للحكومة توافقيًا، بينها وبين “الولايات المتحدة”؛ لأنها ليست في حالة استعداد جيد لمواجهة الصراعات مع “أميركا” على أرض “العراق”، نظرًا لأزماتها الداخلية المتشعبة اقتصاديًا وصحيًا وسياسيًا.

من ناحية أخرى؛ أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، “علي شمخاني”، خلال لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية، “عادل عبدالمهدي”، أن “إيران” تدعم التشكيل السريع للحكومة العراقية.

وأفادت وكالة (تسنيم) الإيرانية للأنباء؛ بأن “شمخاني” أعرب خلال هذا اللقاء، عن شكره لردة الفعل السريعة من قِبل الحكومة والبرلمان العراقيين على اغتيال الجنرال، “قاسم سليماني”.

وأضاف، بالنظر إلى الأوضاع الحساسة في “العراق”؛ والدور الرئيس لهذا البلد في إحلال الاستقرار والهدوء في المنطقة؛ فإننا ندعم الاستقرار السريع للحكومة المدعومة شعبيًا في هذا البلد.

وتابع، إن الأنباء والمعلومات تُفيد بأن المحور “الغربي-العبري-العربي” قد بذل قُصارى جهده لعدم استقرار الأوضاع في “العراق”.

وأردف قائلًا، أن المرجعية في “العراق” لطالما كانت الركن الأساس للوحدة والتضامن ورسمت خارطة طريق للسياسيين والشعب في ظل هذه الأوضاع الحساسة الراهنة.

وأوضح أن الأجانب قاموا بمحاولات عديدة لبث الفرقة بين النظام والشعب والمرجعية بسبب الدور الفريد للمرجعية في إرساء الاستقرار والأمن في “العراق”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة