خاص : ترجمة – محمد بناية :
رغم إعلان الحكومة اليابانية عن زيارة رئيس الوزراء، “شينزو آبي”، المرتقبة إلى “طهران”؛ والوساطة بين “الولايات المتحدة” و”الجمهورية الإيرانية”، لكن انتشرت، قبل ذلك، الأنباء عن زيارة رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، إلى “إيران” و”الولايات المتحدة”.. والسؤال: هل يمكن القول بتهميش وساطة “العراق”، بدخول “اليابان” على خط الوساطة ؟.. إلى أي مدى قد تؤتي جهود الوساطة العراقية، وزيارة “عبدالمهدي” المحتملة إلى “إيران” و”أميركا”، ثمارها في ضوء زيارة “شينزو آبي” إلى “إيران” ؟..
للإجابة على هذه الأسئلة؛ أجرى “عبدالرحمن فتح إلهي”، عضو الهيئة التحريرية بموقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من “وزارة الخارجية”، الحوار التالي مع “صباح زنكنه”، الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط.
مسألة غامضة !
“الدبلوماسية الإيرانية” : هل يمكن القول بتهميش وساطة “العراق” بدخول “اليابان” على خط الوساطة ؟
“صباح زنكنه” : على كل حال؛ بلغ توتر العلاقات “الإيرانية-الأميركية” مرحلة حساسة، بل وأطلق “البيت الأبيض” الحديث عن الصراع المسلح، من ثم تسعى الدول الإقليمية وفوق الإقليمية إلى الوساطة خوفًا من ارتفاع وتيرة الصراعات، لكن مسألة تهميش دور “العراق”، بعد تدخل “اليابان” و”شينزو آبي”، مرتبط بمكانة وإمكانية البلدين.
وفي هذا الصدد؛ إذا راجعنا تصريحات بعض السياسيين العراقيين، فسوف نرى إعتراف واعتراض، على سبيل المثال كان السيد، “حيدر العبادي”، رئيس الوزراء العراقي السابق، قد قال بشكل صريح: “رغم أن العراق صديق وحليف إستراتيجي لإيران والولايات المتحدة، لكن لا تولي البلدان، لاسيما الولايات المتحدة، أهمية مناسبة للعراق وترفض وساطة بغداد باعتبارها دولة قوية في منطقة غرب آسيا للحد من التوتر بين طهران وواشنطن”.
لكن إلى أي مدى يستطيع “العراق” القيام بدور رئيس في تطوير الوساطة بين “إيران” و”أميركا” ؟.. تلك مسألة غامضة، وبالتالي لا يمكن تقديم إجابة واضحة.
اعتبارات نجاح زيارة “آبي”..
“الدبلوماسية الإيرانية” : لكن هل يستطيع رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، بعد زيارته المحتملة إلى “إيران” و”أميركا”، استكمال مشروع الوساطة اليابانية ؟
“صباح زنكنه” : الإجابة رهن بمعدلات نجاح الزيارة.. لأنه، وإن كانت تلك هي أولى زيارات رئيس الوزراء الياباني إلى “إيران” منذ إندلاع الثورة، لكن مازالت هناك شكوك بشأن مدى توفيق، “شينزو آبي”، خلال الزيارة.
ونحن لا يجب أن نفكر في مسألة أن “الجمهورية الإيرانية” و”الولايات المتحدة” سوف يتخذان طريق المفاوضات بمجرد تدخل “اليابان” على مسار الأحداث. لأن هذه المسألة بعيدة عن الواقع.
وعلينا تحليل الأوضاع بما يتناسب والوقائع. إذ تسعى “اليابان”، التي تأثرت بـ”العقوات الأميركية”، للوساطة في الصراع “الإيراني-الأميركي”. فقد أوقفت “اليابان” صادراتها النفطية من “إيران” تحت وطأة “العقوبات الأميركية”، الأمر الذي أثر بشكل كبير على قطاعات الإنتاج اليابانية.
من جهة أخرى؛ يهدد الصراع “الإيراني-الأميركي” الملاحة في “مضيق هرمز”، الأمر الذي قد يضفي المزيد من الغموض على صادرات “النفط” و”الغاز” العربية؛ وهي مسألة غير مقبولة بالنسبة لدول “اليابان والهند والصين” وغيرهم.
من ثم تحاول “اليابان” الحد من التوتر في العلاقات “الإيرانية-الأميركية”. وإذا ما تعاملنا مع زيارة رئيس وزراء اليابان إلى “إيران”، من هذا المنطلق، لأمكننا النظر إلى زيارة، “عادل عبدالمهدي”، باعتبارها تكملة للمساعي اليابانية.
بعبارة أخرى؛ لابد من انتظار نتائج زيارة “شينزو آبي” إلى “طهران”، هل تؤدي إلى الحد من التوتر بين “إيران” و”أميركا” ؟.. هل من الممكن أن تنتهي تلك الزيارة إلى تشكيل أجواء من الضغط على “الولايات المتحدة” للحد من شدة العقوبات المفروضة على “إيران” ؟.. الإجابة على هذه الأسئلة تبين مدى نجاح زيارة رئيس الوزراء الياباني إلى “إيران”، وبالتالي توضح بنفس المعدل مساعي، “عادل عبدالمهدي”، لإستكمال فاعليات الوساطة.
الوضع حساس جدًا..
“الدبلوماسية الإيرانية” : في رأيكم هل بلغ الصراع “الإيراني-الأميركي” نقطة اللاعودة ؟
“صباح زنكنه” : التوتر بين “إيران” و”الولايات المتحدة”، حاليًا، بالغ حد الخطورة، لكن لم يصل بعد إلى نقطة النهاية.
في الوقت نفسه؛ فالأوضاع حساسة لدرجة أن أبسط خطأ أو إجراء غير موزون، من أحد الطرفين، قد يُعتبر بمثابة النهاية لكل شيء.
من ثم؛ لابد من الانتظار وترقب إتجاهات التطورات، خلال الأيام والأسابيع المقبلة، للقطع بمدى إمكانية قبول الوساطة بين “إيران” و”أميركا” من عدمه. لأن التطورات الراهنة غامضة ولا تتيح إمكانية تقديم إجابة حاسمة، لكن المقطوع به أن المساعي الدبلوماسية لن تؤدي إلى الحوار والمفاوضات بين البلدين، وإنما تستهدف بالأساس خفض التوتر في علاقاتهما.